لماذا يجب علي الدكتور محمد البرادعي أن ينضم فوراً إلي حزب؟
1- لأن مصر ليست في حاجة الآن إلي داعية تنوير بل إلي مرشح للتغيير.
2- لأن الناس تتطلع إلي يقين أن البرادعي سيخوض
الانتخابات الرئاسية وأنها لن تبقي معلقة بين وريث أو مورث ينافس كومبارس
قادمين من بحيرة للسمك الفاسد!
3- لأن أي حزب صغير حين ينضم إليه الدكتور البرادعي
ورفاقه ومريدوه وشبابه وأنصاره سيصبح حزباً كبيراً في أربع وعشرين ساعة،
وأي حزب هامشي سيصبح بالرجل ورجاله حزباً رئيسياً وشعبياً.
4- لأن الحزب الذي سيرحب بالبرادعي سيكون شجاعاً ومعارضاً بحق حين يتحدي الحكم والحكومة ويزود سلاح التغيير بالذخيرة.
5- لأن النظام لن يتمكن من اصطناع انشقاق داخل هذا
الحزب، وسوف تكون (إن جرؤ وفعل) فضيحة مكشوفة وتمثيلية فاجرة، كما لن
يتمكن من تجميد الحزب الذي ينضم إليه البرادعي، وسوف يلحق به (إن تجرأ
وعمل) عار سيطارده في كل دول العالم ويسحب منه الاحترام ويقطع عنه الرضا
الذي هو أحرص عليه من رضا الشعب.
6- لأن مصر تحتاج لأن تنقذ نفسها من الثنائية
التعسة.. الحزب الوطني والإخوان المسلمين، فيخرج ثالث ينهي أمام الشعب هذا
الخيار القدري فهناك طريق آخر يجمع المدنية مع الشعبية وينهي حالة: إما
بدلة الديكتاتور أو عباءة الشيخ.
7- لأن مصر لا تعرف صيغة الجبهة الوطنية التي تجمع من
مشارب فكرية وتيارات سياسية متناقضة ومتباينة، فالوفد المصري في ثورة
19شهد انشقاقات في الجبهة الوطنية بعد أسابيع تقريباً من الثورة، وبعد
شهور انشق عن الوفد كباره ورجاله ورموزه الأوائل ولم يبق غير سعد زغلول
وأنصاره، كما أن تنظيم الضباط الأحرار ومجلس قيادة ثورة 52الذي شهد جبهة
مكونة من لا منتمين سياسياً ويساريين واشتراكيين وإخوان مسلمين وفاشيست
انفضوا وانصرفوا بعد أقل من عامين انشقاقاً واستبعاداً ولم يبق إلا جمال
عبدالناصر وأنصاره، فمصر لا تعرف الجبهة متعددة الأقطاب ولكن تعرف
الأغلبية ذات القطب المحرك أو مركز الدائرة الثابت.
8- لأن التوافق ليس هدفاً في حد ذاته بل التوافق يسعي لتحقيق هدف، والحاصل أن إرضاء جميع الأطراف لايُرضي بالضرورة أي طرف.
9- لأن الدكتور البرادعي لا يحتاج تفويضاً ولا
توكيلاً ولا توقيعاً أكثر مما ظهر وثبت من خلال مائة وستين ألف مواطن
وقَّعوا له واختاروه بوسيلة جديدة وحديثة وفاعلة هي الإنترنت، وكذلك عبر
استقبال بالآلاف من رموز ومواطنين وشباب انتظروا الرجل في مطار القاهرة
ومن خلال وفود ذهبت إليه ومدت يدها نحوه واستقبلت يده الممدودة، فها هو
يمثل شرائح من الشعب وعلي النظام أن يثبت العكس فإن الله يأتي بالشمس من
مشارقها فأتوا بها من مغاربها.
10- لأن تغيير الرئيس لن يأتي إلا بتغيير أعمق وأوسع
وأسبق -وليس أهم - يتطلب الدخول في معركة الانتخابات البرلمانية التي تحتم
خوضها بمرشحين تجمعهم صيغة ومشروع الحزب.
11- لا يوجد ضمانات لنزاهة الانتخابات حتي لو أعطي
النظام هذه الضمانات فالنظام يقول إن انتخاباته حرة وليست مزورة، فكيف
يعترف بتزويرها حين يقدم ضمانات لنزاهتها؟ والسبب الثاني أن النظام لا يفي
بوعوده ولا يلتزم بكلامه حتي لو ضمن أو زعم أنه يضمن، إذن هناك فقط
ضمانتان للنزاهة، الأولي هي وجود البرادعي بما يعطيه من أمل عند الشعب
وبما يمثله من ثقل دولي وعالمي يردع عن التزوير الفاجر، الضمانة الثانية
هي نضال المواطنين ضد تزوير الانتخابات ومنعه المزورين في لجان التصويت أو
الفرز وحضورهم الحاشد في الإدلاء بالأصوات وفي قلب اللجان ليدافع الناس عن
أصواتهم متي شعروا أنها مهمة وأنها تذهب لمستحقيها.
12- لأنه ليس لدي مصر وقت لتضيعه أكثر مما ضاع، ثم أنه لابد من مرور سنة علي انضمام البرادعي لحزب كي يمكنه الترشح.
13- لقد صنع هذا النظام لعبة الانتخابات وفق قيود
تعجيزية، لكن التاريخ يعلمنا أن صانع اللعبة ليس بالضرورة أبرع من يلعبها،
ثم إنه ليس وحده الذي يمكن أن يكسبها!