البرادعى فى مقابلة له مع صحيفة
الجارديان البريطانية
كتبت ريم عبد الحميد
var addthis_pub="tonyawad";
قال محمد البرادعى، المدير العام السابق
للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الحكومات الغربية تخاطر بخلق جيل جدد من
المتطرفين الإسلاميين إذا استمرت فى دعم الأنظمة القمعية بالشرق الأوسط.
وأضاف البرادعى فى مقابلة له مع صحيفة الجارديان البريطانية، أن استراتيجية
دعم الحكام المستبدين فى محاولة لمواجهة تهديد التطرف الإسلامى، أثبتت
فشلها مع وجود عواقب كارثية محتملة لها. ودعا البرادعى إلى الثورة قائلاً:
"إننا فى حاجة إلى ثورة.. ففكرة أن البديل الوحيد للأنظمة السلطوية هو
أسامة بن لادن وأعوانه هى فكرة خاطئة، كما أن استمرار السياسات الحالية
سيجعل هذه التنبؤات تتحقق". وأضاف أنه يرى زيادة التطرف فى الشرق الأوسط
ويتفهم الأسباب التى أدت إلى ذلك. "فالناس يشعرون بالقمع من قبل حكوماتهم
ويشعرون بالظلم من قبل العالم الخارجى.. فهم يصحون كل صباح ويرون آخرين
يقتلون وكلهم مسلمين سواء فى أفغانستان أو العراق أو الصومال أو السودان
ودارفور".
وبرر البرادعى فشل استراتيجية الغرب فى التعامل مع هذا الجزء من العالم
بالقول إنها ليست قائمة على الحوار والتفاهم ودعم المجتمع المدنى وتمكين
الشعب، لكنها كانت معتمدة على دعم الانظمة السلطوية طالما أن ضخ النفط لا
يزال مستمراً.
ويرى البرادعى أن المراهنة على الأفراد بدلاً من الشعوب سيؤدى إلى الفشل،
والسياسة الغربية لا تزال تعتمد حتى الآن على الأفراد الذين يفتقرون إلى
تأييد شعوبهم وتتراجع مصداقيتهم يوماً بعد يوم. واعتبر أن شعبية حسن نصر
الله، زعيم حزب الله اللبنانى، والرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، فى
الشرق الأوسط إنما تمثل رسالة للغرب بأن سياسته لا تتواصل مع الشعوب. ويجب
أن تكون هذه السياسة قائمة على الاهتمام بالشعب وبرفاهيته وبحقوقه
الإنسانية.
وأشار البرادعى فى المقابلة التى أجراها مراسل الجارديان جاك شينكر من
منزله فى القاهرة، إلى أنه يشعر بتحرره من الحذر الذى كان يتبناه أثناء
توليه منصبه السابق فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكشف عن أن كل
تقاريره التى أعدها فى الفترة السابقة للحرب على العراق كان الهدف منها
تجنب الإيذاء من جانب حكومات بعينها.
أكد البرادعى (67 عاما) أن "سياسة الغرب حيال هذا الجزء من العالم فشلت
فشلا ذريعا فى رأيى"، داعيا إلى "إعادة تقييم" هذه السياسة، موضحا أن هذه
السياسة "لم تقم على الحوار والتفاهم ودعم المجتمع المدنى وعتق الشعوب، بل
على دعم الأنظمة القمعية ما دام النفط يتدفق".
وعاد البرادعي، الحائز على جائزة نوبل للسلام فى 2005، إلى القاهرة فى
فبراير بعدما قضى 12 عاما فى فيينا على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقد أعلن استعداده للترشح إلى الانتخابات الرئاسية فى مصر فى 2011 إذا ما
تعدل الدستور.
وأطلق البرادعى الأربعاء حملة ميدانية فى مصر لكسب تأييد الرأى العام
لأفكاره السياسية الإصلاحية، وذلك بعد أن ضاعف خلال الأشهر الأخيرة دعواته
إلى "دمقرطة" نظام الرئيس حسنى مبارك الذى يحكم البلاد منذ 29 عاما والذى
لم يكشف حتى الساعة ما إذا كان سيترشح لولاية جديدة أم لا.