نجحت حركات شباب الثورة والقوى السياسية الليبرالية، فى حشد مظاهرة مليونية فى ميدان التحرير وفى المحافظات، رغم غياب التيارات الدينية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وتركزت مظاهرات «تصحيح مسار الثورة» أو «جمعة الغضب الثانية» فى ميدان التحرير بالقاهرة وميدان القائد بالإسكندرية، إضافة إلى ميادين فى محافظات الدقهلية ودمياط والغربية وكفر الشيخ والسويس وبورسعيد والإسماعيلية وجنوب وشمال سيناء ومطروح والفيوم والوادى الجديد وأسيوط والمنيا وقنا وأسوان.
ورفع متظاهرو جمعة الغضب لافتات ورددوا هتافات تطالب بمحاكمة عاجلة لحسنى مبارك ورموز النظام السابق، وتشكيل مجلس رئاسى مدنى، وتطهير الحكومة والمجالس المحلية، وإعداد دستور جديد وتأجيل الانتخابات البرلمانية، وحتى مثول الجريدة للطبع لم تحسم القوى المشاركة قرار الاعتصام بميدان التحرير أو الاكتفاء بالتظاهر.
فى المقابل، نظمت جماعة الإخوان المسلمين ١١ وقفة فى الإسكندرية بمشاركة الآلاف، ووزعت خلالها بياناً يتهم المشاركين فى جمعة الغضب بأنهم «علمانيون وفاشلون وعابثون بمصالح الشعب لأغراض خاصة وحسابات ضيقة».
ونظم العشرات مظاهرات مؤيدة للمجلس العسكرى فى ميدانى الحسين والرماية بالقاهرة والجيزة، ومنطقة المنصة فى مدينة نصر شارك فيها ممثلون عن اتحاد عمال مصر، وهددوا خلالها بإضراب عام للعمال حال تشكيل مجلس رئاسى مدنى لإدارة شؤون البلاد.
وقال خالد عبدالحميد، عضو ائتلاف شباب الثورة، إن نجاح المظاهرة يؤكد أن المصريين يرفضون وصاية أى تيار سياسى عليهم، واعتبر سامح عاشور، رئيس الحزب الناصرى، أن جمعة الغضب الثانية أثبتت أنها كانت ثورة الشعب وليس الإخوان، وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة، اليوم انهزمت التيارات الدينية وانكشف للناس أن الإخوان ليسوا «الفصيل الأهم».