احتشد عشرات الآلاف، أمس، فى ميدان التحرير بالقاهرة والعديد من المحافظات، فى مليونية «جمعة الوحدة الوطنية وأمن المواطن» و«دعم الانتفاضة الفلسطينية»، داعين إلى نبذ الفتنة الطائفية، والتصدى لمحاولات إجهاض الثورة.
فى التحرير حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلى، وقطع العلاقات مع إسرائيل، ورددوا هتافات «على القدس رايحين، شهداء بالملايين»، و«الشعب يريد العودة إلى فلسطين»، وارتدى عدد كبير منهم شارات خضراء فوق رؤوسهم كتبوا عليها «جيش محمد»، وقال الشيخ صفوت حجازى فى رسالة للمتظاهرين، إن الجموع المحتشدة فى الميدان على استعداد لأن تسير إلى تل أبيب، لكنهم سيبنون دولتهم أولاً، واتهم يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء وسيد مشعل، وزير الإنتاج الحربى، بتشكيل ثورة مضادة من داخل الحكومة.
وتوافد مئات السلفيين والإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية إلى ميدان التحرير للمشاركة فى مظاهرات دعم الانتفاضة الفلسطينية، ثم توجه المتظاهرون إلى المنصة الرئيسية بجوار الجامعة الأمريكية، لأداء صلاتى الجمعة والغائب على أرواح شهداء ليبيا واليمن وسوريا.
وشارك آلاف الأقباط فى مظاهرات ميدان التحرير، قبل صلاة الجمعة، وطافوا بأربعة نعوش مرددين الصلوات والترانيم، فيما نظم المئات منهم مظاهرة أخرى أمام ماسبيرو، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين فى الأحداث الأخيرة، وإقرار قانون دور العبادة الموحد.
وفى المحافظات، انطلقت مظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة، ففى العريش بشمال سيناء، وجه المتظاهرون الدعوة لجميع الدول العربية للمشاركة فى الزحف لتحرير القدس، وشل قدرة إسرائيل على التدخل فى الشؤون العربية، وأكدوا أنهم فى انتظار زحف ثوار التحرير إلى رفح، واحتجزت قوات الأمن مئات المواطنين على كوبرى السلام، كانوا فى طريقهم إلى معبر رفح، وأعادت نحو ٥٠ حافلة تقل مئات الركاب المتجهين إلى شمال سيناء، لكن بدو سيناء أعلنوا رفضهم الزحف إلى فلسطين، حفاظاً على أمن الوطن، وقال حسين المنيعى، من قبيلة السواركة: إن البدو لن يسمحوا بوصول المتظاهرين إلى معبر رفح بسبب حساسية العمق الاستراتيجى لسيناء.
وشهدت محافظات الإسكندرية والدقهلية والبحر الأحمر والسويس والقليوبية ودمياط والإسماعيلية والمنيا وبنى سويف، مظاهرات حاشدة شارك فيها المسلمون والأقباط، يرتدون تى شيرتات كتبوا عليها «وطن واحد» «شعب واحد» و«كلنا مصر»، ورددوا هتافات «مسلم مسيحى إيد واحدة» و«لا للعنف» فيما طالب أئمة المساجد بنبذ التطرف ودعوا إلى احترام الآخر وتحقيق الوحدة الوطنية.
كان الآلاف فى القاهرة وعدد من المحافظات، أدوا صلاة الفجر، أمس، تحت شعار «الشعب يريد العودة إلى فلسطين»، للتأكيد على التمسك بالوحدة الوطنية، وعقب الصلاة ردد المصلون هتافات «بالروح بالدم نفديكى يا فلسطين» وأحرقوا العلم الإسرائيلى.