عادت الحياة إلى طبيعتها فى منطقة ماسبيرو بعد إنهاء الأقباط اعتصامهم الذى دام ١٣ يوماً، إثر أحداث إمبابة، وتولت مجموعة من الشباب تنظيف المنطقة وإزالة اللافتات، ورفع رجال الجيش والشرطة الأسلاك الشائكة التى وضعها المعتصمون فى مداخل ومخارج طريق الكورنيش.
أكد القمص فلوباتير جميل، كاهن كنيسة الطوابق بالجيزة، أحد قادة الاعتصام، أن الأقباط قرروا تعليق اعتصامهم حتى ٢٧ مايو، بعد وساطة ائتلاف شباب الثورة، الذى وعد بتبنى مطالبهم، على أن يتظاهروا مع الثوار فى ميدان التحرير يوم الجمعة المقبل. وأضاف: «نريد فتح ٥٣ كنيسة مغلقة، وإنهاء ملف القبطيات المختفيات، ومحاسبة المحرضين على الفتنة»، مؤكداً أن الكنيسة تلقت وعوداً بإقرار قانونى «دور العبادة الموحد» و«تجريم التمييز» خلال شهر.
وشهدت محكمة جنح بولاق أبوالعلا أحداثا ساخنة، أمس، عقب انتهاء أولى جلسات محاكمة المتهمين الـ ١٦ فى أحداث ماسبيرو التى اندلعت فى ١٤ مايو الجارى، وبعد إعلان تأجيل القضية لجلسة ٤ يونيو، مع استمرار حبس المتهمين، حطم أقاربهم قاعة المحكمة والمنصة. وهتف المتهمون من داخل قفص الاتهام قبل وأثناء وبعد الجلسة: «مسلم ومسيحى.. إيد واحدة»، وأنكروا جميع الاتهامات التى وجهتها إليهم النيابة، وهى البلطجة وترويع الآمنين وتكدير الأمن والسلم العام، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وأثناء استماع المحكمة لطلبات الدفاع سقط أحد المتهمين داخل القفص فاقدا الوعى، وسأل رئيس المحكمة المتهمين: «إنتو قابلين المحاكمة أمام المحكمة دى؟» فردوا جميعا: «أيوه يا باشا.. إحنا مش عايزين غير عدل ربنا».
من جهة أخرى، واصل العشرات من أهالى عين شمس اعتصامهم لليوم الثالث على التوالى أمام كنيسة العذراء، وفرضت قوات الأمن المركزى كردونا حول المبنى. وأكد القمص فلوباتير جميل، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أنه سيعقد جلسة صلح عرفية بين الطرفين، مشيرا إلى أن الأزمة فى طريقها إلى الحل. وقال عدد من المعتصمين إن مبنى الكنيسة كان فى الأصل مصنعا، وقرار رئيس الوزراء بإعادة فتح الكنائس المغلقة لا ينطبق عليه، وأكدوا استمرار اعتصامهم لحين الرجوع عنه، وأبدى البعض تخوفهم من عودة الاشتباكات، مشيرين إلى أنهم شاهدوا شبابا من الطرفين يحملون أسلحة بيضاء.