كشف عدد من الضباط وأفراد الشرطة، المحبوسين على ذمة قضية حرق ملفات أمن الدولة، عن مفاجآت فى التحقيقات، حيث اعترف بعضهم بحرق وإعدام ملفات بأوامر من قياداتهم فى جهاز أمن الدولة.
وأشار المحبوسون - وأغلبهم من أفراد الشرطة وضباط برتب صغيرة - إلى أن عمليات الحرق بدأت منذ يوم السبت الماضى، وأن كل قيادات أجهزة الأمن غادروا المبنى منذ يوم الأحد ولم يحضروا إليه مرة ثانية.
وفجّر المتهمون مفاجأة، خلال التحقيقات، حينما أكدوا أن عمليات الإعدام كانت تتم لـ«ملفات محددة» دون غيرها، موضحين أن الملفات التى كان مطلوباً إعدامها كان مدوناً عليها أسماء مسؤولين سابقين كبار مثل «صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى المنحل، وزكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وحسين سالم، رجل أعمال، وعاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، وجمال عبدالعزيز، سكرتير رئيس الجمهورية».
وأكد المتهمون أن الضباط أمروهم بحرق ملفات بعينها وأنهم ظلوا ينقلون مخلفات تلك الملفات إلى مناطق مهجورة فى مدينة نصر و٦ أكتوبر. وانتقلت «المصرى اليوم» إلى أحد تلك الأماكن إلا أن أفراداً من القوات المسلحة كانوا يفرضون عليها كردوناً أمنياً.
فيما أنكر عدد آخر من الضباط فى التحقيقات إعدام أى أوراق أو ملفات، وقالوا إنهم فوجئوا بهجوم الأهالى عليهم أثناء عملهم فى جهاز أمن الدولة، مما اضطرهم إلى الهروب وترك الأجهزة بما فيها. وأرجع الضباط عثور النيابة على مخلفات ملفات ممزقة على الأرض داخل الجهاز إلى أن المسؤولين اعتادوا التخلص من تلك الأوراق سنوياً، وقالوا إنه إجراء طبيعى، خاصة أن كل الملفات موجودة على عدد من الـ«C.D»، ومحفوظة فى أماكن يعلمها رئيس الجهاز السابق اللواء حسن عبدالرحمن.
فيما نفى عدد آخر من المحبوسين عملية إعدام الملفات من الأساس، وقالوا إن المواطنين هم الذين أعدموها.
وعلمت «المصرى اليوم» أن هناك تحقيقات تجرى الآن مع عدد آخر من الضباط - بينهم لواء - وأفراد الشرطة، الذين تم القبض عليهم فى أماكن متفرقة، ولم يصدر قرار بشأنهم حتى مثول الجريدة للطبع.
من جهة أخرى، حصلت «المصرى اليوم» على صور ومقاطع فيديو تكشف إشعال ضباط أمن الدولة، بفرع يوسف الصديق فى محافظة الفيوم، النيران فى ملفات وتقارير الجهاز، قبل وصول قوات الجيش التى تمكنت من ضبط عدد من الضباط «متلبسين».
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو اشتعال النيران فى الملفات والتقارير خلف مقر الجهاز، وقيام عمرو الحميلى، الضابط المسؤول عن الفرع، برفع يديه «مستسلماً» فور اقتحام قوات الجيش للمقر.