استطاع باحثون تطوير تقنية جديدة من المحتمل أن تحدث طفرة كبيرة في مجال معالجة الحروق، ومن ثم تنقذ حياة الآلاف من الجنود الذين يموتون في الحروب، حيث نجح علماء بريطانيون في إنتاج جلد صناعي يمكنه التكامل بشكل .....
تام ومتواصل مع الجسم البشري، ولا يخلف أي ندوب في موضع الجروح التي يوضع فيها.
وأوضح الباحثون في شركة "انترسايتكس" البريطانية المتخصصة في التقنيات الحيوية التي انتجت الجلد الجديد، أنه سيحدث ثورة في علاج الحروق، وكذلك الاضرار التي تلحق بالجلد البشري، فهو بديل أقل ألما مقارنة بعملية تطعيم الجلد، كما أنه يقلل حدوث آثار الندوب.
وطبقا لما ورد بجريدة "الشرق الأوسط"، أضاف الباحثون أن الجلد ينفذ عمله بشكل أفضل من البدائل السابقة، حيث أظهرت الاختبارات أنه تلاحم كلية مع الجلد الأصلي بعد انقضاء 28 يوما على وضعه، وأدى إلى إغلاق الجروح الملتئمة.
ويحاكي الجلد -الذي أطلق عليه "آي سي اكس ـ اس كي ان" ICX-SKN- عملية التئام الجلد الطبيعية، إذ أنه يصنع من شبكة من مادة "الفيبرين" وهي بروتين يوجد في الجروح الملتئمة، كما توضع في الشبكة الخلايا الليفية المنتجة للكولاجين في الجلد الطبيعي.
من جهتهم، وصف خبراء بريطانيون التطوير بأنه يمثل "اختراقا حقيقيا" في عمليات التئام الجروح خصوصا، ومجالات الطب الانشائي عموما.
زرع 95% من جلد مريض
==============
في عمليه جراحية هى الأولى من نوعها تمكن أطباء ألمان منذ فترة من زراعة جلد يغطي 95% من جسد عامل تقني تعرض لحروق بالغة في خريف 2005، وقد نجح الأطباء في المحافظة على المريض من الموت بسبب الحروق من خلال تزويده بجلد صناعي غطى أكثر من مترين مربعين من جسمه طوال عام.
وكان التقني الألماني، 38 سنة، قد تعرض لحروق بالغة بمواد مشتعلة بينما كان يؤدي عمله في إحدى الشركات الكيمياوية، ثم نقل المريض بعد ذلك إلى عيادة الطوارئ الخاصة بالحروق، وهو يعاني من حروق لم تترك مناطق سالمة في جسده غير باطن القدمين والعانة، وتولى معهد تقنية الأنسجة الصناعية في جامعة شتوتغارت تطوير الجلد الصناعي "سوبراثيل" للحفاظ على حياة الرجل ريثما يتم زرع جلد جديد له، بحسب ما جاء بجريدة الشرق الأوسط.
وكان الأطباء يواجهون مشكلة موت المريض بسبب المضاعفات قبل أن ينجحوا في زرع جلد جديد له، وهذه أول مرة يتم فيها إنقاذ حياة مريض تعرض لحروق شملت 95% من مساحة بشرته.
من جانبهم، أكد الأطباء أن الوفاة تحدث عادة بسبب فشل الجسم العاري من الجلد في التعرق وفي الدفاع ضد الالتهابات، وذكر العالم الكيماوي هيلموت هيلرمان أن نسيج الجلد الصناعي أثبت كفاءة عالية على حفظ الجسم من الجفاف والالتهابات، فهو يسمح بتبادل الماء بين الجسم والهواء الملامس ويمنع البكتيريا من الوقوف على الجسم أو اختراق النسيج الصناعي إلى اللحم، والمهم أيضاً أنه يسمح بزرع الجلد الطبيعي تحته ويسمح بنمو بقايا الجلد المحروق تحته.
أما عن الجلد الصناعي فيتم تصنيعه من أحماض لبنية متعددة لا يلفظها الجسم وتذوب تلقائيا في النسيج البشري بعد فترة من استعمالها، واستخدم نسيج الأحماض اللبنية كناقل لبوليمرات متعددة شكلت مع الأحماض بنية نسيج "السوبراثيل" الذي تتخلله المسامات التي تسمح بالتنفس والتعرق.
وقد استطاع الأطباء التحكم في قابلية الجلد الصناعي على السماح بالتبخر لتصل إلى مستوى قابلية الجلد الطبيعي للإنسان الذي يسمح بتبخر 20 مليمتراً من المتر المربع من مساحة جسم الإنسان السطحية كل ساعة، وتمت تجربة "سوبراثيل" على 1000 مصاب بالحروق في مختلف العيادات الأوروبية، لكنها المرة الأولى التي يثبت فيها فعاليته في مكافحة الحروق الكبيرة، ويجري التعاون حالياً مع شركة تقنية أميركية لإنتاج الجدل الصناعي بكميات تجارية.
حقنة لإزالة أثار الجروح
=============
وعلى سياق متصل، قدّم أطباء ألمان وأستراليون بديلاً جديداً لإزالة أثار الحروق من خلال عمليات الجلد التجميلية، وهى حقنة تحتوي على محلول هو خليط من خلايا البشرة والإنزيمات، ويتخذ لون وتركيبة البشرة الأصلية من دون أن يترك أي ندوب.
وقد تم اكتشاف هذا العلاج الجديد من قبل الدكتورة الأسترالية فيونا وود التي جربته على نحو 300 أسترالي قبل أن يهتم الأطباء الألمان بتجربته.
من جانبه أكد البروفيسور ايرنست ماجنوس نوح، من مستشفى الصليب الأحمر في كاسل (غرب ألمانيا)، أنه استخدم بخاخ "ري سيل" ReCEll في معالجة فتاة ترك الوشم ندبة قبيحة على جسدها بعد أن أزيل بعملية جراحية، وأكد نوح أن النتائج طيبة جداً.
ويتكون محلول "ري سيل" من خلايا بشرة مستمدة من جلد المريض نفسه إلى جانب عدة انزيمات وألياف رابطة طبيعية وصبغات وخلايا مناعية وخلايا جلد متقرنة، وظيفتها تزويد البشرة الجديدة بالقوة اللازمة.
ويشير الدكتور بيرند هارتمان، من جامعة برلين، أنه جرب "ري سيل" على طفلة تعاني من حروق خطيرة، وبالفعل زالت الحروق من يديها تماماً من دون أن تترك أي أثر.
وفي نفس السياق تمكن طبيب سعودي من علاج مريضة تعاني من حروق في الساق باستخدام تقنية تنفذ لاول مرة في الشرق الاوسط وهي زرع كبسولات صغيرة جداً تحت الجلد، والتى تؤدي الي تمدد الجلد المصاب واستئصاله فيما بعد.
وكان أول من استخدم هذه التقنية للطبيب الالماني فايسر الذي قام باستخدام هذه الكبسولات لأول مرة في مؤتمر جراحي التجميل الالماني في مدينة ديسلدورف الألمانية.
وتتكون الكبسولات من مادة الهيدروجل المجففة والمعقمة، والتي يتم وضعها عن طريق جروح صغيرة تحت الجلد، ومن ثم تنتفخ الكبسولات تلقائيا عن طريق امتصاص الماء في الجسم، بما يؤدي الي انتفاخها وتمدد الجلد حولها، مما يسهل عملية استئصال الندبات، وإغلاق الجروح بسهولة، حيث ان الكبسولات محاطة بكيس رقيق من مادة السلكون، والذى يحتوي علي صمامات تسمح بدخول السوائل من الجسم الي الكبسولة ببطء، مما يسمح بتمددها تدريجيا خلال 6 أسابيع .
النظام بالليزر و يكشف تسرب الغاز بواسطة طائرات الهليكوبتر
طورت شركات الطاقة الألمانية، بالتعاون مع وكالة الفضاء الألمانية، أول نظام من نوعه للكشف عن تسرب الغاز من أنابيب الغاز، بواسطة طائرات الهليكوبتر. وسيوضع النظام في العام القادم لمراقبة شبكة أنابيب غاز تمتد عبر ألمانيا بطول 45 ألف كيلومتر، بهدف وقف .....
هدر الغاز وتجنب الحرائق.
وذكر متحدث باسم شركة «إي ـ أون» للطاقة، ان النظام قادر على كشف أضأل تسرب لغاز الميثان من شبكات الأنابيب المحلية والعالمية. ويمكن للنظام، واسمه تشارم Charm CH4 Airborn Remote Monitor))، أن يجنب الشركات الكثير من التعقيدات الناجمة عن التسرب من أنابيب الغاز الممدودة على الأرض أو تحتها أو تحت المياه. ومعروف أن أساليب الكشف عن التسربات، خصوصا في أنابيب الغاز الممدودة تحت الأرض، تتطلب ارسال أجهزة إلى تحت الأرض تعمل مثل المسبار في العمليات الجراحية الطبية. وتشارك في المشروع شركة «رور غاز» للطاقة ووكالة الفضاء الألمانية إلى جانب «إي ـ أون».
ويعتمد نظام «تشارم»، الذي يقاد من طائرة هيلكوبتر، على جهاز استشعار غاية في الحساسية لغاز الميثان، وهو المكون الأساسي للغاز الطبيعي. ويتولى الجهاز الكشف المبكر عن الغاز، عن طريق تقصي آثار الغاز القليلة بواسطة تقنية تستخدم أشعتي ليزر وفوق الحمراء. ويمكن للنظام أن يكشف آثار الغاز على المونيتور في الهليكوبتر من بعد 150 مترا.
وذكرت كلاوديا كوردولا، المهندسة التي جربت النظام بنجاح قرب العاصمة السابقة بون، أن الجهاز يعمل بشكل بسيط. فمزيج أشعة ليزر وفوق الحمراء يمتص كل جزيئة من جزيئات غاز الميثان قرب الأنابيب، ويرسلها إلى جهاز متلق يعرض النتائج أمام طاقم المراقبة في الهليكوبتر، بشكل ألوان على شاشة الكومبيوتر. كما يطلق الجهاز جرس تحذير في الحال، في حالة وجود تسرب كبير يتطلب التدخل السريع. وغني عن القول إن الكومبيوتر في الهليكوبتر يرتبط بمركز الشبكة، الذي يتولى إرسال رجال التصليح في الحال عند الضرورة.
وطبيعي فقد عملت المهندسة مسبقا على تلقيم الكومبيوتر بخريطة أنابيب شبكة الغاز غير المرئية (المدفونة تحت الأرض)، وهكذا تستطيع الهليكوبتر متابعة الكشف عن التسرب، حسب نظام لتحديد المواقع يشبه في عمله نظام تحديد المواقع من الأقمار الصناعية، إذ تظهر خريطة الأنابيب على الشاشة أمام قائد الطائرة، الذي يحركها على ارتفاع 100- 120 مترا فوق الشبكة. ولأن أنابيب الغاز تكون غالبا مغطاة بإسفلت الطرق أو المواد الحافظة وداخل الأنفاق، فإن بوسع أشعة ليزر تقصي آثار الغاز مسافة 12 مترا حول الأنبوب.
وحسب تصريح فيرنر زيرنغ، من شركة رور غاز، فإن أحدث أنظمة تقصي التسرب من أنابيب الغاز تتيح لفرق البحث الكشف عن 10 كيلومترات يوميا، في حين يتيح «تشارم» لفرق البحث تقصي 50 كم من الأنابيب يوميا. وستضع الشركة النظام تحت تصرف البلدان الأوروبية لمراقبة شبكات أنابيب الغاز، التي تمتد بطول 250 ألف كيلومتر داخل أوروبا الغربية فقط. ويمكن للنظام أيضا أن يستخدم في الرقابة على مشروع الغاز الروسي- الألماني تحت مياه بحر الشمال باستخدام غواصات صغيرة. ومعروف أن مشروع الغاز الروسي تم توقيعه في العام الماضي مع ألمانيا بكلفة تزيد عن 5 مليارات يورو.