ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن
لجنة الحفاظ على المعالم التاريخية فى نيويورك، وافقت بالإجماع على بناء
المسجد الذى أثار الجدل بالقرب من موقع مركز التجارة العالمى، الذى شهد
هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١. فيما اعتبر علماء أزهريون هذه الموافقة «مؤامرة لربط
الإسلام بالتفجيرات».واعتبرت «نيويورك تايمز» فى افتتاحيتها أمس،
أن قرار الموافقة على بناء المسجد، يعد تأكيدا للمبادئ الأساسية
للديمقراطية وهو «التسامح الدينى»، معتبرة أنه كان هناك «نقد لاذع وتعصب
صريح» يحيط ببناء المسجد، مضيفة أنه لا يوجد فى الدستور الأمريكى أى سلطة
للحكومة لحرمان أى شخص من الحق فى بناء مسجد أو كنيسة أو معبد أو أى بيت
آخر من العبادة. وعبر الكاتب الأمريكى توماس فريدمان فى مقال له أمس
فى نفس الصحيفة عن سعادته بقرار الموافقة على بناء المسجد، مؤكدا أنه لو
كان يملك ١٠٠ مليون دولار لبناء مسجد يدعو إلى التسامح بين الأديان، لكان
يفضل بناءه فى السعودية أو باكستان، لأنهما تتبنيان «الإسلام السنى
المتزمت، وليس فى مانهاتن» ـ حسب قوله.فى المقابل أعلن عدد من علماء
الأزهر رفضهم لبناء مسجد بجوار أحداث ١١ سبتمبر، مؤكدين أنها «مؤامرة
لتحقيق الربط الواضح بين هجمات سبتمبر والإسلام» .وقال الدكتور
عبدالمعطى بيومى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ«المصرى اليوم»: أرفض بناء
أى مسجد فى هذا المكان، لأن «العقلية الماكرة» تريد الربط بين هذه الأحداث
والإسلام، مؤكدا أن الإسلام برىء من هذه التهمة، لأنها «مؤامرة صهيونية»
يستخدمها البعض للإساءة للدين. كما أعربت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ
العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، رفضها لبناء مسجد بجوار مركز التجارة
العالمى،وقالت: «بناء مسجد على هذه الأنقاض ينطوى على سوء نية، وحتى
إذا أردنا أن نغمض عيوننا ونغلق عقولنا ونحسن الظن، فأتمنى أن تكون خطوة
صادقة وليست مؤامرة جديدة ضد الإسلام والمسلمين».