لقاء مبارك وبوتفليقة يعكس الطبيعة
الحقيقية لعلاقة الشعبين المصرى والجزائرى
var addthis_pub="tonyawad";
function gup( name )
{
name = name.replace(/[\[]/,"\\\[").replace(/[\]]/,"\\\]");
var regexS = "[\\?&]"+name+"=([^&#]*)";
var regex = new RegExp( regexS );
var results = regex.exec( window.location.href );
if( results == null )
return "";
else
return results[1];
}
if(gup('SecID') == 22) document.write("
<img src=\"http://youm7.com/images/graphics/pepsi.png\" />
");
أمس انتهت رسمياً الخلافات المفتعلة بين مصر والجزائر، خلافات
مثل عاصفة ترابية أضرت كثيراً بالتكامل السياسى والثقافى والاقتصادى بين
البلدين الشقيقين، فالمقابلة الدافئة بين مبارك وبوتفليقة أمس الاثنين، فى
قمة أفريقيا ـ فرنسا، توجت جهود العقلاء بين البلدين على مدى الأسابيع
الماضية، الجهود التى ظلت على أهميتها، على جرف ينتظر المتعصبون والأعداء
سقوطها فى هوة العداء المفتعل والشقاق الذى يحركه هدف فى استاد القاهرة أو
هدف فى ستاد "البليدة".
هل كنا ننتظر مثل هذا اللقاء بين الرئيسين مبارك وبوتفليقة، لتتأكد جهود
العقلاء الواعين بطبيعة العلاقة بين مصر والجزائر؟ لماذا لم نصدق أنفسنا
ونحن نرى جهود التهدئة وأصوات الكبار تنادى بما تربينا عليه جميعا من أن
النضال المشترك والدم المشترك والثورة المشتركة والتضحيات المشتركة هى
القاسم بين القاهرة والجزائر العاصمة، وأن فاتورة مواجهة الاستعمار
الأوروبى والاحتلال الإسرائيلى التى دفع الشعبان ثمنهما معا، لا يمكن أن
تقلل منها مباراة كرة؟
كنا نحتاج لهذا اللقاء ليتأكد الوضع الطبيعى فى العلاقة بين البلدين
الشقيقين على كل ما هو طارئ وزائف ومصنوع لغير صالح البلدين والعرب عموما،
أما وقد حدث فلا شىء يحول دون إغلاق صفحة الشقاق نهائيا، ليس بالخطب
الرنانة ولا بالتهانى أو الأغانى الحماسية عن الوحدة العربية والكفاح
المشترك بين البلدين رغم أن تذكير الأجيال الجديدة بهذا التاريخ الناصع
مطلوب ووارد، أقول إن عودة العلاقات الطبيعية تعنى السعى الجاد فى كلا
البلدين لكل ما يجمع ولا يفرق، لما يعزز من قوتهما معا.
سرت روح الفرقة بين البلدين على مستوى التعاون الاقتصادى والثقافى على وجه
الخصوص، بعد أن كانت الروح التى تدفع للتكامل بين الخبرات والاستثمارات
والطاقات بين البلدين هى الغالبة، وبدلاً من التقدم بروح التكامل أصبحنا
أمام الخسارة للشركات المشتركة بين البلدين فى قطاعات البنية الأساسية
والبترول والتعدين والاتصالات.
كانت الدول العربية تدفع مليارات الدولارات لقاء المشاريع التى تنفذها
الخبرات الأجنبية فى هذه القطاعات تحديدا، دون أن تستفيد كثيرا بإعداد
الكوادر الوطنية، ثم كان الحل فى التطبيع الاقتصادى العربى - العربى بالمزج
بين الخبرات الفنية وتوظيف رؤوس الأموال لإنجاز المشروعات التنموية، وهو
ما تحقق بالفعل بين مصر والجزائر، حيث انتقلت الخبرات المصرية وتوجه
المستثمرون إلى السوق الجزائرية بناء على دعوة رشيدة من المسئولين هناك،
للإسهام فى النهضة التنموية التى تشهدها البلاد، ودارت عجلة التعاون كأفضل
ما يكون قبل أن توقفها رياح التعصب الكروى البغيض، وكأننا كان ينقصنا هذا
التعصب ليزيد مشاكلنا، ويُضاف على قائمة منغصاتنا!
الآن يمكن القول إن الكبار الذين عملوا على عودة المياه إلى مجاريها فى
الاقتصاد والسياسة معا بين البلدين الشقيقين قد تلقوا دعما كبيرا من لقاء
مبارك وبوتفليقة، وعليهم تكثيف جهودهم للمضى فيما ينفع الناس فى البلدين
والترفع عن محاولات الصغار ليحصرونا فى المربع رقم صفر، مربع التعصب
والفتنة البغيضة.