بسم الله الرحمن الرحيم
اليهودية
التعريف :
اليهودية : هي ديانة العبرانيين المنحدرين من إبراهيم عليه السلام
والمعروفين بالأسباط من بني إسرائيل الذي أرسل الله إليهم موسى عليه
السلام مؤيداً بالتوراة ليكون لهم نبياً . واليهودية ديانة يبدو أنها
منسوبة إلى يهود الشعب . وهذه بدورها قد اختلف في أصلها . وقد تكون نسبة
إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب وعمت على الشعب على سبيل التغليب .
التأسيس وأبرز الشخصيات :
· موسى عليه السلام : رجل من بني إسرائيل ، ولد في مصر أيام فرعونها رمسيس
الثاني على الأرجح 1301-1234 ق.م وقد تربى في قصر هذا الفرعون بعد أن
ألقته أمه في النهر داخل تابوت عندما خافت عليه من فرعون ، الذي كان يقتل
أبناء بني إسرائيل . ولما شب قتل مصرياً مما دفعه للهرب إلى مدين حيث عمل
راعياً لدى شيخ صالح هناك قيل أنه شعيب عليه السلام الذي زوجه إحدى ابنتيه
.
- في طريق عودته إلى مصر أوحى الله إليه في سيناء بالرسالة ، وأمره أن
يذهب هو وأخوه هارون إلى فرعون لدعوته ولخلاص بني إسرائيل ، فأعرض عنهما
فرعون وناصبهم العداء ، فخرج موسى ببني إسرائيل وقد كان ذلك سنة 1213ق.م
في عهد فرعونها منفتاح الذي خلف أباه رمسيس الثاني ، ولحق بهم هذا الفرعون
، لكن الله أغرقه في اليم ، ونجى موسى وقومه .
- في صحراء سيناء صعد موسى الجبل ليكلم ربه وليستلم الألواح ، لكنه لما
عاد وجد غالب قومه قد عكفوا على عجل من ذهب صنعه لهم السامري فزجرهم موسى
، ولما أمرهم بدخول فلسطين امتنعوا عليه وقالوا له : (( إن فيها قوماً
جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون )) .
" المائدة 22 " فلما حاورهم رجال من بني جلدتههم في ذلك قالوا لموسى : ((
إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا
قاعدون )) " المائدة 24 " ، هنا دعا موسى على قومه : (( قال رب إني لا
أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين )) " المائدة : 25 "
فغضب الله عليهم وتركهم يتيهون في الصحراء أربعين سنة مات خلالها موسى
ودفن في كثيب أحمر دون أن يدخل فلسطين .
- مات كذلك أخوه هارون ودفن في جبل هور ، ويذكر المؤرخون أن الذين كانوا
مع موسى ماتوا كلهم في التيه ، باستثناء اثنين كان يوشع أحدهما .
· يوشع بن نون : تولى القيادة بعد موسى ، ودخل ببني إسرائيل عن طريق شرقي الأردن إلى أريحا ، وقد مات يوشع سنة 1130ق.م .
· تم تقسيم الأرض المفتوحة بين الإثني عشر سبطاً ، الذين كان يحكمهم قضاة
من الكهنة ، وقد ظهرت فيهم خلال ذلك قاضية اسمها دبورة ، واستمر هذا العهد
العشائري البدائي حوالي قرن من الزمان حسب تقدير المؤرخين .
· آخر القضاة صموئيل شاءول صار ملكاً عليهم وهو الذي يسميه القرآن طالوت ،
وهو الذي قادهم في معارك ضارية ضد من حولهم ، وكان داود واحداً من جنوده ،
وفي إحدى المعارك تغلب داود على جالوت قائد الفلسطينيين ومن هنا برز داود
النبي القائد . داود عليه السلام أصبح الملك الثاني فيهم ، وقد بقي الملك
في أولاده وراثياً ، واتخذ من أورشليم ( القدس ) عاصمة ملكه مشيداً الهيكل
المقدس ، ناقلاً إليه التابوت ، وقد دام حكمه أربعين سنة .
· سليمان بن داود عليهما السلام : خلف أباه ، وقد علا نجمه حتى إنه صاهر
فرعون مصر شيشنق ودانت له سبأ ، لكن ملكه انكمش بعد مماته مقتصراً على غرب
الأردن .
· رحبعام : الذي صار ملكاً سنة 935 ق.م إلا أنه لم يحظ بمبايعة الأسباط ،
فمال عنه بنو إسرائيل إلى أخيه يربعام ، مما أدى إلى انقسام المملكة إلى
قسمين :
- شمالية اسمها إسرائيل وعاصمتها شكيم .
- جنوبية اسمها يهوذا وعاصمتها أورشليم .
- حكم في كل من المملكتين 19 ملكاً ، واتصل الملك في ذرية سليمان في مملكة يهوذا فيما تنقل في عدد من الأسر في مملكة إسرائيل .
· عاموس : نبي ظهر حوالي سنة 750 ق.م وهو أقدم أنبياء العهد القديم الذين
وردت أقوالهم إلينا مكتوبة إذ عاش أيام يربعام الثاني 783-743 ق.م .
· وقع اليهود الإسرائيليون في سنة 721 ق.م تحت قبضة الآشوريين في عهد
الملك مرجون الثاني ملك آشور فزالوا من التاريخ ، وسقطت مملكة يهوذا تحت
قبضة البابليين سنة 586 ق.م ، وقد دمر نبوخذ نصر ( بختنصر ) أورشليم
والمعبد وسبى اليهود إلى بابل وهذا هو التدمير الأول .
· أشعيا : عاش في القرن الثامن ق.م وقد كان من مستشاري الملك حزقيال ملك يهوذا 729-668 ق.م .
· أرميا : 650-580 ق.م ندد بأخطاء قومه ، وقد تنبأ بسقوط أورشليم ، ونادى
بالخضوع لملوك بابل مما جعل اليهود يضطهدونه ويعتدون عليه .
· حزقيال : ظهر في القرن السادس قبل الميلاد ، قال بالبعث والحساب
وبالمسيح الذي سجيء من نسل داود ليصبح ملكاً على اليهود ، وقد عاصر فترة
سقوط مملكة يهوذا ، أبعد إلى بابل بعد استسلام أورشليم .
· دانيال : أعلن مستقبل الشعب الإسرائيلي إذ كان مشتهراً بالمنامات والرؤى الرمزية ، وقد وعد شعبه بالخلاص على يد المسيح .
· سنة 538 ق.م احتل قورش ملك الفرس بلاد بابل وقد سمح لهم قورش بالعودة إلى فلسطين ، ولكن لم يرجع منهم إلا القليل .
· في سنة 320 ق.م آل الحكم في فلسطين إلى الإسكندر الأكبر ومن بعده إلى البطالسة .
· اكتسح الرومان فلسطين سنة 63 ق.م . واستولوا على القدس بقيادة بامبيوس .
· وفي سنة 20 ق.م بني هيرودس هيكل سليمان من جديد ، وقد ظل هذا الهيكل حتى
سنة 70 م حيث دمر الإمبراطور تيطس المدينة وأحرق الهيكل ، وهذا هو التدمير
الثاني . وقد جاء أوريانوس سنة 135م ليزيل معالم المدينة تماماً ويتخلص من
اليهود بقتلهم وتشريدهم ، وقد بنى هيكلاً وثنياً ( اسمه جوبيتار ) مكان
الهيكل المقدس ، وقد استمر هذا الهيكل الوثني حتى دمره النصارى في عهد
الإمبراطور قسطنطين .
- في سنة 636م فتح المسلمون فلسطين وأجلوا عنها الرومان ، وقد اشترط عليهم
صفرونيوس بطريرك النصارى أن لا يسكن المدينة أحد من اليهود .
- في سنة 1897م بدأت الحركة الجديدة لليهود تحت اسم الصهيونية ،لبناء دولة إسرائيل على أرض فلسطين ( يراجع بحث الصهيونية ) .
الأفكار والمعتقدات :
الفرق اليهودية :
- الفريسيون : أي المتشددون ، يسمون بالأحبار أو الربانيين ، هم متصوفة
رهبانيون لا يتزوجون ، لكنهم يحافظون على مذهبهم عن طريق التبني ، يعتقدون
بالبعث والملائكة وبالعالم الآخر .
- الصدقيون : وهي تسمية من الأضداد لأنهم مشهورون بالإنكار ، فهم ينكرون
البعث والحساب والجنة والنار وينكرون التلمود ، كما ينكرون الملائكة
والمسيح المنتظر .
- المتعصبون : فكرهم قريب من فكر الفريسيين لكنهم اتصفوا بعدم التسامح
وبالعداوانية ، قاموا في مطلع القرن الميلادي الأول بثورة قتلوا فيها
الرومان ، وكذلك كل من يتعاون من اليهود مع هؤلاء الرومان فأطلق عليهم اسم
السفاكين .
- الكتبة أو النساخ : عرفوا الشريعة من خلال عملهم في النسخ والكتابة ،
فاتخذوا الوعظ وظيفة لهم ، يسمون بالحكماء ، وبالسادة ، وواحدهم لقبه أب ،
وقد أثروا ثراء فاحشاً على حساب مدارسهم ومريديهم .
- القراءون : هم قلة من اليهود ظهروا عقب الفريسيين وورثوا أتباعهم ، لا
يعترفون إلا بالعهد القديم ولا يخضعون للتلمود ولا يعترفون به بدعوى
حريتهم في شرح التوراة .
- السامريون : طائفة من المتهودين الذين دخلوا اليهودية من غير بني
إسرائيل ، كانوا يسكنون جبال بيت المقدس ، أثبتوا نبوة موسى وهارون ويوشع
بن نون ، دون نبوة …. بعدهم . ظهر فيهم رجل ،يقال له الألفان ، ادعى
النبوة ، وذلك قبل المسيح بمائة سنة وقد تفرقوا إلى دوستانية وهم
الألفانية ، وإلى كوستانية أي الجماعة المتصوفة . وقبلة السامر … إلى جبل
يقال له غريزيم بين بيت المقدس ونابلس ، ولغتهم غير لغة اليهود العبرانية
.
- السبئية : هم أتباع عبد الله بن سبأ الذي دخل الإسلام ليدمره من الداخل
، فهو الذي نقل الثورة ضد عثمان من القول إلى العمل مشعلا الفتنة ، وهو
الذي دس الأحاديث الموضوعة ليدعم بها رأيه ، فهو رائد الفتن السياسية
الدينية في الإسلام .
· كتبهم :
- العهد القديم : وهو مقدس لدى اليهود والنصارى إذ أنه سجل فيه شعر ونثر
وحكم وأمثال وقصص وأساطير وفلسفة وتشريع وغزل ورثاء .. وينقسم إلى قسمين :
1- التوراة : وفيه خمسة أسفار : التكوين أو الخلق ، الخروج ،اللاوين ،
الأخبار ، العدد ، التثنية ،ويطلق عليه اسم أسفار موسى .
2- أسفار الأنبياء : وهي نوعان :
ا) أسفار الأنبياء المتقدمين : يشوع ، يوشع بن نون ، قضاة ، صموئيل الأول ، صموئيل الثاني ،الملوك الأول ، الملوك الثاني .
ب) أسفار الأنبياء المتأخرين : أشعيا ، إرميا ، حزقيال ، هوشع ، يوئيل ،
عاموس ،عوبديا ، يونان ، يونس ، ميخا ، ناحوم ، حبقوق ، صفنيا ، حجى ،
زكريا ، ملاخي .
- وهناك الكتابات وهي :
1- كتابات العظيمة : المزامير ، الزبور ، الأمثال ، أمثال سليمان ، أيوب .
2- المجلات الخمس : نشيد الإنشاد ، راعوت ، المرائي ، مرائي إرميا ، الجامعة ، أستير .
3- الكتب : دانيال ، عزرا ، نحميا ، أخبار الأيام الأول ، أخبار الأيام الثاني .
- هذه الأسفار السابقة الذكر معترف بها لدى اليهود ، وكذلك لدى البروتستانت .
- أما الكنيسة الكاثوليكية : فتضيف سبعة أخرى هي : طوبيا ، يهوديت الحكمة
، يسوع بن سيراخ ، باروخ ، المكابيين الأول ،المكابيين الثاني . كما تجعل
أسفار الملوك أربعة وأولها وثانيها بدلاً من سفر صموئيل الأول والثاني .
- استير ويهوديت : كل منهما أسطورة تحكي قصة امرأة تحت حاكم من غير بني
إسرائيل حيث تستخدم جمالها وفتنتها في سبيل رفع الظلم عن اليهود ، فضلاً
عن تقديم خدمات لهم .
- التلمود : هو روايات شفوية تناقلها الحاخامات حتى جمعها الحاخام يوضاس
سنة 150م في كتاب أسماه المشنا أي الشريعة المكررة لها في توراة موسى
كالإيضاح والتفسير ، وقد أتم الراباي يهوذا سنة 216م تدوين زيادات وروايات
شفوية . وقد تم شرح هذه المشنا في كتاب سمي جمارا ، ومن المشنا والجمارا
يتكون التلمود ، ويحتل التلمود عند اليهود منزلة مهمة جداً تزيد على منزلة
التوراة .
· أعيادهم :
- يوم الفصح : وهو عيد خروج بني إسرائيل من مصر ، يبدأ من مساء 14 أبريل
وينتهي مساء 21 منه ويكون الطعام فيه خبزاً غير مختمر .
- يوم التكفير : في الشهر العاشر من السنة اليهودية ينقطع الشخص تسعة أيام
يتعبد فيها ويصوم وتسمى أيام التوبة ، وفي اليوم العاشر الذي هو يوم
التكفير لا يأكل فيه اليهودي ولا يشرب ، ويمضي وقته في العبادة حيث يعتقد
أنه تغفر فيه جميع سيئاته ويستعد فيه لا ستقبال عام جديد .
- زيارة بيت المقدس : يتحتم على كل يهودي ذكر رشيد زيارة البيت المقدس مرتين كل عام .
- الهلال الجديد : كانوا يحتفلون لميلاد كل هلال جديد حيث كانت تنفخ الأبواق في البيت المقدس وتشعل النيران ابتهاجاً به .
- يوم السبت : لا يجوز لديهم الاشتغال في هذا اليوم لأنه اليوم الذي
استراح فيه الرب كما يعتقدون . فقد اجتمعت اليهود على أن الله تعالى لما
فرغ من خلق السموات والأرض استوى على عرشه مستلقياً على قفاه واضعاً إحدى
رجليه على الأخرى - تعالى الله عما يقولون علوا كبيراُ .
· الإله :
- اليهود كتابيون موحدون وهذا الأصل .
- كانوا يتجهون إلى التعدد والتجسيم والنفعية مما أدى إلى كثرة الأنبياء
فيهم لردهم إلى جادة التوحيد كلما أصابهم انحراف في مفهوم الألوهية .
- اتخذوا العجل معبوداً له بعيد خروجهم من مصر ، ويروي العهد القديم أن
موسى قد عمل لهم حية من نحاس وأن بني إسرائيل قد عبدوها بعد ذلك ، كما أن
الأفعى مقدس لديهم لأنها تمثل الحكمة والدهاء .
- الإله لديهم سموه يهوه وهو ليس إلهاً معصوماً بل يخطئ ويثور ويقع في
الندم وهو يأمر بالسرقة ،وهو قاس ، متعصب ، مدمر لشعبه ، إنه إله بني
إسرائيل فقط وهو بهذا عدو للآخرين ، ويزعمون أنه يسير أمام جماعة من بني
إسرائيل في عمود من سحاب .
· عزرا هو الذي أوجد توراة موسى بعد أن ضاعت ، فبسبب ذلك وبسبب إعادته
بناء الهيكل سمي عزرا ابن الله وهو الذي أشار إليه القرآن الكريم .
· أفكار ومعتقدات أخرى :
- يعتقدون بأن الذبيح من ولد إبراهيم هو إسحاق المولود من سارة . والصحيح أنه إسماعيل .
- لم يرد في دينهم شيء دو بال عن البعث والخلود والثواب والعقاب إلا
إشارات بسيطة وذلك أن هذه الأمور بعيدة عن تركبية الفكر اليهودي المادي .
- الثواب والعقاب إنما يتم في الدنيا ، فالثواب هو النصر والتأييد ، والعقاب هو الخسران والذل و الاستعباد .
- التابوت : وهو صندوق كانوا يحفظون فيه أغلى ما يملكون من ثروات ومواثيق وكتب مقدسة .
- المذبح : مكان مخصص لإيقاد البخور يوضع قدام الحجاب الذي أمام التابوت .
- الهيكل : هو البناء الذي أمر به داود وأقامه سليمان ،فقد بني بداخله
المحراب ( أي قدس الأقداس ) وهيأ كذلك بداخله مكاناً يوضع فيه تابوت عهد
الرب .
- الكهانة : وتختص ، بأبناء ليفي ( أحد أبناء يعقوب ) ، فهم وحدهم لهم حق
تفسير النصوص وتقديم القرابين وهم معفون من الضرائب وسخصياتهم وسيلة يتقرب
بها إلى الله ، فأصبحوا بذلك أقوى من الملوك .
- القرابين : كانت تشمل الضحايا البشرية إلى جانب الحيوان والثمار . ثم
اكتفى الإله بعد ذلك بجزء من الإنسان وهو ما يقتطع منه في عملية الختان
التي يتمسك بها اليهود إلى يومنا هذا فضلاً عن الثمار والحيوان إلى جانب
ذلك .
- يعتقدون بأنهم شعب الله المختار ، وأن أرواح اليهود جزء من الله ، وإذا
ضرب أمي ( جوييم ) إسرائيلياً فكأنما ضرب العزة الإلهية ، وأن الفرق بين
درجة الإنسان والحيوان هو بمقدار الفرق بين اليهودي وغير اليهودي .
- يجوز غش غير اليهودي وسرقته وإقراضه بالربا الفاحش وشهادة الزور ضده
وعدم البر بالقسم أمامه ، ذلك أن غير اليهود في عقيدتهم كالكلاب والخنازير
والبهائم ، بل أن اليهود يتقربون إلى الله بفعل ذلك بغير اليهودي .
- يقول التلمود عن المسيح : إن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم بين
القار والنار ، وإن أمه مريم أتت به من العسكري باندارا عن طريق الخطيئة ،
وإن الكنائس النصرانية هي مقام القاذورات والواعظون فيها أشبه بالكلاب
النابحة .
- بسبب ظروف الاضطهاد نشأت لديهم فكرة المسيح المنتظر كنوع من التنفيس والبحث عن أمل ورجاء .
- يقولون بأن يعقوب قد صارع الرب ، وأن لوطا قد شرب الخمر وزنى بابنتيه بعد نجاته إلى جبل صوغر ، وأن داود قبيح في عين الرب .
- لقد فقدت توراة موسى بعد تخريب الهيكل أيام بختنصر فلما كتبت مرة ثانية
أيام أرتحشتا ملك فارس جاءت محرفة عن أصلها ،يقول الله تعالى
( يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به )) .
- إن ديانتهم خاصة بهم ، مقفلة على الشعب اليهودي .
- الولد الأكبر الذي هو أول من يرث وله حظ اثنين من إخوته ، ولا فرق بين المولود بنكاح شرعي أو غير شرعي في الميراث .
- بعد الزواج تعد المرآة مملوكة لزوجها ، ومالها ملك له ، ولكن لكثرة
الخلافات فقد أقر بعد ذلك أن تملك الزوجة رقبة المال والزوج يملك المنفعة
.
- من بلغ العشرين ولم يتزوج فقد استحق اللعنة ، وتعدد الزوجات جائز شرعاً
بدون حد ، فقد حدده الربانيون بأربع زوجات بينما أطلقه القراءون .
الجذور الفكرية والعقائدية :
· عبادة العجل مأخوذة عن قدماء المصريين حيث كانوا هناك قبل الخروج ،
والفكر المصري القديم يعد مصدراً رئيسياً للأسفار في العهد القديم .
· أهم مصدر اعتمدت عليه أسفار العهد القديم هو تشريع حمورابي الذي يرجع
إلى نحو سنة 1900 ق.م ، وقد اكتشف هذا التشريع في سنة 1902 ق.م محفوراً
على عمود أسود من الصخر وهو أقدم تشريع سامي معروف حتى الآن .
· يقول التلمود بالتناسخ وهي فكرة تسربت لبابل من الهند فنقلها حاخامات بابل إلى الفكر اليهودي .
· تأثروا بالفكر النصراني فتراهم يقولون : " تسبب يا أبانا في أن نعود إلى
شريعتك ، قربنا يا ملكنا إلى عبادتك وعد بنا إلى التوبة النصوح في حضرتك
".
· في بعض مراحلهم عبدوا آلهة البلعيم والعشتارت وآلهة آرام وآلهة صيدوم ، وآلهة مؤاب وآلهة الفلسطينيين ( سفر القضاء : 10/60 ) .
الانتشار ومواقع النفوذ :
· عاش العبريون في الأصل - في عهد أبيهم إسرائيل - في منطقة الأردن
وفلسطين ، ثم انتقل بنو إسرائيل إلى مصر ثم ارتحلوا إلى فلسطين ليقيموا
هناك مجتمعاً يهودياً ، ولكن نظراً لانعزالهم واستعلائهم وعنصريتهم
وتآمرهم ، فقد اضطهدوا وشردوا ، فتفرقوا في دول العالم فوصل بعضهم إلى
أوروبا وروسيا ودول البلقان والأمريكتين وأسبانيا ، بينما اتجه بعضهم إلى
داخل الجزيرة العربية التي أجلوا عنها مع فجر الإسلام ، كما عاش بعضهم في
أفريقيا وآسيا .
· منذ نهاية القرن الميلادي الماضي ما يزالون يجمعون أشتاتهم في أرض فلسطين تحرضهم على ذلك وتشجعهم الصهيونية والصليبية .
· مما لا شك فيه أن اليهود الحاليين - الذين يبلغون حوالي خمسة عشر
مليوناً - لا يمتون بصلة إلى العبرانيين الإسرائيليين القدماء المنحدرين
من إبراهيم عليه السلام ، إذ أنهم حالياً أخلاط من شعوب الأرض المتهودين
الذين تسوقهم دوافع استعمارية . أما الذين يرجعون إلى أصول إسرائيلية
فعلاً هم اليوم - وفي إسرائيل بخاصة - يهود من الدرجة الدنيا .
· ظهر لكثير من الباحثين في أمر التوراة ، من خلال ملاحظة اللغات
والأساليب وما تشتمل عليه من موضوعات وأحكام وتشاريع ، أنها قد ألفت في
عصور مختلفة وبأقلام مختلفة ، وفي هذا يقول سبحانه عنهم : (( فويل للذين
يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً
فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )) سورة البقرة ، آية :79 .
· كما استطاع النقد الحديث أن يثبت تعارض نصوص التوراة والإنجيل مع الكثير
من الحقائق العلمية المعاصرة ، أما النقد الباطني لها فقد اعتبرها مجموعاً
متنافراُ - كما يقول موريس بوكاي - وهذا يكفي لمن يريد التأكد بأن التوراة
لا يمكن الاستناد إلى معطياتها لما اعتراها من تناقض وقصص مموهة بل وأشعار
مشكوك في صحتها أيضاً .
يتضح مما سبق :
أن اليهودية هي ديانة العبرانيين المنحدرين من إبراهيم عليه السلام
والمعروفين بالأسباط من بني إسرائيل " يعقوب عليه السلام " . وقد أرسل
الله تعالى إليهم موسى عليه السلام مؤيداً بالتوراة ليكون لهم نبياً .
واليهود ينقسمون إلى فرق هي : الفريسيون وهم يعتقدون بالبعث والملائكة
وبالعالم الآخر . الصدقيون وهم ينكرون التلمود والملائكة والمسيح المنتظر
. والمتعصبون ويتصفون بالعدوانية . والكتبة أو النساخ وقد عرفوا الشريعة
من خلال عملهم في الكتابة وقد أثروا على حساب مدارسهم ومريديهم .
والقراءون وهم لا يعترفون إلا بالعهد القديم ولا يخضعون للتلمود .
والسامريون وهم طائفة من المتهودين من غير بني إسرائيل . والسبئية وهم
أتباع عبد الله بن سبأ الذي دخل الإسلام ليدمره من الداخل .
وكتبهم هي العهد القديم وهو ينطوي على شعر ونثر وحكم وأمثال وقصص وأساطير
وفلسفة وتشريع وغزل ورثاء ، وينقسم إلى التوراة وأسفار الأنبياء بنوعيها .
وهناك التلمود وهو روايات شفوية جمعت في كتاب اسمه المشنا أي الشريعة
المكررة ، وقد شرحت المشنا في كتاب اسمه جمارا .
اليهود من حيث الأصل كتابيون موحدين ، غير أنهم اتجهوا إلى التعدد
والتجسيم والنفعية فكثر أنبياؤهم ، وقد عبدوا العجل وقدسوا الأفعى . وقد
تأكد أن التوراة ألفت في عصور مختلفة وبأقلام مختلفة ، ولذا فإن كثيراُ من
نصوصها تعارض الحقائق العلمية المعاصرة ، كما يعارض بعضها بعضاً .