من يملك الكلمة الأخيرة.. قرار التنفيذ داخل الأسرة..
الرجل أم المرأة؟
سؤال كثيرا ما يفرض نفسه، خاصة في ظل الزيجات الحديثة، التي تعمل فيها الزوجة بجانب زوجها، ومعا يشتركان في ميزانية البيت.
في الوقت الذي أكدت فيه دراسة أميركية حديثة أن نحو 60% من القرارات التي تتخذها النساء في فترات معينة من حياتهنّ تكون خاطئة ومتسرعة، وتحتاج إلى مراجعة! أشارت دراسة عربية أخرى إلى أن هناك أكثر من 85% من الزوجات والفتيات يرفضن نموذج الرجل المتسلط..المستبد برأيه..«الديكتاتور»!
عن هاتين الدراستين المتناقضتين تكلم المختصون، وأوضح العلماء أسس اتخاذ القرار، وأنواع الزوج أو الرجل «الديكتاتور»، مع تحليل لما يسمى بـ«اللقاء الحوار» كأحد الحلول.
للزوجات رأي
%60 يفضلن مشاركة الزوج القرار.
%20 لي قراراتي الخاصة.
%20 القرار المصيري للزوج وحده.
بداية حذرت دراسة حديثة أجرتها جامعة «هارفارد» الأميركية من استسلام المرأة لفترات العصبية والمزاج السيئ، ـ والتي تنتابها بصفة أكثر من الرجال ـ في فترة ما قبل الطمث من كل شهر، مشيرين إلى أن نحو %60 من القرارات التي تتخذها النساء في هذه الفترة تكون خاطئة ومتسرعة، وتحتاج إلى مراجعة قبل خضوعها للتنفيذ.
وجاهة اجتماعية
عن تعريف القرار يؤكد الدكتور «تامر جمال» اختصاصي الطب النفسي بمركز إشراق للدراسات الاستشارية والتربوية: القرار هو ما نتوصل إليه من أفكار لحل مشكلة أو أزمة ما، ولا يكون إلا بعد تفكير وبحث ومشورة، ولهذا التصقت صفة صانع القرار بالرجال أكثر من النساء، ومن الصعب ذكر أن المرأة في البيت هي سيدة القرار وصاحبة الكلمة الأخيرة فيما يخص شؤون الأسرة والأبناء، أو حتى في شؤون الزوج ذاته، بل من النادر إن نسمع امرأة تصرح بأنها صاحبة القرار في المنزل، فهي تخجل من ذلك، وتحرص على ذكر أن الرجل هو دائما صاحب القرار أمام الجميع، وفي كل المناسبات، حتى وإن كان من باب الوجاهة الاجتماعية والخوف من كلام الناس؛ وحفاظا على شكل الأسرة اجتماعيا، ويضيف: المرأة ترحب بالرجل صاحب القرار، أما العكس فيشير لضعف الرجل وتحكم المرأة، وذلك -طبقا للموروثات الثقافية الاجتماعية العربية- هو ما ترفضه المرأة وتحرص على الهروب منه.
خلل نفسي
ومن واقع العديد من الندوات التدريبية والتربوية التي تعقد للمقبلين على الزواج من الفتيات -كما يقول الدكتور«تامر جمال»- نجد أن أكثرية استفساراتهن عن القرار في المنزل وكيف يكون؟ وهل يمكن أن يكون للمرأة دور في اتخاذ القرارات؟
ويجيب: يبدو للأسف أن معظم الفتيات يعانين من نماذج سيئة داخل الأسرة؛ لديكتاتورية الأب أو سيطرة الأم على القرار داخل المنزل، وهذا الاضطراب والتسلط يشكلان ضغطا على انفعالاتهن، وخللا نفسيا وشروخا في وجدان تلك الفتيات، ومن هنا فعليهن تعلم مهارات الحوار والتأثير، والاعتماد على أسلوب منطقي في التعامل مع المواقف المختلفة التي تحتاج إلى قرار، على أن يكون التشاور هو المفتاح السحري للنجاح، وليكون القرار النهائي هو الأفضل والأصلح والأقل ضررا وخسارة.
القرار الخاطئ..لماذا؟
يرجع د. تامر أسبابه إلى ضعف الشخصية واضطرابها النفسي، فنجد الزوجة أو الزوج عاجزا عن اتخاذ القرار في أبسط الأمور، فيرمي المسؤولية على الآخر.
اعتياد الزوج أو الزوجة على اتخاذ القرار، ورضائه بالقيام بأدوار عديدة داخل المنزل أو خارجه، ليصبح -أو تصبح- هو الضحية، ومن ثم يعتاد الطرف الآخر أن يكون مجرد مشاهد متفرج على ما يحدث، دون أن يكون له دور إيجابي.
التنشئة الاجتماعية أوصلته أو أوصلتها إلى حالة التردد في كل الأمور الخاصة، صغيرة أم كبيرة.
أحادية التفكير، وعدم القدرة على معرفة ردود الأفعال المحيطة.
الخوف من رد الفعل إذا ما كان القرار غير سليم، وتسبب في إحداث خسائر نفسية أو مادية.
الانسحاب، أو عدم رغبة الزوج أو الزوجة المشاركة الفعالة داخل الأسرة.
القرار السليم
والمرأة تحتاج إلى خطوات تسير عليها حتى تتمكن من اتخاذ القرار السليم، عاملة كانت أو ربة منزل، وقد أكد المتخصصون أن تلك القرارات لا تؤثر فقط في العاملين مع المرأة إذا كانت في منصب قيادي، بل قد تؤثر فيها نفسها، وتدفعها للاستقالة وترك العمل من دون سبب مبرر، ومن هنا فعليها عدم الاستسلام للمزاج السيئ، واتباع خطوات معينة قبل الشروع باتخاذ قرار.
وتتمثل تلك الخطوات في خمس نقاط:
حللي المشكلة قبل اتخاذ القرار.
حددي الوضع القائم، وضعي بدائل وحلولاً مختلفة للمشكلة نفسها.
كثرة البدائل عند الاختيار، تجعلك تختارين أفضل الحلول المناسبة، وانتظري النتيجة، وادرسي آثارها.
إذا كان التأثير سلبيًا، فيمكنك الرجوع للبدائل الأخرى.
إذا استطعت أن تجمعي بين عاطفتك والتروي في اتخاذ القرار والعقل، فإنك ستصلين بعملك إلى مرحلة متقدمة.
سؤال مطروح!
هل المرأة قادرة حقا على اتخاذ القرار المناسب؟ وهل تمتلك المقومات التي تحتاجها لهذا الدور؟
المرأة -كما يؤكد المحللون النفسانيون- تتحكم بها سلطة عاطفية لا يمكن إغفالها، هذا الأمر يعود للبنية الجسدية والسيكولوجية التي فطرت عليها، وهذا لا يعني أنها غير قادرة على اتخاذ القرار العقلاني، بل هي عاطفية، فهناك العديد من الشخصيات النسائية القادرة على اتخاذ القرار، فعلى المستوى الاقتصادي هن أصحاب مؤسسات اقتصادية كبرى على مستوى العالم بأكمله سواء في المنطقة العربية أو على المستوى الدولي.
مقال من صحيفة البلاغ