مرسى إذن فى أديس أبابا..
حتى الآن هناك فشل مريع من صاحب مشروع النهضة الوهمى فى احتواء أزمة سد النهضة الحقيقى.
إثيوبيا تبنى سدًّا على النيل يحمل اسم «النهضة»، وقد يُنهِضُها فعلًا،
بينما نهضتنا فى مصر تجد سدًّا اسمه جماعة الإخوان ومرشدها وذراعها
الرئاسية.
سد النهضة خطر حقيقى داهِم على مصر، لكن الأخطر عليها هو رئيس إخوانى
ينتمى إلى تنظيم غير مصرى سرى غير كفء يكذب طول الوقت يحتكر السلطة ويتاجر
بالدين وتابع لأمريكا ومهادن مع إسرائيل ويتحالف مع الإرهابيين ضد معارضيه.
هنا نتوقف...
الدكتور مرسى يسافر إلى أديس أبابا دون أن يخاف أو تأخذه حالة قلق من
إمكانية تعرضه لعملية اغتيال كما تَعرَّض حسنى مبارك فى أديس أبابا حين ذهب
لحضور القمة الإفريقية هناك.
مرسى يذهب آمنًا جدًّا..
تعرف ليه؟
لأن الذين حاولوا قتل مبارك هم حلفاء مرسى وأصدقاؤه ورجاله ومؤيديوه
وداعموه، فلا خوف عليه من مؤامرة اغتيال أو عملية قتل، فالقتلة من أحِبَّته
والإرهابيون من أنصاره.
يمكن لأى قيادة إخوانية أن تخدع سُذَّج الجماعة بأن مرسى يسافر آمنًا لأنه أول رئيس مدنى منتخَب وليس كمبارك جاء بانتخابات مزورة.
والسؤال هنا: هل القتلة من أحباب مرسى حاولوا اغتيال مبارك لأن انتخاباته مزوَّرة أو لأن مصر بلد غير ديمقراطى؟
طبعا لا..
القتلة حاولوا اغتياله لأنه من وجهة نظرهم حاكم كافر لا يحكم بما أنزل الله ولا يطبِّق شرع الله.
المفاجأة أن مرسى لم يغير أى شىء فى حكم مبارك، وهو كذلك لم يطبق الشرع ولا يحكم بما أنزل الله من نفس وجهة النظر المتطرفة الغبية.
ثم إذا كانت محاولة اغتيال مبارك جاءت لأنه يعتقل الجماعات ويحبسهم (مع
مفارقة أنهم كانوا يفجرون مقرات الشرطة ويقتلون الضباط والمواطنين العاديين
ويحرقون ويسرقون محلات الأقباط)، طيب ما محمد مرسى يحبس ويعتقل، بل ويقتل
نظامُه شهداءَ من معارضيه ورافضى حكمه، ومع ذلك فإن معارضة مرسى لا تدعو
ولا تأمر ولا تحلل ولا تبيح ولا يمكن أن تفكر حتى فى الاغتيال، لمرسى أو
غيره.
المعارضة المدنية مدنية، ترفض العنف وتدين الإرهاب ولا يمكن أن يكون القتل بالنسبة إليها موضع تفكير أو اختيار.
أما تيار محمد مرسى فإن رايته التكفير ووسيلته القتل وغايته الحكم ولا
يتورع عن الدعوة إلى القتل والدعاية للقتلة وإباحة دم المختلفين معهم.
مرسى حليف القتلة..
ومعارضو مرسى سلميون مدنيون..
لهذا يذهب إلى أديس أبابا وهو لا يخاف من عملية اغتيال.