قالت صحيفة «هاآرتس» إن ثمة إشارات على قيام الرئيس محمد مرسي بالتأثير على حركة حماس من أجل إجراء تغييرات سياسية وعسكرية في الحركة، بعد اجتماع مرسي، ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، الجمعة الماضي.
في أعقاب اللقاء أعلن هنية أن مصر ستمدد فتح معبر رفح لمدة 12 ساعة يوميًا، وأن 1500 مواطنًا فلسطينيًا من غزة سيكون بمقدورهم العبور إلى مصر كل يوم.
وإلى جانب اتفاق مصر على تشغيل أكبر عدد على المعبر لتسهيل الحركة، فقد تم الاتفاق أيضًا على زيادة كمية الوقود المطلوبة لتشغيل محطة كهرباء غزة، وزيادة قوة الكهرباء التي تصل غزة من مصر إلى 30 ميجاوات بدلًا من 22، والسماح بخط غاز يخدم محطة القوى في غزة، أيضًا تم الاتفاق على زيادة عدد ناقلات الوقود التي تدخل من مصر لقطاع غزة إلى ثماني ناقلات بدلًا من ست في اليوم.
وقالت «هاآرتس»: «على الرغم من كل ذلك، فإن الرد المصري على طلبات هنية كانت جزئية فقط، حيث مازالت مصر غير مستعدة لفتح معبر رفح كمعبر تجاري، بسبب الضغط الأمريكي، بالإضافة إلى طلب المجلس العسكري، الذي يترأسه المشير طنطاوي، أن يكون كل تنازل لحماس مصحوبًا بتغيير في موقف الحركة».
وأضافت الصحيفة أن «المطلبين الأساسيين من حماس هما إنهاء علاقتها بالخلايا الإرهابية العاملة في سيناء والتي تسبب أضرارًا اقتصادية وسياسية لمصر، والعمل على تقدم المصالحة الفلسطينية من أجل تشكيل قيادة موحدة».
وقالت «هاآرتس» إن حماس تناقش مع القيادة المصرية، «التخلي عن قاعدتها في سوريا، وقطع ارتباطها بإيران، إلى جانب الاعتراف بعدم جدوى النضال العسكري ضد إسرائيل، وهو ما يلزم حماس بالبحث عن بدائل استراتيجية».
وتساءلت الصحيفة «إذا اعترفت الحركة الأم بإسرائيل، فهل تغير حماس على الأقل أيديولوجيتها؟»، وتابعت: «المشكلة ليست أيديولوجية أو دينية، حماس لن تكون قادرة على العمل ضد إسرائيل بشكل يدخل الحكومة المصرية التي تزعمها الإخوان المسلمون لوضع، سيكون عليها فيه الاختيار بين (دعم الإرهاب) وبين الحفاظ على موقفها (وعلى علاقاتها مع الغرب) كدولة تقود الأمن في المنطقة».
وأضافت «هاآرتس»: «مهمة مصر قد تتغير الآن، بالمقارنة بفترة مبارك، الذي لم يتوان في المشاركة في فرض عقوبات على غزة، فإن مرسي لا يريد أن يصل لوضع يستمر فيه في سياسات مبارك في كل ما يتعلق بغزة، بسبب طبيعة أنشطة الحركة، ولذلك فإنه سيحتاج إلى تنازلات من طرف حماس، وخاصة في مجال العمل المسلح، وهذا ما فهمه مشعل على ما يبدو».
وتابعت الصحيفة: «بالمقارنة بمبارك، اتخذ مرسي منهجًا مختلفًا، لم يضع شروطًا مسبقة، واستجاب لعدد من المطالب، لكنه مازال يمسك في يده أوراق للمساومة ويضع الكرة في ملعب حماس، السؤال الآن هو ما هي حجم التنازلات التي من الممكن أن يقدمها هنية ومشعل وقادة الجناح السياسي لإقناع الجناح العسكري في الحركة بالحاجة إلى تغيير الاستراتيجية ونقل الوصاية السياسية من سوريا إلى مصر»