البر: إذا حلفت بعد حصولك على المال أعط صوتك لمن هو أصلح واطعم عشرة مساكين
قال الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين إن المواطن إذا كان مسكينًا وفي مسيس الحاجة إلى المال الذي سيتقاضاه مقابل الرشوة الانتخابية فعلى الأقل لا يرتكب الجريمتين معًا، بحسب تعبيره
وأضاف في مقال نشره على موقع إخوان اون لاين الناطق باسم الجماعة :"فليأخذ – اى المواطن- هذا المال ولكن يعطي صوته لمن يكون صالحًا وصاحب دين وأمانه ويخدم الوطن ولا يسرقه".
وأكد البر في المقال الذي حمل عنوان "فتاوى الرشاوى" انه يجب ألا يلتزم المواطن الذي سيحصل على رشوة انتخابية باليمين الذي حلفه وهو مضطر بأنه سيصوت لصالحه.. وأضاف : " أعط صوتك لمن هو أصلح ثم ادفع جزءًا من هذا المال لإطعام عشرة مساكين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف على يمين ثم رأى غيرها خيرًا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه"،"
وتابع :" أنت إذا حققت ما حلفت عليه وأعطيت صوتك للمفسد فقد ارتكبت عدة خطايا وهي الحلف على معصية وقبول الرشوة وارتكاب معصية التصويت للمفسدين".
وردا على تحجج البعض بأنه تحت الإكراه المادي أو الإغراء أو التخويف أو الحرج أمام بعض كبار عائلته أو رؤسائه في العمل يضطر للوعد وربما القسم على أنه سوف ينتخب المرشح الفاسد.. أكد البر انه لا يصح الوفاء بوعد فيه معصية لله مطلقًا، وإن استطاع الشخص الذي سيحصل على الرشوة أن يدارى ببعض الكلمات التي ترفع عنه الحرج فلا بأس.
وأجاز مفتى الإخوان استخدام المعاريض للفرار من الكذب والإحراج وقال :"من ألطف ما سمعته عن بعض الأذكياء الذي اضطر لإعطاء وعود لعدد من المرشحين: إنه أشَّر في الورقة على المرشح الإسلامي الذي يعلم أنه الأولى والأجدر، ثم أشار بمؤخرة القلم أمام كل من أعطاهم وعودًا، وحين حلَّفوه حلف له أنه علم على مرشحيهم، وبذلك صمن سلامة صوته للمرشح الإسلامي ولم يكذب على الذين أحرجوه من مندوبي المرشحين الآخرين، وهذا يسمَّى في الشرع (معاريض) وهي باب من أبواب الفرار من الكذب والإحراج". وطالب مفتى الإخوان المواطن الذي سيتعرض للإحراج والإكراه لاستخدام البطاقة الدوارة بان يبطل صوته لعل ذلك يخفف بعض الإثم الذي ارتكبه
وأكد البر إن تلقِّي الرشوة سواء كانت مبالغ مالية أو أشياء عينية أو مواد تموينية أو حتى وعودًا بشيء من هذا مقابل الصوت الانتخابي، حرام طبقًا لفتوى العلماء، ومنهم فضيلة مفتي الجمهورية وفضيلة الدكتور القرضاوي وغيرهما، وشدد البر على أن كل من شارك في جريمة الرشوة ملعون، سواء الذي قدمها أو الذي أخذها أو الذي توسط في تقديمها وأوضح إن إعطاء الصوت في الانتخابات لمن لا يستحقه من المفسدين الذين عاثوا في الأرض فسادًا وكانوا من أهم أركان النظام المخلوع هو أيضًا جريمة،
وتابع :"إذا تم التلاعب بالمواطن البسيط المسكين حتى يأخذ الرشوة ويصوت لصالح المفسدين فقد تم إيقاعه في جريمتين لا في جريمة واحدة".