عن الرسول صل الله عليه وسلم قال
- يا أيها الناس ! هل تدرون لم جمعتكم ؟ إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا ، فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال ، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام ، فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، ثم ارفؤوا إلى جزيرة في البحر حين غروب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة ، فلقيهم دابة أهلب ، كثير الشعر ، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقالوا : ويلك ما أنت ؟ قالت : أن الجساسة ، قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، قال : لما سمت لنا رجلا ، فرقنا منها أن تكون شيطانة ، فانطلقنا سراعا حتى دخلنا باب الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري ، فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ، ركبنا في سفينة بحرية ، فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا في أقربها ، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب ، كثير الشعر ، ما يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، قلنا ؛ وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سراعا ، وفرقنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة ، قال : أخبروني عن نخل بيسان ، قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها هل بثمر ؟ قلنا له : نعم ، قال : أما إنها يوشك أن لا تثمر ، قال : أخبروني عن بحيرة طبرية ؟ قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قلنا : هي كثيرة الماء ، قال : إن ماءها يوشك أن يذهب ، قال : أخبروني عن عين ذعر . قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها ، قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ، ونزل يثرب ، قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم ، قال : كيف صنع بهم ، فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب ، وأطاعوه ، قال : قد كان ذلك ! قلنا : نعم ، قال أما إن ذلك خير لهم ؛ أن يطيعوه ، وإني أخبركم عني ، أنا المسيخ وإني أوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج ، فأسير في الأرض ، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة ، غير مكة وطيبة ، هما محرمتان علي كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا ، يصدني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ، ألا أخبركم ؟ هذه طيبة ، هذه طيبة . هذه طيبة ، ألا كنت حدثتكم ذلك ؟ فإنه أعجبني حديث تميم ؛ أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ، ومكة ، ألا إنه في بحر الشام ، أو في بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ماهو
الراوي: فاطمة بنت قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7889
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أعجبني ·