محمد البرادعي
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في افتتاحيتها أمس
إن الفرصة أصبحت كبيرة الآن بالنسبة إلي الولايات المتحدة للتدخل والضغط
من أجل تحقيق المزيد من الديمقراطية في مصر، مشيرة إلي أن مسئولين
أمريكيين أكدوا أن كل محادثات أمريكا مع مصر دلت علي أن الإدارة الأمريكية
لا تدعم ترشيح محمد البرادعي لرئاسة الجمهورية في مصر، حيث أكدت الصحيفة
الأمريكية في افتتاحيتها أنه «عار علي الولايات المتحدة أن تدعم التعليم
والاقتصاد في مصر لعقود طويلة، ثم تتراجع عن تحقيق الديمقراطية فيها».
وانتقدت الصحيفة الأمريكية السفيرة الأمريكية في
القاهرة «مارجريت سكوبي» التي وصفتها بأنها دافعت عن ديمقراطية «غير
موجودة أصلا» في مصر، حيث أشارت الصحيفة إلي اللقاء الذي عقدته سكوبي في
أحدي الجامعات المصرية والذي سئلت فيه عن الدور الأمريكي في مسألة تحقيق
الديمقراطية في مصر، وأجابت بأن الديمقراطية موجودة بدليل أن بعض المصريين
يعبرون عن آرائهم بحرية، فيما تناقش الصحف الكثير من المسائل دون اعتراض
من الدولة.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن السفيرة الأمريكية تركت
لدي الطلاب المصريين انطباعا بأنها تتحدث عن حالة الديمقراطية في دولة
أخري غير مصر، خاصة أن هذه التصريحات تزامنت مع التقرير السنوي الذي
أصدرته منظمة «مراسلون بلا حدود» والذي وضع مصر في المركز 143 بين 175
دولة من حيث تراجع حرية الإعلام فيها، فالصحفيون الذين يجرؤون علي مهاجمة
الرئيس مبارك ترفع ضدهم دعاوي قضائية من جانب أعضاء في الحزب الوطني كما
يتم سجن المدونين، إضافة إلي ما حدث مع الدكتور سعد الدين إبراهيم الذي
يعيش في المنفي حاليا بسبب مجموعة من المقالات التي انتقدت النظام كان قد
نشرها في «واشنطن بوست».
وأكدت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية الجديدة كانت
حريصة بشكل تام علي مخالفة كل الخطوات التي قام بها الرئيس السابق جورج
بوش، إلا أنه من المؤسف أن تتجاهل أمريكا مسألة الديمقراطية في مصر في
الوقت الراهن الذي تشرف مصر فيه علي انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة خلال
عامين، والتي ستحدد ما إن كان نظام الحكم الفاسد الذي يرأسه مبارك سيستمر
أم أن إرادة المعارضة ورغبتها في انتخابات حرة ستنتصر.
وأوضحت أن السبب في هذا الضغط الذي تمارسه المعارضة في
الفترة الأخيرة كان الدافع وراءه إعلان محمد البرادعي - المدير العام
السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحائز علي جائزة نوبل- رغبته في
أن تتحول مصر إلي دولة ديمقراطية وأن يتم تعديل الدستور المصري بشكل يتيح
له ولغيره الترشح والمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011.
ووجهت واشنطن بوست اللوم إلي مارجريت سكوبي التي - علي
حد قول الصحيفة- دافعت عن النظام المصري بدلا من أن تجيب عن السؤال الذي
وجه لها حول دور أمريكا في تحقيق الديمقراطية في مصر، فقالت إنه توجد بعض
الحريات بدلا من أن تؤكد أن الولايات المتحدة حريصة علي تحقيق الديمقراطية
في العالم، وتؤيد أي تقدم في مجال حقوق الإنسان، إلي جانب أنها ستدعم أي
جهود تبذل لتحقيق هذه الديمقراطية، إلا أن السفيرة الأمريكية فضلت أن
تتحدث بنفس اللهجة التي تتبناها إدارة الرئيس أوباما في الحديث عن - ومع-
الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة العربية.
وأشارت الصحيفة إلي أنه في أعقاب هجمات الحادي عشر من
سبتمبر 2001 اعتبرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أن غياب
الديمقراطية يسهم بشكل أو بآخر في إفراز العناصر المتطرفة دينيا، التي
تشارك في العمليات الإرهابية المسلحة ضد الولايات المتحدة، كما أن الدعم
الأمريكي لبعض الأنظمة القوية مثل نظام الرئيس مبارك لم يمنع أمريكا من
الضغط علي الحكومات العربية من أجل إحداث التغير الديمقراطي.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية استطاعت
أن تحقق بعض التقدم في هذا المجال في مصر قبل أن يتراجع الدور الأمريكي
تماما في السنوات الأخيرة، إلي أن جاءت حكومة الرئيس أوباما التي وضعت
تحقيق الديمقراطية في المنطقة العربية في آخر أجندتها بالرغم من أنه أعلن
أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستركز علي «التعليم والتنمية البشرية
والتنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان».