حمل تقرير لجنة تقصى الحقائق التى شكلها مجلس الشعب لمناقشة أحداث مباراة كرة القدم فى الدورى العام بين فريقى المصرى والأهلى التى راح ضحيتها أكثر من 70 مشجعا، هجوم الإعلام الرياضى وبعض القنوات الفضائية الرياضية المسؤلية عن تلك الكارثة واتهمها بالعمل على تصعيد الأحداث والشحن الزائد بين الأندية وجماهير الشعب المصرى.
وأكدت اللجنة فى تقريرها المبدئى الذى عرضته أمام جلسة الشعب اليوم، أن الخطاب الإعلامى للقنوات الفضائية ساعد على إزكاء روح التعصب المقيت لجماهير الكرة خروجا عن الهدف السامى للرياضة، كما أن مقدمى بعض البرامج الرياضية يحرضون على إشعال الأزمات بين الأندية بعضها البعض وجماهير تلك الأندية بعيدا عن دورها الأساسى فى تحليل المباريات والتعليق عليها.
وشدد التقرير على أن الإعلام الرياضى يتحمل المسئولية الكبرى بسبب تغطيته أنشطة الألتراس دون محاولة ترشيدهم واستثمار نشاطهم وحماسهم فيم يخدم قضايا الوطن وأن هذا الإعلام أثار الجماهير بصفة عامة فتحولت المباريات إلى ما يشبه المعارك وفقد الإعلام الرياضى الرسالة الحقيقة المتمثلة فى التركيز على الروح الرياضية والمفهوم الصحيح للفوز والهزيمة.
وقال إن الوضع الأمنى فى المباريات السابقة فى بورسعيد كان ينبئ بوقوع كارثة فى القريب العاجل أبرز شواهدها اقتحام جماهير المصرى لأرض الملعب فى عدة مباريات سابقة.
وأوضح التقرير، أن جمهور المصرى من الألتراس والجرين إيجلز وبعض البلطجية اخترق حاجز الأمن المركزى المكلف بمنع جمهور المصرى من النزول إلى أرض الملعب وتوجه نحو مدرج جماهير الأهلى وصعد وهو يحمل العصى المضيئة والشوم والأسلحة البيضاء بمختلف أنواعها والجنازير والشماريخ والصواريخ وتم الاعتداء على الجماهير بكل هذه الأسلحة.
وأكد التقرير أن مسئولية الأمن تمثلت فى تسهيل وتيسير وتمكين وقوع الأحداث بصورتها المشروحة وعدم تقدير خطورة المباراة وانعدام التفتيش فى الدخول إلى الإستاد وعلى الأشخاص وعلى ما يحملونه والسماح بدخول الجماهير صورة مخالفة لما درج عليه العمل ومن ذلك زيادة أعداد الجماهير التى وصلت إلى 17 ألفا بالرغم من أن عدد التذاكر المطبوعة بلغ 12 ألف تذكرة فقط.
وانتقد التقرير عدم قيام مسئولى الخدمات الأمنية بأرض الملعب من منع الجماهير من النزول إلى أرض الملعب وامتناع مدير الأمن ونائبه عن إصدار أى تعليمات واجبة لحماية الجماهير فى مثل هذه الأحداث والعوار الشديد الذى أصاب الخطة الأمنية.
ولم يعف التقرير اتحاد كرة القدم من المسئولية فى أحداث المباراة لمخالفته لوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم بخصوص تأمين المباريات، كما حمل النادى المصرى المسئولية التضامنية مع اتحاد الكرة لعدم التزامه بالسعة التى تحقق متطلبات السلامة.
وأكد التقرير، أن اللجنة سوف تقوم بتحديد المسئولية السياسية عما حدث وعرضها على المجلس فور استكمال أعمالها وإيداع تقريرها النهائى بعد استجلاء باقى الحقائق المرتبطة بالحادث والاطلاع على تحقيقات النيابة العامة.