كتب – أيمن صبري
عزيزي القارئ ما هو رد فعلك في حال سماعك لرسالة مسجلة تخترق أذنيك وأنت تحاول
الاتصال بأخد الأشخاص المقربين إليك "عزيزنا العميل صاحب الهاتف الذي تحاول الاتصال به في المشرحة
الآن .. برجاء عدم الاتصال مرة أخرى .. تيت .. تيت .. تيت"، وفي خضم تلك الأحداث المؤسفة التي تمر
بها الدولة المصرية كيف ستتخيل طريقة وفاة ذلك الشخص والذي ما زال في المشرحة لبيان سبب الوفاه
"خرطوش - رصاص حي - اختناق بالغاز" ، وهل القاتل سيكون معلوما تلك المرة أم "طرف ثالث"؟
الى متى سيظل الطرف الثالث "الخفي" هو صاحب اليد الملطخة بدماء المصريين دون غيره، وإلى متى
ستظل السلطة الحاكمة في مصر تنفي ما هو واضح للعيان رأي العين التي قد أصابها الخرطوش وأدمعتها
غازات القنابل.
قديما بينما كان الرئيس المخلوع يحكم البلاد كان "المختل العقلي" هو البطل الحقيقي لأي حادث عندما
يصعب على الجهات الأمنية تحديد هوية الفاعل الحقيقيى, وهو ما رأيناه في الكثير من الأحداث المأساوية
كحادث الاعتداء المزعوم على الرئيس السابق حسني مبارك أثناء زيارته لمحافظة بورسعيد، وحادث بني
مزار، وحادث إطلاق الرصاص على عائلة مسيحية بقطار الصعيد، وحادث الاعتداء على بعض المصلين
بإحدى كنائس الإسكندرية بسلاح أبيض من قبل أحد الأشخاص، وحادث إطلاق الرصاص على مبنى أمن
الدولة بالشرقية وغيرها الكثير.
أما الآن وبعد شفاء الشعب المصري من الأمراض النفسية والحمد لله أصبح بطل الأحداث الجارية هو
"الطرف الثالث" المجهول حتى الآن للشعب وللجهات الأمنية، وبالرغم من مرور ما يقرب من عشرة أشهر
على تنحي "المخلوع" إلا أن قمع الداخلية وطرق حل القضايا السياسية أمنيا ما زال قائما وبشكل فج لا
يرضى عليه الصغير قبل الكبير.
الشعب المصري الصبور الذي لا يثور على أوضاعه السيئة إلا عند فيض الكيل، أصبح يُقتل بأموال الضرائب
التي يدفعها، ففي الأيام الأولى للثورة المصرية لم يكن أحد يكترث لحياته ولكن كان فقط يكترث لبقاء تلك
البلاد حرة، والدماء التي سالت على أرض هذه البلاد هي التي جعلتها أغلى بلاد الدنيا على قلوب شعبها.
ولكن الأحداث الأخيرة والتي ما زالت جارية حتى وقت كتابة تلك الكلمات تجلعنا نقف وقفة جديه، لماذا فقدت
مصر خمسة وثلاثون نفسا دون وجه حق وإصابة ما يقرب من الفي شخص "العدد ما زال في تزايد والقائمة
ما زالت مفتوحة"، ولماذا دائما تنكر الداخلية أن لها يدا في قتل أو إصابة هؤلاء، وإذا كانت بالفعل ليست هي
من قتل هؤلاء الأبرياء وأحرقت قلوب آبائهم وأمهاتهم ورملت زوجاتهم ويتمت أبنائهم ، فلماذا لا تقوم بالدور
الذي هو على عاتقها تجاه هذا الوطن وأبنائه ويقبضون على الفاعل الحقيقي.
أخيرا..خالص التعازي لعائلات الذين سقطوا فداءا لمصر مهما كانت انتماءاتهم السياسية أو الحزبية، وكذلك
خالص التعازي لمن سقط شهيدا فداء الواجب من ضباط ومجندين شرطة وجيش.
اقتراح: لماذا لا تقوم شركات المحمول الثلاث في مصر بإضافة رسالة مسجلة تفيد بأن صاحب الهاتف المراد
الاتصال به لم يعد على قيد الحياه.