لأول مرة يغادر الفريق الخاسر ملعب المباراة وسط تشجيع وحفاوة كبيرين من الجماهير ودموع الكثيرين منهم على هذا الفريق، هذا ما حصل مع المنتخب الوطنى للشباب عقب خسارته من نظيره الأرجنتينى فجر أمس بهدفين لهدف واحد ضمن دور الستة عشر لمونديال الشباب بكولومبيا، وودع الفراعنة الصغار البطولة على يد الحكم السويدى ماركوس سترومبرجسون الذى منح منتخب «التانجو» ركلتى جزاء خاطئتين، الأولى لا تمت لركلات الجزاء بصلة والثانية مشكوك فى صحتها، ليعبر الفريق الأرجنتينى لدور الثمانية وسط سخط وغضب الجماهير الكولومبية التى ملأت استاد «أتاناسيو خيراردوت» بمدينة ميديلين، وظلت تهتف ضد الحكم السويدى وتطلق صافرات الاستهجان عليه بشكل متواصل فى سيمفونية وفاء وحب وعدالة من الجماهير الكولومبية التى عشقت الفريق المصرى فى كل المدن التى لعب فيها، وتمتعت بأدائه الراقى منذ مباراة افتتاح البطولة أمام المنتخب البرازيلى العريق.
وسيطرت على لاعبى منتخب الشباب حالة من الغضب والاستياء الشديدين فى أرض الملعب عقب نهاية المباراة، وانهار الكثيرون منهم على أرض الملعب ودخلوا فى نوبة بكاء شديدة، خاصة أحمد حجازى وعلى فتحى وأحمد صبحى ومحمد الننى، كما انفجر فى البكاء أيمن حافظ، المدير الإدارى للفريق، وهو يحاول إخراج اللاعبين من أرض الملعب، فيما سعى مجدى عبدالغنى لمواساة اللاعبين والتخفيف عنهم، قائلاً: «لقد قدمتم مباراة رائعة، وأحرجتم السيد المتوج لبطولات الشباب فى العالم، ويكفيكم التقدير والحب الكبيران من جماهير كولومبيا، ما يدل على أنهم يعرفون جيداً الظلم الذى تعرضتم له».
وعقب هذه الكلمات قام اللاعبون بالتوجه للجماهير وتحيتهم، وردت الجماهير بتصفيق حاد، وهتاف هز أركان الملعب «إيجيبتو إيجيبتو»، فيما نجح أعضاء الجهاز الفنى فى إبعاد بعض اللاعبين ومنعهم من الاحتكاك بالحكم السويدى الذى خرج مسرعاً فى حراسة رجال الأمن وسط هتافات الإدانة من الجماهير، حيث اتهمته بعدم اللعب النظيف والتواطؤ ضد المنتخب المصرى، كما هتفوا ضد لاعبى منتخب الأرجنتين خاصة اللاعب رقم «٢٠» كالوس لوكى الذى اتهموه بالسرقة والخداع للحصول على ركلة جزاء ظالمة.
من جهته، رفض ضياء السيد، المدير الفنى للفريق، التعليق على أداء الحكم السويدى، وهنأ فريق الأرجنتين ومديره الفنى بالفوز. وقال خلال المؤتمر الصحفى الذى أعقب المباراة: «النتيجة ليست عادلة، فقد قدمنا مباراة كبيرة وكرة قدم على أعلى مستوى ولم ينقصنا إلا التسجيل، وأشكر اللاعبين على هذا الأداء والجهد الذى بذلوه واستحقوا عليه إعجاب واحترام العالم، وهذه الجماهير الكبيرة فى ميديلين، وفى كرة القدم قد تخسر لكنك تكسب احترام الجمهور، وأعتقد أننا تركنا ذكرى جيدة هنا فى بارانكيا».
وحول أداء الحكم السويدى ماركوس، قال: «لا أريد أن أتحدث عن التحكيم لأن الأخطاء واردة فى كرة القدم، وركلتا الجزاء شاهدهما الجمهور والإعلام والمتابعون، والكل يعرف أنهما غير صحيحتين ولكن الحكم ذبحنا والناس تعرف كم ظلمنا». وحول تغييراته خلال المباراة قال: «محمد إبراهيم عنصر مهم فى الفريق، وقد يكون غير موفق أحياناً لكنه فى لحظة ما قد يصنع لك تمريرة قاتلة أو يصنع هدفاً، وسحبته بعد أن شعرت بأنه عصبى جداً وحصل على بطاقة صفراء وقد يطرد ففضلت سحبه ودفعت بصالح جمعة ثم سحبت الأخير لأنه بعد نزوله ارتبك وسقط كثيراً والمباراة لم تكن تحتمل ذلك وكانت تحتاج للقتال، خاصة أن جمعة عائد من إصابة ففضلت الدفع بأيمن أشرف بدلاً منه».