يشهد مختلف السجون حالة من الشغب بشكل عام، وذلك عقب الإعلان عن الإفراج عن ١٠١٤ سجينا فقط بنصف المدة، فى الوقت الذى تدرس فيه السجون ٤٤٨٨ حالة أخرى، إلا أن السجناء داخل السجون فرضوا سيطرتهم على بعضها مثل سجن «القطا»، وأثاروا الشغب بشكل مستمر فى سجون آخرى، كان آخرها سجن الاستئناف، كما أشعلوا النيران فى البطاطين فى محاولات للهرب فى عدد من السجون، واستعانت وزارة الداخلية بالقوات المسلحة فى تأمين السجون، بجانب تشكيلات من الأمن المركزى، خاصة فى ظل وجود تهديدات مستمرة فى بعض السجون بوجود محاولات للاقتحام من الخارج.
وقال عدد من السجناء: إن وزارة الداخلية وعدت عن طريق وزيرها السابق محمود وجدى، منذ فترة، بتطبيق قرار الإفراج بالعفو بمضى نصف مدة العقوبة على جميع السجناء الجنائيين المتهمين فى قضايا مخدرات وغيرها، بعد إعدادها مشروع قانون جديداً وعرضه على المجلس العسكرى لتنفيذه، وتعديل القوانين الخاصة بالإفراج بمضى نصف المدة فى قضايا المخدرات، بدلا من القانون القديم الذى لا يسمح بتطبيق شروط الإفراج بمضى نصف مدة العقوبة عليهم، وبالفعل تم تطبيق العفو ولكن على ١٠١٤ فقط، ولم يتم الإفراج عن باقى المستحقين، وهو ما نفته مصادر أمنية، مؤكدة أنه تتم دراسة ٤٤٨٨ حالة سجين بمضى نصف المدة.
وقال أحد السجناء - الذى يقضى عقوبة المؤبد فى قضية مخدرات فى اتصال هاتفى، إنه قضى ١٩ عاما داخل السجن، ولم يتم الإفراج عنه حتى الآن، مطالبا ببحث حالته خاصة أنه تنطبق عليه شروط العفو عن السجناء الجنائيين بمضى نصف مدة العقوبة.
وقالت مصادر أمنية فى قطاع السجون: إن جميع التقارير التى وصلت إلى الإدارة تفيد بوجود اقتحامات إلى السجون، كما أن مأمورى السجون المختلفة تلقوا رسائل بالتهديد بهروب جماعى لكل الموجودين فى السجون، وأن هناك توقعاً بهجوم من أهالى السجناء، ولهذا تم التنسيق مع القوات المسلحة وتشكيلات الأمن المركزى من أجل تأمين السجون من أبراج المراقبة وخارج أسوار السجن، وأن خطة الطوارئ فى السجون لم تنته بعد، وأن قطاع السجون، بالتنسيق مع القوات المسلحة، منتشر فى ٤٢ سجنا على مستوى الجمهورية لتأمين السجون ومنع أى محاولات للهرب أو استخدام القوة.
وأضاف المصدر الأمنى أن أحداث الشغب مستمرة داخل بعض السجون، وأن هناك العديد من المحاولات للهرب يتم التعامل معها عن طريق قوات تأمين السجن والقوات المسلحة ورجال الأمن المركزى، وأكد أن سجن القطا أصبح فى مرحلة الخطر، خاصة أن السجناء الموجودين داخله سيطروا على جميع العنابر وكسروا أبواب الزنازين، فى حين تسيطر القوات الأمنية والمسلحة على السجن من خلال أبراج المراقبة.
وأشار المصدر إلى أن السجناء لديهم قناعة شخصية بالإفراج عن جميع المتهمين فى قضايا المخدرات فى وقت واحد، وأن هناك لجاناً تدرس حالات بعض النزلاء ولابد من استيفاء بعض الأوراق كما أنهم يتعاملون بمبدأ بطلان جميع الأحكام الصادرة قبل الثورة.