***راودني سؤالا في الفتره الاخيره غريبا نوعا ما؟؟لماذا كلما اقوم بعمل القهوه اشعر انها تزداد غليانا ونزداد ثوره عن المره السابقه.
اهو بسبب ازدياد الناروقوتها ام اني لاحظتها فقط في تلك المره... فما هي الحقيقه؟
والحقيقه انه كلما زادت الضغوط زادت الثوره......
انهي تعليمه الجامعي وخرج يبحث عن فرصه عمل فأصطدم بالواقع المرير.... ان مؤهله الدراسي لايتناسب مع حجم طموحاته؟فأرتضي بالامر الواقع وبدء يبحث عن فرصه عمل بسيط حتي يقتات منه.
عمل في احد الكافيتريات لفتره ولكنه تركها لآنه كان يري نظرات الاستهزاء والسخريه من مرتادي الكافيتريا علي مظهره المتواضع وشكله البسيط وهذا ما كان يجعله يموت كل ثانيه الف مره؟
تنقل من عمل الي عمل باحثا عن ذاته وعن تواجده في محراب الحياه (كان هادئ النفس انفعالاته لم تكن ظاهريه بل كانت مكبوته ومن هنا بدئت رحله العذاب..........
انطوي علي نفسه وارتضي ان يكون حبيسا لغرفته لفتره طويله حاول والديه معه كثيرا ولكنهما فشلا حتي حبيبته تركها وبحث عن حبيبه اخري بمواصفات خاصه ليرتمي في احضانها مسلما نفسه لها الا وهي (العزله والوحده).
كان يبحث عن ذاته وسط الاحلام والخيالات التي بناها ولم يجعل لها سقفا محددا لانه وجد في مجتمعه تصدع الافكار وانهيار بناء الاخلاق والقيم التي تربي عليها وهنا انهار قصر البحث عن الذات وتهدم؟
فبدءيضرب بمجداف احلامه في بحر الخيال فتخيل نفسه ذات مره نجما سينمائيا لامعا والجمهور يلتف من حوله ويحاولون اخذ توقيعاته والتقاط الصور التذكاريه مع اول ممثل عربي يحصل علي جائزه الاسكار العالميه.....
ثم تخيل نفسه رئيسا جمهوريا يحكم شعبا باسره يسن القوانين والتشريعات بمفرده يأمر فيطاع يأكل ما يشاء يلتقي بأي امراه يحبها علي وجه الارض؟.....
ولكن كان القاسم المشترك في كل احلامه هو المال والشهره لقد تحول من قطا اليف الي اسدا مقاتل من شابا برئ الي شبحا مخيف.
وذات يوم قرر الخروج الي الحياه الي المعركه الجديده بشخصيته الجديده فخرج الي الشارع وصادف بعض اصدقائه القدامي فقابلوه بلهفه سألين اياه اين كنت ؟فقال لهم لقد كنت مسافرا الي الخارج وبدأ يحكي لهم عن مشاهداته التي رأها في البلدان التي قام بزيارتها ومغامراته فيها....
وتوالت الاحداث وتقابل بشبابا من الذين يتعاطون المخدرات وعرضوا عليه ان يشاركهم فوافق قائلا عندما كنت في الخارج كنت ادخن الحشيشه واصبح مدمنا معروفا كما يطلقون علي المدمنين العتاه(بحر)
ثم توالت الاحداث وتقابل ببعض الشباب الذين يتاجرون في الخدرات ويمتهنون السرقه فعرضوا عليه المشاركه فوافق قائلا لقد قمت بسرقه احدي المنازل اثناء تواجدي بالخارج.......
وها هي الاقدار يذهب ليسرق واثناء السرقه تداهم الشرطه مكان الجريمه وتقوم بالقبض عليهم جميعا.
وفي قسم الشرطه يسقط الشاب منهارا معترفا بالحقيقه كامله مبينا انه تعرض لضغط عصبي ونفسي شديد من المجتمع الذي استهان بيه وقلل من افكاره وهمشه فوجد انه لايمكن تحقيق ذاته واحلامه في ارض الواقع فقرر ترك العنانلخياله ليحققها له بعد انتصارته في ارض الخيال التي جعلت له رصيدا شخصيا من وجهه نظره تستطيع ان تجعله يتفاعل مع الناس بأسلوبهم المنحط وتفاهه اقكارهم واصطدم بالواقع الذي اندمج فيه بسرعه بشخصيته الجديده واستغرب المحقق من اسلوبه وطريقه سرده للحقيقه بمنتهي الموضوعيه فقررعرضه علي طبيبا نفسيا للتأكد من سلامه قواه العقليه وتحول الصراع من نقطه خلاف مع النفس والواقع فأندلعت شرارته القاتله وانتهت الي ثوره النفس
النفس قنبله موقوته قد تنفجر في اي وقت
قد تضر المحيطين نبيها وقد تدمر المجتمع بأسره
الرحمه بشبابنا الرحمه بعقولنا قبل ان تتحول الي ثورره القهوه
__________________