انتفضت مصر، أمس، لمواجهة خطر الفتنة فى «جمعة الوحدة الوطنية»، وتظاهر الآلاف فى القاهرة والمحافظات مطالبين بوحدة الصف ونبذ الطائفية، واتهموا «فلول النظام السابق» بإشعال نار التعصب وإراقة الدماء بين المصريين لإفشال الثورة.
وفى قرية «صول»، التى انطلقت منها شرارة الأحداث بعد هدم كنيسة «الشهيدين»، بايع آلاف الأقباط والمسلمين الداعية «عمرو خالد» على «وأد الفتنة» وتعاهدوا على «الوحدة» عقب صلاة الجمعة التى شارك فيها نحو ٥ آلاف مواطن بمركز أطفيح فى محافظة حلوان. وحذر «خالد» المصلين من إفشال الثورة بإثارة الفوضى وتعريض أمن مصر للخطر.
وقال «خالد» لـ«المصرى اليوم»: «بكى معظم الحاضرين أثناء الخطبة، ونحو ٥٠٠ مسيحى تجمعوا خارج المسجد لسماعها، وستعقد القوات المسلحة اليوم لقاء لاستكمال جهود المصالحة».
وفى اعتصام الأقباط أمام «ماسبيرو»، شكل عدد من القساوسة سلسلة بشرية لحماية المصلين أثناء صلاة الجمعة بعد أن توقف الشباب القبطى عن الهتاف انتظاراً لانتهاء الصلاة التى هتف الآلاف من الجانبين بعدها: «مسلم مسيحى.. إيد واحدة».
وأكد المتظاهرون تمسكهم ببناء كنيسة الشهيدين بقرية صول فى نفس مكانها، مرددين هتاف: «بالطول بالعرض.. عايزينها فى نفس الأرض». وصرح مصدر كنسى لـ«المصرى اليوم» بأن القوات المسلحة ستشرع فى بناء الكنيسة غداً، فى نفس مكانها، متوقعاً أن يفض الشباب القبطى اعتصامه بعد تحقيق مطالبه المشروعة، فيما أكد قدرى أبوحسين، محافظ حلوان، أن الترخيص الذى منحته المحافظة لبناء كنيسة أطفيح يقضى ببنائها فى نفس الموقع وذات المساحة.
ولم يختلف مشهد الوحدة الوطنية فى ماسبيرو عن ميدان التحرير، الذى توجه إليه عدد من المعتصمين الأقباط. وألقى اللواء حسن الروينى، قائد المنطقة المركزية بالقوات المسلحة، كلمة للمواطنين قال فيها: «الثورة نجحت.. لا تتركوا أحداً يدخل بينكم»، ثم طلب إحضار مصحف وصليب ورفعهما بيديه وأقسم أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى، وأن الجميع مواطنون ومصريون فقط، ثم هتف مع المتظاهرين: «المسلم والمسيحى والجيش.. إيد واحدة».
وأكد الأنبا فلوباتير، كاهن كنيسة مار يوحنا بنزلة السمان بالجيزة، نجاح الثورة فى «القضاء على آخر أوراق الحزب الوطنى والنظام السابق، وهى الفتنة الطائفية». وأضاف أنه جاء إلى التحرير للكشف عن المتهمين فى الحادث، مؤكداً أنهم أعضاء فى الحزب الوطنى وأفراد من جهاز مباحث أمن الدولة.
فى السياق نفسه، نظم آلاف المواطنين فى الإسكندرية والإسماعيلية وقنا و٦ أكتوبر والمنيا وقفات احتجاجية شارك فيها ممثلون للقوى السياسية وشباب ثورة ٢٥ يناير وجماعة «الإخوان المسلمين» لإعلان رفضهم الفتنة الطائفية. وتوجه المتظاهرون فى الإسكندرية إلى مقر الكاتدرائية المرقصية فى محطة الرمل، فيما هتف المتظاهرون فى قنا: «القرآن والإنجيل.. ضد نظام فاسد وعميل».