«ربما يكون ما يحدث فى ليبيا هذه الأيام هو آخر فيلم يصوره القذافى».. هكذا تناولت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية حياة من وصفته بـ«الديكتاتور غريب الأطوار»، مشيرة إلى مرور حياته بالعديد من المراحل التى مر بها وكأنه يصور أفلاماً شهيرة تم عرضها على شاشات السينما فى الواقع من قبل.
وفى مقال بالصور على موقع المجلة الأمريكية الإلكترونى، أوردت المجلة صورة للقذافى مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وقالت إنه بدأ حياته معجبا بالرئيس المصرى وحلم القومية العربية، قبل أن يقود انقلابا وهو فى سن الـ٢٧ ويلتقى عبدالناصر بعدها بأيام ويمثل فيلم «أحلام عربية»، وكانت الصورة الثانية له مع القادة السوفييت الذين أصبح القذافى حليفا لهم بعد استيلائه على السلطة، ليصور فيلم «من روسيا مع حبى».
وفى فيلمه الثالث تحول القذافى إلى «كلب الشرق الأوسط المجنون» حيث اتهم بالمسؤولية عن تفجير ملهى ليلى فى برلين عام ١٩٨٦ وأدين بتهمة ارتكاب تفجير لوكيربى عام ١٩٨٨، ليمثل فيلمه الرابع «التوبة» ويعيد علاقاته بالغرب ويدفع ٢.٧ مليار دولار تعويضات لقتلى لوكيربى.
وفى فيلمه الخامس «علاقات دافئة» رد الغرب على خطوة القذافى بـ«التوبة» بتحسين علاقاته معه، وعلى الرغم من ذلك فإن القذافى ظل متمسكا بنصب يشير إلى تحطيمه طائرة أمريكية حاولت قتله بقصف مقره فى سرت فى الثمانينيات، ليكون الفيلم السادس «أصدقاء بسرعة» فى إشارة لتحسن علاقاته بالغرب سريعا.
أما الفيلم السابع فكان «أوقات عصيبة» فى إشارة لصورة ضمت القذافى ومبارك وعلى عبد الله صالح وبن على الذين تمت الإطاحة بهم أو ينتظرون ذلك، والفيلم الثامن «رجل فى النيران» وذلك فى إشارة لحرق صور القذافى فى شوارع ليبيا، والفيلم التاسع «القديم يعود جديدا» فى إشارة لإعادة الليبيين لاستخدام العلم الليبى ما قبل ثورة القذافى. واعتبرت «فورين بوليسى» أن الفيلم العاشر للقذافى كان «يتراجع ولكنه لا يموت»، فى إشارة إلى استمرار نظام القذافى حتى الآن واستخدامه للطائرات والمرتزقة لقصف شعبه، قبل أن يكون آخر أفلام القذافى هو دوره فى فيلم «الكلمات النارية» الذى رفع فيه «الكتاب الأخضر» وهدد بإعدام كل من يعارضه.