ينتمي الممثل
الكوميدي عادل إمام إلى الفئة الثالثة التي تقدم رجلا بدعم النظام وتؤخر رجلا
بتأييد الشباب، كان عادل إمام قادرا على أن ينتزع ضحكاتي عندما يظهر على الشاشة في
دور المواطن البسيط الذي ينتمي إلى ملايين البشر في مصر، يتحايل على الحياة من أجل
لقمة العيش دون أن يفقد حس الفكاهة، يتحدى الفاسدين الكبار رغم قلة حيلته وينتصر
عليهم في آخر الفيلم.
لكن عادل إمام «الهلفوت» و«المنسي» و«الغلبان» والذي أصبح
«زعيما» انتقل منذ سنوات من أداء دور هذا المواطن البسيط إلى أداء دور الوزير ورجل
الأعمال والمليونير ومدير مباحث العاصمة وبوبوس، ربما لهذا لم يعد يضحكني منذ سنوات
طويلة.
تقمص دور المثقف
المشكلة أن عادل إمام ما إن يخرج من عباءة الممثل
الكوميدي ويتقمص دور المثقف والمفكر والمتفلسف حتى يضع نفسه في مواقف «بايخة»، ففي
يوم واحد قرأت تصريحين على لسان الزعيم الأول أثناء اندلاع مظاهرات الشباب في ميدان
التحرير ويتعلق بأول إعلان يقوم به لشركة اتصالات ويقال ان الزعيم تقاضى 8 ملايين
دولار- اللهم لا حسد- وإن كان قد نفى تقاضي هذا المبلغ لكنه أكد في الوقت نفسه أن
لعابه سال للمبلغ الذي عرضته عليه الشركة لدرجة أنه بعد أن انتهى من تصوير الإعلان
في 3 ساعات فقط سألهم: «عندكم إعلان تاني».
لف على الفضائيات
أما التصريح
الثاني فقد نشرته وسائل الإعلام التي قالت إنه صادر من مكتب الزعيم وأعلن فيه
استياءه الشديد من المظاهرات التي اندلعت في العديد من المدن المصرية وهاجم
المتظاهرين فيها، وناشد الشعب المصري عدم الانسياق وراء القلة المندسة والتحلي
بالصبر! لكن الزعيم بعد أن اتضحت جدية المتظاهرين وإصرارهم أسرع باللف على
الفضائيات لينفي هجومه على المظاهرات والمتظاهرين ويعلن أن لا علم له بهذا
التصريح.
موقف متأخر
لكن يبدو ان كلمات إمام جاءت متأخرة بدليل الأنباء التي
قالت ان المتظاهرين حرقوا مسرحه في شارع الهرم، ربما لأن المتظاهرين يعرفون أن
الزعيم هو أكثر فنان مقرب من السلطة التي كانت تمده بالمئات من جنود الأمن المركزي
ليظهروا كمجاميع في أفلامه بينما يكيل لها المديح في كل مناسبة، لدرجة أن النكتة
تقول: «ان عمل جنود الأمن المركزي يتركز في قمع المظاهرات والظهور في أفلام عادل
إمام».
ولو افترضنا أنه لم ينتقد المظاهرات فعلا فلماذا لم ينزل معهم على أرض
ميدان التحرير بدلا من اللف والدوران على الفضائيات، لماذا لم يتظاهر إمام مع الناس
وفضل البقاء في قصره يعيش بعيدا عن ضوضاء وتلوث ميدان التحرير، أم إنه كان مثل
«سرحان عبد البصير» بطل مسرحيته الشهيرة «شاهد ما شفش حاجة».
حتى لا ينسا الناس موقف المهرج
وغدا أحمد السقا ومحمد هنيدى والكثير من دعاه النظام البائد