بسم الله
والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه
حذرنا المولى عز وجل من الوقوع في الفتنة في مواضع كثيرة من الذكر الحكيم.
كما حذرنا سبحانه وتعالى من ان نعتقد اننا بمأمن منها اوالاعتقاد بأن هناك
اشخاص معصومين من الوقوع فيها . فقال تعالى
الانفال (آية:25): واتقوا فتنه لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصه واعلموا ان الله شديد العقاب
ولكن كيف سنتقي الفتنة ؟ وماذا اعددنا لها ؟
وهل نحن نسير في الطريق الصحيح ؟
واذا اكتشف احدنا انه اخطأ طريق النجاة (نسأل الله العافية) هل عنده القدرة
على التصحيح علما ان اول خطوة في التصحيح هي الاعتراف بالخطأ
وكيف سنتجنب الوقوع في شيء ونحن نجهله
واذا كان صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام يكثرون من الاستعاذة من
الفتن ويحذرون من الوقوع فيها والرسول الكريم بينهم فماذا سنفعل نحن وقد
طال بنا الامد وفسدت الانفس حتى اصبح احدنا لا يأمن على نفسه من الوقوع في
الحرام وهو في عقر داره
وعندما استرجع قناعاتي منذ بدأت اتفكر بالحياة من حولي اجدني قداصدرت
الكثير من الاحكام الخاطئة على احدث واشخاص بسبب ضحالة العلم وقلة الحكمة
وسطحية التفكير والحسابات الخاطئة وهوى النفس اسأل الله تعالى العفو
والمغفرة
فهل سيأتي اليوم الذي ندرب فيه انفسنا على التفكر ولجم هوى النفس قبل ان
نتخذ القرار وهل نتوقف عن مدح فلان وسب فلان فقط لان الاول ينتمي لحزبنا او
مدرستنا الفكرية او بلدنا ولان الثاني غير ذلك
خاصة واننا نعيش في زمن تنهال علينا الفتن من كل صوب كالقذائف التي تنهال
على رؤوس المساكين في بلادنا المحاصرة حتى يفقد الحليم منا صوابه فما بالك
بقليل العلم والجاهل
وقد يأتي اليوم الذي يتطلب منا اتخاذ القرار الصائب الى الجنة او النار
وبلمح البصر كالذي يقود سيارة مسرعة وتنزلق به في حادث قد يستغرق لحظات
تتطلب منه اتخاذ قرار بوضع قدمه على الفرامل او لا في معركة لا تقبل الخطأ
فأما الموت او النجاة نسأل الله تعالى اللطف في الامتحان
اخوتي ادعو نفسي واياكم الى مراجعة النفس واخذ الحذر من الوقوع بالفتنة
واعلموا انها سلاح العدو الاول ضدنا ولنراجع قناعاتنا ولنترفق بأنفسنا
واخواننا ولنلتمس العذر لمن نعتقد انه اخطأ ونناقشه بالتي هي احسن بدلا ان
نجعل من اخلاق الجاهلية في السب والشتم منهجا لنا
وليعلم الجميع ان معظم قناعاتنا بالاحداث والاشخاص بنيناها من معلومات مستقاة من وسائل الاعلام
ومن هي وسائل الاعلام ومن ينفق بلايين الدولارات ولماذا
والله تعالى يقول في محكم التنزيل
الحجرات (آية:6): يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
ومن يتصور ان الجزيرة والعربية وغيرها من القنوات تنقل له نصف الحقيقة فأنا اقول له وبكل ثقة وعن تجربة راجع حساباتك
اننا نعيش حياة اشبه بالافلام البوليسية عندما يوحي لك المخرج الشك بأحد
ابطال الفلم وفي اخر خمسة دقائق تكتشف ان المجرم هو مدير الشرطة
وفي النهاية اود اسأل هذه الاسئلة وارجو من الجميع التفكر فيها
اولا - هل يجوز لنا سب الصحابة الذين اجتهدوا في معارضة امر لامير المؤمنين
علي رضي الله تعالى عنهم اجمعين وهو احد الخلفاء الراشدين وادى خروجهم هذا
الى مقتل العشرات من خيرة الصحابة وحفضة القران والسنة
ثانيا- هل قرات وصف الامام علي رضي الله تعالى عنه للخوارج الذين خرجوا عليه وقاتلوه بل وكفروه بقوله ( اخواننا بغوا علينا )
ثالثا- لو كنت احد الحجاج في بيت الله الحرام عام 1400 هجري عندما وقعت
الفتنة هل ستشارك قادة الفتنة او ستقاتل ضدهم او تتخذ الحياد وهل تعتقد ان
من ايدهم عن جهل يستحق حكم العلماء عليه بانه من اهل فتنة تجب عليه العقوبة
واختم بقول الامام الشافعي رحمه الله تعالى
كل رجل يؤخذ من كلامه ويرد الا صاحب هذا القبر ( واشار الى قبر الرسول عليه افضل الصلاة والسلام )