ان حكامنا كانوا القشرة العفنة في كياننا من زمن بعيد
محمد الغزالي
...الحق ان هناك اناسا يشتغلون بالدعوة الاسلامية وفي قلوبهم غل على العباد ورغبة في تكفيرهم او اشاعة السوء عنهم... غل لا يكون الا في قلوب الجبابرة والسفاحين... وان زعموا بالسنتهم انهم اصحاب دين ان فقههم معدوم وتعلقهم انما هو بالقشور والسطحيات.
القلة العاملة خير من الكثرة العاطلة
انه ليحز في النفس ان يكون لدينا اغنياء يبذلون الالوف المؤلفة في اشباع الشهوات وتجف اصابعهم عن بذل شيء في حماية الارض و العرض و الايمان و الشرف.
لقد وصل الغرب الى ما وصل اليه من حرية على جسر من الدماء والاشلاء، الما العرب فان الاسلام منحهم هذا الطراز الفريد من الحكم هدية من السماء وليتهم قدرا ما نالوا وصانوه،
ان الاستبداد السياسي -فيما راينا من قريب او بعيد -ليس عصيانا جزئيا لتعاليم الاسلام، وليس اماتة لشرائع فرعية فيه بل هو افلات من ربقته و دمار على عقيدته..! واني والله اشك في اسلام عدد كبير من حكام المسلمين، بل في اسلام عدد ممن حملوا القابا دينية لها رنين و بريق
...يجب ان يعرف ان كلمة التوحيد كما تعني افراد الله بالعبودية تعني ايضا ما يسمى في عصرنا بحقوق الانسان وكرامة الشعوب .
ان الاستبداد السياسي صنع هذه الاوضاع وحماها ..قبر تحت ترابها الاخوة الانسانية والدينية، فليس ثم الا فرد يرغب و يرهب و آخرون يزدلفون و يرتقبون ، و مراسم غريبة لوثنيات سياسية اعقد من الوثنيات التي اختلقتها الجاهليات الاولى . اما وجه اله وحكمه فشيء يجيء في المرتبة الثانية -ان جاء-...
ان عبادة القصور على امتداد العصور ديانة خسيسة خلقها الحكم الفردي و زحم محاربيها بالاقزام والافاكين ... وهي ديانة زاحمت الاسلام الحق و هزمته في ميدان الحياة العملية وجعلت العبقريات تتوارى والامعات تتكلم بصوت جهير
الطاعة العمياء لا لشيء الا لان القائد امر وامره واجب الانفاذ، فذلك منكر كبير وجهالة فاحشة لا يقرها شرع و لا عقل.
يجب الا ناخذ راينا كقضية مسلمة و لا ان نقبل كلام غيرنا دون مناقشة وتدبربل يجب ان نبحث عن الحق ونجتهد في الوصول اليه فاذا عرفناه عرفنا الرجال على ضوئه وصادقناهم او خاصمناهم على اساسه
االرجال الذين لا يكسبون نصرا للدين في مجال الحرية ليسوا اهلا لقيادة بالبقاء في اي ميدان
انني بوحي ديني وتجربتي ارفض الاستبداد السياسي جملة وتفصيلا واقرر ان المذاهب الالحادية ما تبلغ هدفها الا في غياب الدساتير الصحيحة و تزييف ارادات الامم وتمكين نفر من الفراعنة ليعبثوا بالحياة العامة كما يشتهون!! واقرر كذلك ان المنتسبين الى الدين حين يجهلون هذه الحقائق فهم اعداء انفسهم واعداء دينهم على سواء وان مقاليد الامور في ايديهم لن تكون الا ظلمات بعضها فوق بعض.
الحاكم الفرد اذا اطمان الى ان اظافره لن تقلم مضى في بطشه لا يخشى احدا والمستبد غالبا يكون من اجبن الناس وما يغريه بالظلم الا امن العقاب و لو كان في بيئة يقول قائلها :
اذا الملك الجبار صعر خده *** مشينا اليه بالسيوف نعاتبه
لفكر سبعين مرة قبل ان يضيم احدا.
افلات المجرمين من يد العدالة غير مستغرب ولكن المستغرب وجود لصوص لهم مناصب مهيبة و القاب طنانة وكلمات نافذة ..!! سرقوا شعوبهم جهرة و نمت لهم ثروات طائلة و احتبست الالسن في الحلوق فما تقدر ان توجه لهم لفظا.