نبذه عن الشاعر العربى السودانى صديق مدثر
الشاعر صديق مدثر هو بلا شك من جيل شعراء الخمسينيات حين نتحدث عن ميلاده، وعمره، فقد ولدت 1929م وهو تاريخ يتقارب فيه مولد شعراء من عصره هم: جيلي عبد الرحمن، تاج السر الحسن، محي الدين فارس، على اختلاف بيئات أولئك الشعراء والمؤثرات الخاصة والعامة لكل واحد منهم.
ولكن المؤثرات العامة المحيطة بهم لا شك أنها كانت متقاربة فقد تم فتح المدرسة التقليدية العربية الجديدة على أيدي روادها منذ البارودي، وحتى شوقي وحافظ في مصر، وبروز قادتها الأمجاد في السودان منذ عهد عبد الله عبد الرحمن الأمين، عبد الله عمر البنا ومحمد سعيد العباسي. ولقد ورث صديق مدثر وأبناء جيله ما أعطته المدرسة العربية الحديثة ممثلة في الشعراء الابتداعيين العرب في مدارسهم المختلفة، مدرسة الفجر السودانية، مدرسة الديوان المصرية، مدرسة الرابطة العلمية .. الخ.
صديق مدثر شاعر عربي وجداني حديث احتل الشعر الوجداني العاطفي، شعر الحب والتغزل بالمرأة مكانا واضحا في ديوانه (وهج المشاعر) ففي قصيدة (ضنين الوعد) يصور لنا الشاعر الحسن والجمال كمظهر لعمق الجمال المطلق، فهو هنا اقرب إلى ما هو أفلاطوني بعيد عن الإدراك الحسي:
إن يكن حسنك مجهول المدى
فخيال الشعر يرتاد الثريا
كلما أخفيته في القلب تنبئ
عنه عيناك ولا يخفي عليا
لا تقل إني بعيد في الثرى
فخيال الشعر يرتاد الثريا.
الشاعر صديق مدثر شاعر عاش حياته مع مظاهر الحياة الجديدة في السودان في أعمق مظاهرها، وهذه قصيدته المهداة إلى فنانة الشرق الكبيرة الراحلة أم كلثوم، وفيها يعبر عن عمق حبه لفن الغناء العربي، فيما تقدمه الفنانة الكبيرة كوكب الشرق حيث يقول:
يا كوكب الشرق يا أنشودة زخرت
بكل فن أصيل رائع فطن
ويح العروبة من يحدو مواكبها
نحو الخلود ومن يقوي على الزمن
كأنك النيل ريا خالدا أبدا
يعطي الحياة عطاء غير مرتهن
سيري إلى الخلد فالأفلاك في وله
إلى لقائك في الجنات من عدن