أمهات طه,,

أمهات طه
***
تختلف رواية حبوبتي "وكانت فصيحة فصاحة تقول المرحوم البروف عبد الله الطيب ذاتو" عن بقية الروايات إختلافاً بسيطاً ، حيث ذكرت حبوبتي

في معرض حديثها "حلوة معرض حديثها دي" أن أمات طه (أمهات طه) قصة تروي عظمة التكافل الإجتماعي في المجتمع السوداني في ذلك

الزمن الجميل ، زمن الحبوبات والخالات والعمات .فطه هذا كان ولدا صغيرا فقد أبويه وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره فأحتضننه خالاته الأربع

يتناوبن على رعايته والعناية به حتى جاء ذلك اليوم الذي خرج فيه طه لقضاء حاجة من حاجاته ولكنه لم يعد ، فبحثن عنه في شوارع القرية

والقرى المجاورة ولكن للأسف الشديد لم يتم العثور عليه. وأجتمع الخالات في دار إحداهن وأتفقن على أن يعاودن البحث على طه ولكن هذه

المرة بصورة منفردة ليكون البحث شاملا لكل الأماكن فاتفقن على أن تذهب كل واحدة منهن إلى جهة من جهات الدنيا الأربع ، وأقسمن ألا يعدن

إلا وطه مع إحداهن ، فذهبت الأولى إلى الشرق والثانية إلى الغرب والثالثة إلى الجنوب والرابعة إلى الشمال.

وكان ذلك اليوم الذي تفرق فيه الخالات الأربع ولم يجتمعن مرة أخرى ولم يعد طه أبدا .

ولا ايه رايك حبيبنا ربيع سمعت بقصة امهات طه دي.