الشاعر تاج السر الحسن .. كاتب أنشودة " آسيا وأفريقيا"
*****
الشاعر السوداني المبدع تاج السر الحسن (1935)انغمر في اعوام الشباب في التيار الثوري اليساري، لكنه احتفظ مع هذا باصالته الوطنية واستطاع المحافظة على هوية الثقافة السودانية في شعره . كما يعتبر تاج السر الحسن احد الشعراء العرب الذي ثبتوا اركان قصيدة التفعلية في الشعر العربي الحديث بالاضافة الى دوره في التحديث والتجديد.وارتبط الشاعر ابان وجوده في موسكو بالوسط الادبي الروسي والعربي على حد سواء . فكان له حضور في كل محفل يقام في دار الكتاب السوفيت او في جامعة موسكو ومعهد غوركي للأدب وغيرها من الاماكن التي كانت تقام فيها لقاءات ادبية واجتماعية حيث كان يلقي قصائده. ومن الطبيعي ان تربطه اواصر صداقة متينة مع ابن بلده الشاعر جيلي عبدالرحمن الذي بقي منافسا وصديقا له في آن واحد. كما نشر تاج السر الحسن الكثير من قصائده في الصحف السوفيتية آنذاك. وقد ساعدته دراسته في جامعة الازهر وكذلك في معهد غوركي للأدب على جعل اشعاره ذات لون جديد من حيث الاسلوب والمحتوى الاجتماعي. فهو ليس تقليديا ولا حداثيا حصرا. وقد تأثر بلا ريب بالشعراء الروس ولاسيما في الفترة السوفيتية بالاضافة الى دراسته في المعهد لأعمال عمالقة الشعر من بوشكين الى نيكراسوف و بلوك . وكان الشاعر مدركا لمهمته بصفته احد رواد الحداثة في الشعر في بلاده. علما ان العنصر الاجتماعي في قصائده هو الغالب كما في " قصائد من السودان" و" الاتون والنبع" و" القلب الاخضر" و" النخلة تسأل اين الناس"...الخ.
علما ان تاج السر الحسن واصل مسيرته الابداعية لدى عودته من موسكو الى السودان فنشر هناك العديد من اعماله الشعرية والنثر ومنها كتاب " الابتداعية في الشعر العربي الحديث" التي تناول فيها حركة التجديد في الشعر العربي" و" بين الادب والسياسة" و" قضايا جمالية وانسانية" ، كما نشر العديد من الاعمال الادبية المترجمة عن الروسية. وقال عن عمله الابداعي :" اعترف بأنني تأثرت بالفكر السياسي وان ذلك أثر على شعري".
وتناول العديد من الباحثين العرب والاجانب اعمال تاج السر الحسن بالدراسة والنقد وكتبت اعمال عديدة عنه لنيل الماجستير والدكتوراه.
ولد تاج السر الحسن في عام 1935 في جزيرة ارتولي في الاقليم الشمالي من السودان. وانهى دراسته في النهود –كردفان عام 1946 والقسم الابتدائي بمعهد النهود الديني عام 1950. وبعد انهاء المرحلة الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في الازهر وتخرج منها في عام 1960. ثم سافر الى موسكو والتحق بمعهد غوركي للأدب عام 1962 وتخرج منه في عام 1966 ثم واصل دراسته العالية هناك حيث حصل على الدكتوراه في عام 1970. وعمل في موسكو بالتدريس في معهد العلاقات الدولية في فترة 1967 – 1973 .
أعماله :
- الدواوين الشعرية : قصائد من السودان 1956 – القلب الاخضر 1968 – قصيدتان لفلسطين 1991 – النخلة تسأل اين الناس 1992 – الاتون والنبع 1992 و النيل والفرات وغيرها.
- المؤلفات : بين الادب والسياسة – قضايا جمالية وانسانية – الابتداعية في الشعر العربي الحديث – تراجم من الروسية.
........
انشـــــودة آسيـــــــا وأفريقيـــــــــا
***
عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمة
ويطل الفجر في قلبي على أجنح غيمة
سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة
للظلال الزرق في غابات كينيا والملايو
لرفاقي في البلاد الآسيوية .. للملايو ولباندونق الفتية
لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدة
***********
يا صحابي صانعي المجد لشعبي
يا شموعا ضوءها الأخضر قلبي
وأنا في قلب إفريقيا فدائــي
يا صحابي وعلى وهران يمشي أصدقائي
والقنال الحر يجري في دمـــائي
وعلى باندونق تمتد سمــــــــائي
يا رفاقي فأنا ما زرت يوماً اندونيسيا
أرض سوكارنو ولا شاهدت روسيا
غير اني والسنا في أرض إفريقيا الجديدة
والدجى يشرب من ضوء النجيمات البعيدة
قد رأيت الناس في قلب الملايو
مثلما أمتد كضوء الفجر يوم..
مصر يا أخت بلادي ياشقيقة
يا رياضا عذبة النبت وريقة
مصر يا أم جمال .. أم صابر
ملء روحي أنت يا أخت بلادي
سوف نجتث من الوادي الاعـادي
فلقد مدت لنا الأيدي الصديقــــة
وجه غاندي وصدى الهند العميقة
صوت طاغور المغني
بجناحين من الشعر على روضة لحن يادمشق
كلنا في الفجر والآمال شرق
*********
أنت يا غابات كينيا يا أزاهر
يا نجوما سمقت مثل المنائر
يا جزائر .. هاهنا يختلط القوس الموشى
ها هنا من كل دار .... كل ممشى
نتلاقى كالرياح الآسيوية.. كأناشيد الجيوش المغربية
أغني لرفاقي في البلاد الآسيوية
للملايو ولباندونق الفتيـــــــة