ملامحه تكاد تختفى خلف لون الطلاء الأصفر، لا ينشغل بما يردده من حوله ممن هم فى مثل سنه متهكمين على ما يقوم به، فقط همه الأول أن ينجز مهمته فى طلاء السور المقابل لمنزله، ترك محمود حسين، الطالب بالصف الثانى الإعدادى حقيبته على الرصيف بعد أن شاهد تجمعاً للأهالى الذين حملوا المقشات والمنظفات لتجميل المنطقة، فأقدم دون تردد وارتدى «تى شيرت» وزعته إحدى الجمعيات الخيرية بعزبة خير الله، وبدأ هو الآخر القيام بمهمة الطلاء دون أن يشعر بالكلل أو الملل مما يقوم به، وحسب قوله «شباب ميدان التحرير مش أحسن مننا، لازم نتعلم منهم ونعمل زيهم فى منطقتنا، المهم نحس إننا بنغير للأحسن»، جاءت مشاركة «محمود» ضمن فعاليات حملة أطلقتها جمعية «خير وبركة» الخيرية التى تولت شراء الأدوات اللازمة لتجميل المنطقة لمساعدة أهالى المنطقة فى تغيير سلوكياتهم البيئية.
ثناء السيد، مديرة حضانة الشروق فى المنطقة، جمعت الأطفال ليمروا على أفراد الحملة المتجولين بين شوارع «خيرالله» حاملين علم مصر يرددون الأغانى الوطنية، وقالت: «أردنا أن يتعلم الأطفال منذ صغرهم أهمية الحفاظ على المنطقة ونظافتها».
شرحت أميرة فانوس، أحد أعضاء الجمعية، خطتهم لتنظيف الشوارع وقالت: «قسمنا المنطقة إلى ٤ نقاط رئيسية يتجمع عندها المشاركون فى الحملة وهى شوارع النجاح ومجد الإسلام والعدوى وشعلان، وهى شوارع معروفة للسكان، وأحضرنا المقشات وعربات لحمل القمامة، وهدفنا فى النهاية هو عودة انتماء الأهالى إلى منطقتهم».
