محمدالعابد من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2351 نقاط : 3681 تاريخ التسجيل : 07/04/2010 العمر : 70 الموقع : القاهره
| موضوع: فتح مكة – رمضان في السنة الثامنة الأحد يناير 23, 2011 10:53 pm | |
| فتح مكة – رمضان في السنة الثامنةوتتوالى بشائر الخير في شهر الخير، ففي رمضان من السنة الثامنة من الهجرة، فتحت مكة، وطهرها الله تبارك وتعالى من الشرك والاستكبار. وسبب هذا الفتح العظيم أن قريشا نقضت عهد الموادعة مع رسول الله r الذي عقدوه في الحديبية ، حيث أعانت قريش حلفاءها بني بكر في الإغارة على خزاعة حلفاء النبي r، وقتلوا منهم أناساً، فلما علم النبي r بما صنعت قريش وبنو بكر بحلفائه قال: «لأمنعنكم مما أمنع نفسي منه ». ثم إن قريشا ندمت على ما فعلت، حين لا ينفعها الندم، فأرسلوا أبا سفيان بين حرب إلى المدينة لتثبيت الصلح فلم يجد
جواباً من أحد، فرجع بخفي حنين.
أما الرسول r فإنه تجهز للسفر، وبعث إلى من حوله من العرب، وهم: أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع، وسليم، وطوى الأخبار عن الجيش كيلا تعلم قريش.
ثم سار بالجيش، وكان عشرة آلاف مجاهد، وولي على المدينة عبد الله بن أم مكتوم.
ولما كان في أثناء الطريق لقيه عمه العباس بأهله وعياله مسلماً، ثم لقيه عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وابن عمته عبد الله بن أبي أمية، وكانا من أشد أعدائه فأسلما، فقبل منهما.
ولما بلغ رسول الله r مكانا يسمى (مر الظهران) قريبا من مكة، أمر الجيش فأوقدوا عشرة آلاف نار، وجعل على الحرس عمر بن الخطاب t.
وقد جاء في صحيح البخاري: لما سار رسول الله r عام الفتح، فبلغ ذلك قريشاً، خرج أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء، يلتمسون الخبر عن رسول الله r، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران، كأنها نيران عرفة، فقال أبو سفيان: ما هذه ؟ لكأنها نيران عرفة. فقال بديل بن ورقاء: نيران بني عمرو. فقال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك. فرآهم ناس من حرس رسول الله r، فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله r، فأسلم أبو سفيان. فلما سار قال النبي r للعباس: «احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين ».
فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي r، تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرت كتيبة، فقال: يا عباس! من هذه ؟ قال: هذه غفار. قال: مالي ولغفار.، ثم مرت جهينة فقال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم، فقال مثل ذلك. ومرت سليم فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها. فقال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار، عليهم سعد بن عبادة معه الراية.
فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان اليوم تستحل الكعبة. فقال أبو سفيان: يا عباس! حبذا يوم الذمار. ثم جاءت كتيبة – وهي أقل الكتائب – فيهم رسول الله r وأصحابه، وراية النبي r مع الزبير بن العوام. فلما مر رسول الله r بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال: «ما قال؟» قال: قال كذا وكذا. فقال رسول الله r «كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسى فيه الكعبة» وأمر رسول الله r أن تركز رايته بالحجون.
وأمر r يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كَداء، ودخل النبي r من كُدا، فقتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان: حبيش بن الأشعر، ورز بن جابر الفهري.
وقال عبد الله بن مغفل: رأيت رسول الله r يوم فتح مكة على ناقته، وهو يقرأ سورة الفتح. وعن ابن مسعود t قال: دخل النبي r مكة يوم الفتح، وحول البيت ستون وثلاثمائة نصبًا، فجعل يطعنها بعود في يده
ويقول: }وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ{
[الإسراء:81]،
}جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ{
[سبأ:49].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله r لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل، في أيديهما من الأزلام، فقال النبي r: «قاتلهم الله، لقد علموا ما استقسما بها قط» ، ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت، وخرج ولم يصل فيه
ثم أمن الرسول r أهل مكة، ونادى مناد بأمر الرسول r: «من دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن»، واستثنى أشخاصاً أهدر الرسول r دمهم، لمساوئهم التي لا تحصى.
ثم جلس النبي r في المسجد، والأبصار خاشعة إليه، لترى ما هو فاعل بمشركي مكة أعدائه، الذين آذوه، وأخرجوه من بلاده، وقاتلوه، وهموا بقتله مراراً، ثم قال: يا معشر قريش ! ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً؛ أخ كريم، وابن أخ كريم فقال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، ثم ابتدأ الناس يبايعون رسول الله r على الإسلام ، لما رأوه من كريم خصاله وجميل عفوه وسماحة نفسه. وبهذه الفتح المبين، تم نصر الله، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وعاد بلد الله بلداً إسلاميا، أعلن فيه بتوحيد الله وتصديق
رسول وتحكيم كتابه، وصارت الدولة فيه للمسلمين، واندحر الشرك وتبدد ظلامه، ولله الحمد، وذلك من فضل الله على عباده إلى يوم القيامة
| |
|