ردود أفعال واسعة حول تعرض مصريين للتعذيب على يد ضابط ليبى.. قبائل القطعان بمطروح ترفض التنازل عن حقها.. وتصعيد قضائى وحقوقى ضد المتورطين فى الواقعة.. ومخاوف من ردود انتقامية ضد الليبيين أعلنت قبائل القطعان أكبر قبائل مطروح المرابطة على الحدود الغربية بمدينة السلوم وسيدى برانى رفضها التام التنازل عن حق اثنين من أبنائها تعرضا لتعذيب مهين على يد ضابط برتبة عقيد بقوات حرس الحدود الليبية قام بتجريدهما من ملابسهما، وضربهما وصفعهما، وتوجيه شتائم بألفاظ خارجة لهما، وذلك خلال الواقعة التى كشف عنها مقطعا فيديو قام أحد الجنود الليبيين بتصويرهما وتسريبهما.
وأكد النائب عبدربه عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب أن ما تعرض له اثنان من المصريين من أبناء مطروح على يد الضابط الليبى يعد انتهاكاً صارخا لكرامتهما، ولحقوق الإنسان، وأنه سيلتقى غداً بالشابين اللذين تعرضا للتعذيب فى حضور بعض قيادات من قبيلة القطعان للوقوف على جميع أبعاد الواقعة استعداداً لتقديمه طلب إحاطة بمجلس الشعب حول الواقعة.
من جانبه أكد صالح عطية بشير المحامى، والذى يتبنى القضية أن عمدة ومشايخ وقيادات قبائل القطعان رفضوا التصالح والتنازل عن حق ابنيهما اللذين تعرضا للتعذيب والمهانة، حيث حاولت بعض الأطراف التدخل لاحتواء الأزمة عرفيا كما هو متبع بين القبائل البدوية، سواء فى مصر أو ليبيا أو بين قبائل الدولتين. وأضاف بشير أنه يتم حاليا الإعداد للتصعيد ضد العقيد جمعة تنتوش الذى قام بعملية التعذيب قضائيا، وكذلك اللجوء لمنظمات حقوق الإنسان المصرية والدولية.
ومن ناحيته أكد مهدى العمدة أحد قيادات قبيلة القطعان بالسلوم أنه من الممكن أن يتنازلوا عن حق الدم فى قضايا القتل أو أى تجاوز آخر طبقا للأعراف البدوية، ولكن لا تنازل عن حق أبنائنا، وعن كرامتنا التى امتهنت عندما تم انتهاك كرامتهما، وتعرضا للإهانة والإذلال على يد ضابط ليبى لم يراع فيهم ضميرا أو دينا، ولا أخلاقا، وهو يعلم أنه لا يحق له ذلك ولو ارتكبا جرما.
كما أكدت مصادر قبلية أن هناك مساعٍ لعدد من شيوخ القبائل المصرية والليبية لاحتواء الأزمة فى ظل الروابط الاجتماعية بين قبائل البلدين، وخوفا من وقوع ردود أفعال غاضبة، وانتقامية تجاه الضابط الليبى أو أى من قبيلته على يد شباب القبيلة الغاضبين.
على جانب آخر علم "اليوم السابع" من أحد قيادات قبيلة القطعان أن "صلاح.س.ف" أحد الشابين اللذين تعرضا للتعذيب خضع لاستجواب ومناقشة مطولة من الأجهزة الأمنية بمطروح حول الواقعة وتفاصيلها، بينما من المقرر وصول الشاب الثانى (ك) من ليبيا خلال اليومين المقبلين بعد أن قامت قبيلته باستدعائه بعد اكتشاف ما تعرض له من تعذيب، ورفضها الإفصاح عن اسمه كاملاً حتى يعود إلى مصر خوفا من تعرضه لضغوط أو مشاكل هناك عقب الإعلان عن تصعيد القضية.