الدول العربية هي الأشد بخلا بين دول العالم وخاصة فيما يتعلق بالقضايا المصيرية..باتت هذه المعلومة حقيقة مؤكدة، ولندع الأرقام تتحدث ..، ، تنفق الدول العربية ثلاثة ملايين دولار سنويا على دعم صندوق الأقصى، بينما تخصص نفس الدول 16 مليار دولار سنويا لإنتاج الكليبات الراقصة والأغاني ،وعلى الجانب الآخر ترصد إسرائيل ملياراً ونصف المليار دولار سنويا لعمليات تهويد القدس . هذا الوضع المخزي وصفه الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلاميةداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بقوله :"إن الأنظمة العربية والإسلامية شركاء في جريمة تهويد القدس وتدمير الأقصىفما يصل إليها من أموال لدعم القضية والدفاع عن المسجد وعن بقاء القدس عربيةوإسلامية لا يكفي لإحياء حفل لمطربة من نجمات الصف الثاني" . وعلق على هذا الوضع المخجل وتلك الأرقام الصادمة ، د/ عمار علي حسنمدير مركز الدراسات السياسية بالشرق الأوسط :"إنها مسألة واضحة وفي غاية البساطة حيث أن الإنفاق على الأغاني والأفلاممرتبط ارتباطا عضويا بشركات أجنبية تعمل ضد مصلحة الأقصى " ويضيف : " أصبح من المعروف أن طبقة رجال الأعمال الجدد لهم مصالحهم مع الغربوأمريكا وإسرائيل أكثر من العالم العربي، مثلا الأمير الوليد بن طلال له مصلحة في التعامل مع اليهود والأمريكان أكثر من مصلحته مع الفلسطينيين،وبالتالي أصبح من الطبيعي الإنفاق على الكليبات والأفلام وتجاهل القدس ماديا ومعنويا " . ـــــــمخطط الإلهاء
طلعت رميح
ويسخر الكاتب الصحفي يحيى قلاش من الوضع القائم بقوله: "إن الثلاثة ملايين التي تُنفق في دعم صندوق الأقصى رقم كبير جدا،لأن الأقصى ليس في بال أحد إلا من تمسك بالعقيدة ورسخ في قلبه الإيمان، لكن أصحاب القرار في أمتنا العربية والإسلامية ليس في بالهم الأقصى نهائيا". وأضاف: "إذا نظرنا إلى حال الدول العربية الكبرى مثل مصرنجد أن حرب الإلهاء الكبيرة التي تحيط بالناس ليست محض صدفة،وأصبح الناس مشغولين بقضايا أخرى بداية من شذوذ الفنانين إلى المعارك بين شوبير ومرتضى منصور،ومن كأس العالم للشباب إلى مباراة مصر والجزائر والتركيز الإعلامي الكبير عليها وكأنها حرب،بالإضافة إلى غياب الرؤية العامة والقيادة العامة والمشروع العام الذي يصب عليه اهتمام الناس " . واردف يقول انه من المؤكد أن الثلاثة ملايين دولار المرصودة للأقصىليس لهم علاقة بأي جهة رسمية في أي دولة عربية أو إسلامية،ومن تبرعوا بها هم من أهل الخير الذين مازالوا يذكروا الأقصى وسط هذه الفوضى العارمة. ويلفت قلاش النظر إلى أن القضية الفلسطينية يتم حاليا تصفيتها وبيعها لإسرائيل وأمريكا،ويقول : " ان الوطن العربي يغلي ونحن في سبات عميقفأين نحن مما يحدث في اليمن والسودان والعراق والصومالبجانب قضية منابع النيل واحتمال دخول مصر حرب مياه وشيكة..كل ما يحدث حولنا شيء مؤسف وكارثي وعلينا أن نعتمد على الله والأمة ولا نراهن أبدا على أي نظام أو دولة أو مؤسسة رسمية،لأن في ذلك خداع للنفس وضياع للمستقبل ". ـــــــ تركيا .. الملاذ الأخير
وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
شن مؤخرا هجوما عنيفاً على القيادات الفلسطينية والدول العربية
نتيجة عدم التحرك لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى،
مطالباً رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان بالتحرك لنصرة القدس.
وقال مشعل في خطاب ألقاه أمام قادة الفصائل الفلسطينية بالعاصمة السورية دمشق:
"لأول مرة في التاريخ يمنع الآذان في المسجد الأقصى
وكذلك للمرة الأولى تغلق مداخل الحرم القدسي الشريف".
وأضاف: "ما العدو الصهيوني حاليا لا يعتبر نهاية المطاف،
يريدون تقسيم الأقصى كما سبق وأن قسموا الحرم الإبراهيمي في الخليل
لإقامة طقوسهم وبناء هيكلهم المزعوم".
ودعا مشعل الشعوب العربية والإسلامية إلى مسيرات غاضبة تضامناً مع الأقصى،
وقال: "إنها معركة مباركة ضد العدو الصهيوني المغتصب وإن الله سبحانه وتعالى يقف معنا".
ووجه رسالة إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
ناشده فيها إنقاذ ونصرة الأقصى، قائلا :
" الدولة العثمانية لها ميراث في القدس والأقصى المبارك وأناشدك
يا أردوغان أن تنقذ حرمة المسجد الأقصى".
كما طالب بتعليق مبادرة السلام العربية مع إسرائيل ،
وأشار إلى أن العرب "يتعاطون أدوية مخدرة لا تؤدي سوى إلى الفشل السياسي" ،
مطالبا إياهم بالوقوف عند مرحلة "لا حرب ولا سلام" حتى لا يخسروا أنفسهم .
__________________