بعد مايزيد على عشرة أيام على نشر ترجمة لمقتطفات من مذكرات الرئيس الأمريكي جورج بوش، والتي كشف فيها عن أن الرئيس مبارك قال له قبيل غزو العراق أن صدام حسين يمتلك أسلحة بيولوجية، خرج أخيرا المتحدث باسم رئاسة الجمهورية لينفي ما ذكره بوش في مذكراته.
وقال السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية- الأحد- أن الرئيس مبارك على عكس ما جاء في مذكرات بوش حذر الرئيس الأمريكى والعديد ممن إلتقاهم من المسئولين الأمريكيين من الإقدام على غزو العراق لما يمثله ذلك من مخالفة جسيمة للشرعية الدولية..كما حذر من أن الغزو لن يكون مهمة سهلة لأنه سيواجه بمقاومة عنيدة يستخدم فيها العراق كل ما فى حوزته من أسلحة وعتاد، على حد قول المتحدث باسم الرئاسة.
وكشف عواد عن أن مبارك وجه الدعوة -قبيل الغزو- للرئيس جورج بوش الأب لزيارة مصر، حيث نقل إليه ذات التحذير والمخاوف من الغزو مبديا تطلعه لنقلها للرئيس جورج بوش الإبن لإثنائه عن مواقفه، وإن لم يوضح المتحدث ما إذا كان بوش الأب قد نقل تحذيرات مبارك لنجله أما لا.
وأوضحت تصريحات عواد أن علاقة جيدة كانت تجمع بين بوش الأب والرئيس مبارك، عندما قال بأن الرئيس المصري نصح الرئيس الأمريكي بعد انتهاء حرب "عاصفة الصحراء" عام 1991 بألا يغزو العراق عقب انتهاء تحرير الكويت في بداية التسعينات عندما عبر له بوش الأب عن ذلك، وقال عواد أن مبارك نصح بوش الأب حينها بألا يفعل ذلك حتى لايتحول من "محرر للكويت" إلى "غاز للعراق".
ولم يوضح عواد في تصريحاته الأسباب التي دفعت بوش للقول بأن مبارك قال له بأن صدام حسين يمتلك أسلحة بيولوجية، وعما إذا كانت الرئاسة المصرية ستتخذ موقفا قانونيا أو سياسيا تجاه ما قاله بوش من "إدعاءات".
وكان الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، قد فجر مفاجأة كبيرة في مذكراته الصادرة بعنوان "لحظات القرار" عندما أقر بأن الرئيس مبارك قال لتومي فرانكس القائد الأسبق للقيادة الوسطي للجيش الأمريكية والذي قاد حرب العراق، بأن صدام حسين لديه أسلحة بيولوجية وسيهاجم أمريكا في أقرب وقت.
وبحسب جريدة السفير اللبنانية التي نشرت مقتطفات من مذكرات الرئيس الأمريكي السابق، فإن بوش كتب نصا في مذكراته أن "الرئيس المصري حسني مبارك أطلع الجنرال تومي فرانكس على أن العراق لديه أسلحة بيولوجية وأنه سيقوم باستخدامها ضد قواتنا بكل تأكيد (قبل غزو العام 2003).
ورفض مبارك التصريح بذلك الاتهام علنا خشية إثارة الشارع العربي. ولكن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها من قائد في منطقة الشرق الأوسط يعرف صدام جيدا كان لها تأثير على تفكيري. وكما كانت هناك مخاطر ترتبط بالقيام بتحرك، فإن عدم القيام بتحرك كان أيضا ينطوي على مخاطر: فامتلاك صدام لأسلحة بيولوجية كان يمثل تهديدا خطيرا لنا جميعا".
وإذ كانت مذكرات بوش قد كشفت العديد من المعلومات والأسرار عن طبيعة العلاقة بينه وبين العديد من القادة العرب، فمن المتوقع أن تكشف أول ترجمة عربية لمذكرات الرئيس الأمريكي السابق عن المزيد من الأسرار والمفاجآت، فمن يمكل الجرأة ويفوز بسبق الترجمة ويفعلها؟.