المواضيع الأخيرة | » حفلات الشيخ ياسين التهامى mp3 للتحميل , تحميل حفلات ياسين التهامىالسبت مارس 30, 2024 2:48 pm من طرف الزقم » تحميل كتاب شمس المعارف , كتاب السحر الأسود , بحجم 32 ميجا تحميل السبت مارس 30, 2024 2:26 pm من طرف الزقم » كتاب ( نهايـــــــة العالــــــم ) للدكتور ‘‘ محمد العريفي ‘‘ من أغرب الكتب وأكثرها مبيعا للتحميل المباشر وعلى اكثر من سيرفر علامات الساعة بالصور والخرائطالإثنين أبريل 10, 2023 5:37 pm من طرف الزقم » كلما ابتعدناالخميس نوفمبر 19, 2020 12:46 pm من طرف ربيع محمد » تحميل جميع البومات ام كلثوم الإثنين ديسمبر 16, 2019 10:36 pm من طرف نبيل سويلم » فيلم القشاش بصيغة 3gp للهواتف المحموله برابط مباشرالخميس نوفمبر 28, 2019 4:40 pm من طرف sjody » المقادير لابن الباديهالخميس أكتوبر 24, 2019 7:53 am من طرف ربيع محمد » تحميل نغمة سلام قول من رب رحيم , نغمة لطفى لبيب سلام قول من رب رحيم للتحميلالخميس أكتوبر 17, 2019 9:41 pm من طرف الزقم » 1000 لعبة من العاب الاتارى بتاعة زمان تعمل على اى جهاز للتحميل على سيرفرات متعددهالخميس أكتوبر 17, 2019 8:59 pm من طرف الزقم » سفينتى*سفينة الحب*السلطان العاشقالخميس أكتوبر 03, 2019 6:27 pm من طرف عماد الصغير |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع | |
body onbeforeprint="onbeforeprint()" onafterprint="onafterprint()"onselectstart="return false" oncontextmenu="return false"> |
|
| اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
اسلام راكب درجه اولى
الجنس : عدد المساهمات : 693 نقاط : 1128 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 3:19 pm | |
| من الصعب جدا" تعريف أو تفسير الحب أو مفهومه أو معناه الحقيقي الصحيح برغم من أننا نعتقد أننا نعرفه جميعا. ولكن إذا سالت أي شخص ما هو الحب؟ سيتعثر في الكلام ولن تجد الإجابة الحقيقية والصحيحة الكاملة أو الواضحة. و لكن لا خلاف أن الحب يعتبر أقوى حالات الانفعال التي تتفجر في النفس
الحب ظاهرة إنسانية عظيمة وهي متأصلة في النفوس الإنسانية وقد اختلف البشر على أنواعهم عامة وخاصة في ماهية الحب وتعريفه التعريف الاسمي إذ انه يمثل حالة خاصة من حالات النفس الإنسانية. الحب ، هذا الرابط العجيب الذي يضمن التضامن والتعاضد ما بين الأشخاص أزواجا كانوا أم أصدقاء أم رفاقا أو بينهم صلة رحم أو حتي جيران أي في الطبيعي ومن المفترض أن يهيمن الحب على أي علاقة إنسانية
فهناك حب الوطن و هو الذي يجعلك شمعة تذوب كي يعيش الآخرون و كذلك حب الأم وقبل كل ذلك حب الخالق فنحن نقف جميعا مع الحب ضد الكراهية والعنف الذي لا يخلف إلا الدمار.... و ما أحوج عالمنا الحالي إلى الحب
و في الحقيقة في موضوعي لن أتكلم عن أشكال الحب السابقة و لكن سأتكلم و بالتحديد عن الحب العذري الذي يكون بالقلب دون الجوارح ما هو الحب العذري ... نقي .. طاهر .... حب للجوهر والقلب .... لماذا أطلق عليه هذا الاسم هل لأنه لا يرتبط بالجسد في الحقيقة [size=21]للتسمية أصل تاريخي
وهو نسبة إلي قبيلة عذرة في أيام بني أمية ونسب إليها، واشتهرت به وبكثرة عشاقها المتيمين الصادقين في حبهم، المخلصين لمحبوباتهم، الذين يستبد بهم الحب، ويشتد بهم الوجد، ويسيطر عليهم الحرمان، حتى يصل بهم إلى درجة من الضنى والهزال كانت تفضي بهم في أكثر الأحيان إلى الموت، دون أن يغير هذا كله من قوة عواطفهم وثباتها، أو يضعف من إخلاصهم ووفائهم، أو يدفعهم إلى السلو والنسيان.
وقديماً قال رجل منهم : "لقد تركت بالحي ثلاثين قد خامرهم السل وما بهم داء إلا الحب". عذرة لم تنفرد وحدها من بين القبائل العربية بهذا اللون من الحب، وإنما ظهر أيضاً في غيرها من القبائل كقبيلة بني عامر حيث ظهر مجنون ليلى قيس بن الملوح، وقبيلة بني كنانة حيث ظهر قيس بن ذريح صاحب لبنى.
تاريخنا ملئ بقصص الحب التي تجعلك تشعر عند قرأتها أنهم مختلفون و أحيانا تشعر أن ما كتبه التاريخ مبالغ فيه
و سوف أبدأ بعرض أشهر هذه القصص تباعا بعون الله و لكن قبل عرض هذه القصص لابد من طرح سؤال قد يدور في ذهن الكثير لماذا طرح هذا الموضوع و خصوصا كلمة الحب كلمة حساسة يخاف أن يتطرق لها الكثير و الأسباب التي دفعتني لعرض هذا الموضوع هي 1- أنه جزء من تاريخنا 2- عقد مقارنة ذهنية سريعة بين هذه القصص و بين ما يحدث في الطرقات و علي الهواتف و شرائط الشات في المحطات الفضائية و يسمونه حبا في الحقيقة أن ما يحدث الآن تحت مسمي الحب أصبح مستفز فأحببت أن أعرض نماذج مختلفة لا يعرف عنها الكثير إلا مسميات 3- في كل قصة عبرة و عظة تحتضنها مشاعر الحب و سنحاول بعون الله استخلاصها و إلقاء الضوء عليها [/size] [size=21]عنترة و عبلة
ظل عنترة يثير خيالنا وأحاسيسنا ويرجف قلوبنا بقصته الأسطورية الجميلة، وبصفاته الأخلاقية الرفيعة، وبشعره العظيم المليء بصور جميلة أخاذة، وأوصاف دقيقة بديعة، وتعبيرات بليغة محكمة وبسيطة في الوقت نفسه. ومن يقرأ قصة عنترة لابد أن يتعاطف مع آلامه وصراعه العادل من أجل الحرية. يعتبر عنترة أحد الفرسان المشهورين..
هي أشهر قصص "المتيمين" الجاهليين هي قصة تستمد شهرتها من ناحيتين : من شهرة صاحبها الفارس الشاعر البطل، ثم من القصة الشعبية التي دارت حولها.
وعلى الرغم من شهرة هذه القصة، وعلى الرغم من ضخامة القصة الشعبية التي دارت حولها وكثرة التفاصيل والحواشي بها، فإن المصادر القديمة لا تمدنا بكثير من تفاصيلها، ولكنها في إطارها العام قصة ثابتة لا شك فيها بدلالة شعر عنترة الذي يفيض بأحاديث حبه وحرمانه.
نشأة لا تولد شاعر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
نشأ عنترة العبسي من أب عربي هو عمرو بن شداد، وكان سيدا من سادات قبيلته، وأم أجنبية هي زبيبة الأمة السوداء الحبشية، وكان أبوه قد سباها في بعض غزواته.
وسرى السواد إلى عنترة من أمه، ورفض أبوه الاعتراف به، فاتخذ مكانه بين طبقة العبيد في القبيلة، خضوعا لتقاليد المجتمع الجاهلي التي تقضي بإقصاء أولاد الإماء عن سلسلة النسب الذهبية التي كان العرب يحرصون على أن يظل لها نقاؤها، وعلى أن يكون جميع أفرادها ممن يجمعون الشرف من كلا طرفيه : الآباء والأمهات، إلا إذا أبدى أحد هؤلاء الهجناء امتيازا أو نجابة فإن المجتمع الجاهلي لم يكن يرى في هذه الحالة ما يمنع من إلحاقه بأبيه.
حانت الفرصة
أغار بعض العرب على عبس وأستاقوا إبلهم فقال له أبوه: كُرّ يا عنترة فقال: العبدُ لا يحسن الكَرّ إنّما يحسنُ الحِلاب والصّر فقال له أبوه: كُرّ وأنت حُر فهب عنترة كالإعصار يدفعه حب للحرية إلى فعل المستحيل. فهزم الأعداء ورد الإبل فادّعاه أبوه وألحقه بنسبه. استطاع بشجاعته أن يحقق حريته التي طالما حلم بها .
يجمع بين عنفوان القوى و رقة المحب !!!!!!!!!!!!!!!!!!
كان الأبطال يخشون نزاله. وأصبحت شجاعته أسطورة يرددها العرب إلى يومنا هذا. أحب عنترة عبلة بنت عمه مالك بن قراد العبسي، وتقدم عنترة إلى عمه يخطب إليه ابنته، ولكن اللون والنسب وقفا مرة أخرى في طريقه، فقد رفض مالك أن يزوج ابنته من رجل يجري في عروقه دم غير عربي، وأبت كبرياؤه أن يرضى بعبد أسود مهما تكن شجاعته وفروسيته زوجاً لابنته العربية الحرة النقية الدم الخالصة النسب.
هل يعجز المحب ؟
يقال إن عمه طلب منه تعجيزاً له وسدا للسبل في وجهه ألف ناقة من نوق الملك النعمان المعروفة بالعصافير مهراً لابنته، ويقال إن عنترة خرج في طلب عصافير النعمان حتى يظفر بعبلة، وأنه لقي في سبيلها أهوالا جساما، ووقع في الأسر، وأبدى في سبيل الخلاص منه بطولات خارقة، ثم تحقق له في النهاية حلمه، وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفاً من عصافير الملك النعمان.
محاولة لتخلص منه
ولكن عمه عاد يماطله ويكلفه من أمره شططا، ثم فكر في أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر رأس عنترة.
نهاية غير معروفة
ثم تكون النهاية التي أغفلتها المصادر القديمة وتركت الباحثين عنها يختلفون حولها، فمنهم من يرى أن عنترة فاز بعبلة وتزوجها، ومنهم من يرى أنه لم يتزوجها، وإنما ظفر بها فارس آخر من فرسان العرب.
وفي أغلب الظن أن عنترة لم يتزوج عبلة، ولكنه قضى حياته راهبا متبتلا في محراب حبها، يغني لها ويتغنى بها، ويمزج بين بطولته وحبه مزاجا رائعاً جميلاً.
وهو يصرح في بعض شعره بأنها تزوجت، وأن زوجها فارس عربي ضخم أبيض اللون، يقول لها في إحدى قصائده الموثوق بها التي يرويها الأصمعي :
إما تريني قد نحلت ومن يكن ** غرضاً لأطراف الأٍنة ينحل فلرب أبلج مثل بعلك بادن ** ضخم على ظهر الجواد مهبل غادرته متعفرا أوصاله ** والقوم بين مجرح ومجدل
بعد المصادر تروي أنه ظفر بها فعلا و تزوجها و لم تنجب له أولادا اختلفت النهاية و لكن المؤكد أن عنترة قد تفرد بحبه لعبلة وكان هذا التفرد من خلال قصائده ومعلقاته التي لم تكد تخلو من ذكر محبوبته عبلة، وذكر اسم الحبيبة علنا في القصائد لم يكن أمرا مألوفا فيما مضى، وبذلك خرج عنترة عن المألوف وتحدى سلطة مجتمعه وقبيلته. وحب عبلة كان له تأثير عظيم في نفس عنترة وشعره، وهي التي صيرته بحبها، ذلك البطل المغامر في طلب المعالي، وجعلته يزدان بأجمل الصفات وأرفعها، وهي سبب تلك المرارة واللوعة اللتين ربما لم تكونا في شعره لولا حرمانه إياها، وأصبح الحبيب الصادق في حبه، وبذلك خلد أسطورة الحب الصادقة إلى يومنا هذا.
أحب هذا البيت جدا من شعر عنترة
ولقد ذكرتك والرماح نواهلُ مني، وبيضُ الهند تقطرُ من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرِك المتبــــــــــــــــسمِ
ومضات في قصة عنترة
لقد سلك عنترة من حيث علم أم لم يعلم طريقين يقودان المرء إلى التميز :
1- القرار الشجاع الذي ينقل الإنسان من الثرى إلى الثريا , ومن ملامسة التراب إلى معانقة السحاب 2- الحرية التي تقود إلى الإبداع 3- السعي في تحقيق ما يريد و ليس البكاء خلف الجدران
ملاحظة هامة : إن العوائق و الموانع التي واجها عنترة في حبه و أسباب رفض عمه للزواج لم تنتهي مازالت موجودة حتي الآن فيتم الزواج حسب العرق و النسب و القبائل و لكن الذي اختفي فعلا من عالمنا اليوم هو عنترة ..................... يتبع[/size] | |
| | | اسلام راكب درجه اولى
الجنس : عدد المساهمات : 693 نقاط : 1128 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: رد: اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 3:31 pm | |
| عروة و العفراء
مشاعر طبيعية
كان عروة يعيش في بيت عمه والد عفراء بعد وفاة أبيه، وتربيا مع بعض وأحبا بعضهما وهما صبيان. فقد ربط الحب بين القلبين الصغيرين منذ طفولتهما المبكرة، وشب مع شبابهما. فلما شب عروة تمنى عروة أن يتوج الزواج قصة حبهما الطاهرة، فأرسل إلى عمه يخطب إليه عفراء.
[size=16]عقبة المال
ووقف المال عقبة في طريق العاشقين، فقد غالت أسرة عفراء في المهر، وعجز عروة عن القيام به. وألح عروة على عمه، وصارحه بحب عفراء، ولأنه كان فقيرا راح والدها يماطله ويمنيه الوعود، ثم طلب إليه أن يضرب في الأرض لعل الحياة تقبل عليه فيعود بمهر عفراء. ولم يكذب عروة خبرا، وانطلق من غده بحثاً عن المال، وعاد وجيبه عامر بالمهر وما يزيد ، فقد تيسر له ما كان يسعى إليه، والأمل يداعب نفسه، ويرسم له مستقبلا سعيداً يجمع بينه وبين عفراء.
عاد بالمال و لكن !
وفى أرض الوطن يخبره عمه أن عفراء قد ماتت، ويريه قبراً جديداً ويقول له إنه قبرها. وتتحطم آمال عروة، وينهار كل ما كان يبنيه لأيامه المقبلة، وترتبط حياته بهذا القبر، يبثه آلامه، ويندب حظه، ويبكي حبه الضائع ومأساته الحزينة، ويذيب نفسه فوق أحجاره حسرات ودموعاً، فقد فقد حبيبته ورفيقة صباه.
عفراء تعود للحياة
ثم تكون مفاجأة لم يكن يتوقعها، لقد ترامت إليه أنباء بأن عفراء لم تمت، ولكنها تزوجت. فقد قدم أموي غني من الشام في أثناء غيبته، فنزل بحي عفراء، ورآها فأعجبته، فخطبها من أبيها، ثم تم الزواج رغم معارضتها، ورحل بها إلى الشام حيث يقيم.وتثور ثائرة عروة، ويصب جام غضبه على عمه الذي خدعه مرتين:
خدعه حين مناه عفراء، ودفع به إلى آفاق الأرض البعيدة خلف مهرها، ثم خدعه حين لفق له قصة موتها، وتركه فريسة أحزانه ودموعه، فمضى يهجوه :
فيا عم يا ذا الغدر لازلت ** مبتلي حليفا لهم لازم وهوان غدرت وكان الغدر منك سجية ** فألزمت قلبي دائم الخفقان وأورثتني غما وكربا وحسرة ** وأورثت عيني دائم الهملان فلازلت ذا شوق إلى من هويته ** وقلبك مقسوم بكل مكان
يذهب عروة إلي العفراء في منزلها ؟
وانطلق عروة إلى الشام، ونزل ضيفاً على زوج عفراء والزوج يعرف أنه ابن عم زوجته ولا يعلم بحبهما بطبيعة الحال، ولأنه لم يلتقي بها بل بزوجها فقد راح هذا الأخير يماطل في إخبار زوجته بنبأ وصول ابن عمها. ففكر عروة في حيلة عجيبة، فقد ألقى بخاتمه في إناء اللبن وبعث بالإناء إلى عفراء مع إحدى الجواري. وأدركت عفراء على الفور أن ضيف زوجها هو حبيبها القديم قد عاد ! ، ويتذكران ماضيهما السعيد فوق أرض الوطن البعيدة وما فعلت بهما الأيام و لا يعبر عن ذلك سوي الدموع.
الكرامة و الاحترام قبل الحب أحيانا
صمم عروة على العودة إلى وطنه حرصا على سمعة عفراء وكرامتها، واحتراما لزوجها الذي أحسن وفادته وأكرم مثواه.ورحل عروة بعد أن زودته عفراء بخمار لها ذكرى حبيبة منها. وفي أرض عذرة التي شهدت رمالها السطور الأولى من قصة حبه، تكون الأدواء والأسقام في استقباله.
عروة يحتضر
فقد ساءت حال عروة، واشتد عليه الضنى، واستبد به الهزال، وألح عليه الإغماء والخفقان، وأخذه مرض السل حتى لم يبقي منه شيئ، وعجز الطب عن علاجه. ولم يجد عروة إلا شعره يفزع إليه ليبثه آلامه وأحزانه، ويصور فيه ما يلح على نفسه من أشواق وحنين، وما يضطرب في جوانحه من أسى ووجد. قضى عروة أيامه بين أمل عاش له ثم ضاع منه إلى الأبد، وألم عاش فيه وقد استقر في أعماقه إلى الأبد، وبينهما خيال عفراء الحبيبة لا يفارقه.
أسدل الستار
ظل عروة يهذي باسم عفراء ويحادث طيفها حتى وافته المنية. بلغ النبأ عفراء، فاشتد جزعها عليه، وذابت نفسها حسرات وراءه، وظلت تندبه وتبكيه وامتنعت عن الطعام والشراب حتى لحقت به بعد فترة وجيزة، ودفن في قبر بجواره
يقول مرة:
[size=16]تحملت من عفراء ما ليس لي به ** ولا للجبال الراسيات يدان كأن قطاة علقت بجناحها ** على كبدي من شدة الخفقان جعلت لعراف اليمامة حكمه ** وعراف نجد إن هما شفياني فقالا: نعم نشفي من الداء كله ** وقاما مع العواد يبتدران فما تركا من رقية يعلمانها ** ولا سلوة إلا وقد سقيانى وما شفيا الداء الذي بي كله ** ولا ذخرا نصحا ولا ألواني فقالا: شفاك الله، والله مالنا ** بما ضمنت منك الضلوع يدان فويلي على عفراء ويلا كأنه ** على الصدر والأحشاء حد سنان
فوالله لا أنساك ما هبت الصبا ** وما عقبتها فى الرياح جنوب وإنى لتعروني لذكراك هزة ** لها بين جلدي والعظام دبيب وما هو إلا أن أراها فجأة ** فأبهت حتى ما أكاد أجيب وأصرف عن رأيي الذي كنت أرتني ** وأنسى الذي أعددت حين تغيب حلفت برب الراكعين لربهم ** خشوعاً، وفوق الراكعين قريب لئن كان برد الماء حران صاديا ** إلى حبيب إنها لحبيب
خيال و الله أعلم
ويأبى خيال القصاص إلا أن يجمع بينهما بعد الموت، فقد دفنت عفراء إلى جانب قبر عروة، ومن القبرين نبتت شجرتان غريبتان لم ير الناس مثلهما من قبل، ظلتا تنموان وتلتف إحداهما على الأخرى، تحقيقا لأمل قديم حالت الحياة دون تحقيقه، وأبى الموت إلا أن يحققه.
*************************************************************************
ليلى الأخيلية و توبة
[b]من هى ؟
هي من أهم شاعرات العرب المتقدمات في الإسلام ولا يتقدمها أحد من النساء سوى الخنساء هي ليلى بنت عبدالله بن الرحال، وآخر أجدادها كان يعرف بالأخيل. والأخيليون ينتسبون إلى قبيلة بني عامر، التي اشتهرت بالعديد من عشاق العرب، كما كانت من أولى القبائل إسلاما، وجهاداً في سبيل نشر لواء الدين الجديد. لم تكن ليلى شاعرة نكرة أو مجهولة بل كانت ذائعة الصيت ينشد الناس شعرها ويتغنى به أشهر المغنين
من هو ؟
توبه بن الحمير وكان يوصف بالفصاحة كان أقل منها شهرة بعض الكتب تؤكد أنه كان من لصوص العرب و مع ذلك كان شعره رقيقا فصيح الألفاظ سهل التراكيب وقوي العاطفة
كيف كان اللقاء ؟
كان اللقاء عند الكبر عندما كانت ليلى من النساء اللواتي ينتظرن الغزاة، وكان توبة مع الغزاة فرأى ليلى وافتتن بها، وهكذا توطدت علاقة حب عذري. ولكن رفض والد ليلى كان عائق زواجهما، لانتشار أمرهما، وقصة الحب بين الناس. وبعد ذلك
تعلن الحب بكل قوة
ذات يوم وفدت ليلى على معاوية بن أبي سفيان ولديها عدة قصائد مدحته فيها .وقصيدة لها وصفت فيها ناقتها التي كانت تجوب الأرض لتصل إلى معاوية فيجود عليها من كرمه، وسأل معاوية ذات يوم ليلى عن توبة العشيق
"ويحك ياليلى ! أكما يقول الناس كان توبة ؟" . فقالت " يا أمير المؤمنين سبط البنان، حديد اللسان، شجى للأقران، كريم المختبر، عفيف المئزر، جميل المنظر، وهو كما قلت له أمير المؤمنين " ثم قال معاوية وما قلت له ؟ قالت : "قلت ولم أتعد الحق وعلمي فنه فأعجب من وصفها وأمر لها بجائزة عظيمة واستنشدها المزيد. بعيد الثرى لا يبلغ القوم قعره ** ألد ملد يغلب الحق باطله أذا حل ركب في ذراه وظله ** ليمنعهم مما تخاف نوازله حماهم بنصل السيف من كل فادح ** يخافونه حتى تموت خصائله
وتمضي ليلى في مدح حبيبها توبة بأبيات أخرى حتى يصيح بها معاوية : ويحك ليلى ! لقد جزت بتوبة قدره. فقالت : والله يا أمير المؤمنين لو رأيته وخبرته لعرفت أني مقصرة في نعته، وأني لا أبلغ كنه ما هو أهله. ويسألها معاوية : من أي الرجال كان ؟ فتقول : أتته المنايا حين تم تمامه ** وأقصر عنه كل قرن يطاوله وكان كليث الغاب يحمي عرينه ** وترضى به أشباله وحلائله غضوب حليم حين يطلب حلمه ** وسم زعاف لا تصاب مقاتله
تتزوج من غيره
رفض والد ليلى تزويجها بتوبه بعض أن ذاع صيت العشق بينهم و لم يكن لديه أى سبب للرفض سوى الخوف من اللوم أو يعتبر هذا تصديق لما انتشر تزوجت ليلى أبي الأذلع ومن أهم صفات زوجها أنه كان غيوراً جداً، وبعض القصص تقول أنه طلقها لغيرته الشديدة من توبة، وقصص أخرى أنه مات عنها.
السلطان يهدر دم توبه
. لم يمنع توبة من زيارتها وكثرت زياراته لها، من بعد ذلك تظلم بنو الأذلع إلى السلطان الذي أهدر دم توبة، إذا عاود زيارة ليلى،فأخذوا يترصدون له في المكان المعتاد، وذات يوم علمت ليلى بمجيء توبة وخرجت للقائه سافرة وجلست في طريقه واستغرب خروجها سافرة، ولكنه فطن أنها أرادت أن تعلمه عن كمين نصب له فأخذ فرسه وركض، وكانت ليلى هي السبب في :نجاته. وفي هذا الحدث يقول توبة
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت **** فقد رابني منها الغداة سفورها ويتعذب توبة من الحرمان من رؤية المحبوبة أرى اليوم يمر دون ليلى كأنما أتت حـجج من دونها وشهوراً حمامـة بطن الواديين، ترنمي سقاك من الغر الغوادي مطيرها
قتل توبة
كان شابا طائشا متهوراً، هناك بعض الأقاويل أنه قتل في عهد الخليفة الأموي معاوية سنة «55 هجري»، حيث غشيه القوم في إحدى غاراته من ورائه فضربوه حتى قتلوه، ثم جاء بعض من قومه فدفنوه في الصحراء، وعندما استقبلت خبر مقتل حبيبها توبة بكته بالدمع الثخين ورثته في قصيدة مطولة تدافع عنه، وفيها تقول : وتوبة أحيا من فتاة حيــة ** وأجرأ من ليث بخفان خادر ونعم الفتى إن كان توبة فاجرا ** وفوق الفتى إن كان ليس بفاجر
كانت تراه أفضل الرجال وأكملهم خلقا وحسنا، وظلت تحكي حكايتها معه وتفيض في مدحه حتى شعر الحجاج بالغيظ وكاد يأمر بقطع لسانها
ما نوع العلاقة ؟
وقيل إن الحجاج بن يوسف الثقفي قد سألها ذات يوم : أن شبابك قد ذهب، واضمحل أمرك وأمر توبة، فأقسم عليك ألا صدقتني، هل كانت بينكما ريبة قط ؟ أو خاطبك في ذلك قط ؟ وأقسمت ليلى للحجاج أن حب توبة لها كان عفيفا شريفا على الرغم من أنهما يخلوان إلى بعضهما وأنه أنشدها ذات ليلة : وذي حاجة قلنا له لا تحب بها ** فليس إليها ما حييت سبيل لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ** وأنت لأخر فارغ وحليل
حتى آخر العمر
وقد ظلت على حبها لتوبة إلى آخر يوم في حياتها، حتى كانت ذات يوم على سفر، فمرت بقبر توبة ومعها زوجها، فأصرت على أن تزور القبر لتسلم على توبة، وحاول زوجها (الثانى ) أن يمنعها ولكنها أصرت فتركها. واقتربت من قبر توبة، ثم قالت: السلام عليك ياتوبة، ثم حولت وجهها إلى القوم وقالت : "ما عرفت له كذبة قط قبل هذا …. أليس القائل : ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ** علي ودوني تربة وصفائح لسلمت تسليم البشاشة أو زقا ** إليها صدى من جانب القبر صائح وأغبط من ليلى بما لا أنا له ** ألا كل ما قرت به العين صالح فما باله لم يسلم على كما قال ! وفي تلك اللحظة فزعت بومة كانت تكمن بجوار القبر، فنفر الجمل ورمى ليلى على رأسها فماتت من ساعتها، ودفنوها إلى جانب توبة .
[/size][/b][/size] | |
| | | اسلام راكب درجه اولى
الجنس : عدد المساهمات : 693 نقاط : 1128 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: رد: اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 3:51 pm | |
| [size=21]قيس وليلى
حكاية ليلى والمجنون هي من أغلب قصص الحب المشهورة على الإطلاق. بل أغلبها شهرة ومعرفة عند العام والخاص. المجنون هو قيس بن الملوح العامرى ابن عم ليلى. حدثت هذه القصة في صدر الإسلام ، في القرن الأول الهجرى، بدأت قصتهما كما تبدأ أكثر قصص الحب فى البادية في المرعى، وهما صبيان يلعبان ويرعيان ماشية أهلهما. وكبر العاشقان، وكبر معهما حبهما، وحجبت ليلى عن قيس، فازداد حبه لها، واشتد حنينه إلى أيامهما الصغيرة أيام أن كان الحب طفلا يرعاهما دون رقيب أو حجاب. يقول قيس : تعلقت بليلى وهي ذات ذؤابة ** ولم يبد للأتراب من ثديها حجم صغيرين نرعى البهم، ياليت أننا ** إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
ولكن عجلة الزمن لا ترجع إلى الوراء، وطفل الحب الذي رعاهما في صباهما الصغير يكبر وينمو، ويشتد ساعده، ويقوى عدوه، وسهامه الصغيرة الرقيقة التي ضمت قلبيهما صبيين في المرعى أصبحت بعد أيام الصبا حادة نافذة.
الوالد يرفض كالعادة !!!!!!!!!
تقدم قيس إلى عمه طالباً الزواج من ابنته ليلى ، وبدلا من أن يفرح العم ويرحب، إذا به يرفض، ويصر على الرفض .. لماذا ؟ ( أكيد هتجابوا لوحدكم ) لأن التقاليد تمنع العرب من الموافقة على زواج ابنته من رجل تشبب بها أي تغزل فيها في شعره ! وفي نفس الوقت تقدم فتى من ثقيف يخطبها أيضا، ويكرهها أهلها على قبول الثقفي ورفض قيس خوفاً من العار وقبح الأحدوثة، وقطعاً لألسنة الشائعات وقالة السوء والإفك. ومضى الثقفي بليلى إلى الطائف، ولعل ذلك الحل كان بوحي من أبيها الذي شاء أن يبعدها عن مسرح الأحداث .
لوعة الحرمان
يستبد الوجد والشوق إلى المحبوبة ويزداد التعلق بها، وتسيطر صورتها على خيال الحبيب ولا يفكر إلا فيها ، إن حياته كلها أحلامه وأشواقه تتركز في نقطة واحدة ، أن يراها . ويتحول الشاب الذي كان يزهو بفتوته بين أقرانه، إلى شبح هزيل يجبو الصحراء، تتقاذفه العلل والأوهام، يردد أبيات شعر رائعة عن حبه وعن ذكريات طفولته ويذكر فيها محبوبته كثيراً.
فوالله ثم والله إني لدائب ** أفكر ما ذنبي إليك وأعجب ؟ ووالله ما أدري علام قتلتني ؟ ** وأي أموري فيك يا ليل أركب ؟ أأقطع حبل الوصل فالموت دونه ؟ ** أم أشرب رنقا منكم ليس يشرب ؟ أم أهرب حتى لا أرى لي مجاورا ؟ ** أم أصنع ماذا أم أبوح فأغلب ؟ فأيهما يا ليل ما ترتضينه؟ ** فإني لمظلوم ، وإني لمعتب
متيم ............. مغيب
ولاشك أنه كان شخصية فريدة من نوعها .. أو لعلها المبالغات التي يولع بها الناس فيزينون بها قصص الحب تعبيراً عما تختزنه قلوبهم من كبت وحرمان. يقولون : إن قيساً كان يغمى عليه كلما ذكر اسم ليلى، سواء كان الحديث عنها بمكروه أو بخير فهو يغشى عليه بمجرد سماعه اسمها ! ويقولون إنه وقف ذات يوم يتحدث إلى ليلى وفي يده جمرة من نار فأخذت النار تحرق رداءه حتى أتت عليه ووصلت إلى جسمه وقيس لا يشعر !
ويقول أيضا مصورا الصراع بين اليأس الذي يميته، والأمل الذي يحييه:
ألقى من اليأس تارات فتقتلني ** وللرجاء بشاشات فتحييني ويقول مصورا السخط الذي تنوء به نفسه الحزينة المتمردة: خليلي، لا والله لا أملك الذي ** قضى الله في ليلي ولا ما قضى ليا قضاها لغيرى، وابتلاني بحبها ** فهلا بشئ غير ليلى ابتلانيا
الألسنة تداوله
اشتد هيام قيس، ولم يجد إلا شعره متنفسا له ينفس فيه عن نفسه ما تنوء به من وجد وشوق وحنين. واشتهر أمره في الحي، وتداولت الألسنة قصة حبه. وازدادت حيرة قيس واضطرابه، وثقلت على نفسه الهموم والأحزان، وصار يحس أنه بين شقي رحى طاحنة : حب لا يملك منه فكاكا، ويأس لا يرى معه بصيصاً من أمل. ولا يجد سوى شعره مرة أخرى ينفس فيه ما تفيض به نفسه من حزن وشجن، وحيرة واضطراب، وضيق وسخط. يقول :
فأنت التي إن شئت أشقيت عيشتي ** وإن شئت بعد الله أنعمت باليا وأنت التي ما من صديق ولا عدا ** يرى نضو ما أبقيت إلا رثى ليا إذا سرت في الأرض الفضاء رأيتني ** أصانع رحلي أن يميل حياليا يمينا إذا كانت يمينا، وإن تكن ** شمالا يناز عني الهوى عن شماليا أعد الليالي ليلة بعد ليلة ** وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا أرانى إذا صليت يممت نحوها ** بوجهي وإن كان المصلى ورائيا وما بي إشراك، ولكن حبها ** كمثل الشجا أعيا الطبيب المداويا أحب من الأسماء ما وافق اسمها ** وأشبهه أو كان منه مدانيا هي السحر إلا أن للسحر رقية ** وأني لا ألفي لها الدهر راقيا
يذوب شباب قيس
وتمر الأيام، وقيس لا يزداد إلا سوءا، لقد غزته حقا كما يقول "جنود الحب من كل جانب"، فخرج إلى الصحراء هائماً على وجهه لا يكاد يدري من أمره شيئاً، يناجي خيالها البعيد، ويصور فى شعره محنته القاسية، ومصابه الفاجع في أعز ما يملك فى الحياة : قلبه وعقله اللذين ذهبت بهما ليلى إلى غير رجعة. ويذيب شبابه الغض قطرة قطرة على رمال الصحراء التي لا ترتوي . يقول :
أقول لأصحابى: هي الشمس ضوؤها ** قريب ولكن في تناولها بعد لقد عارضتنا الريح منها بنفحة ** على كبدي من طيب أرواحها برد فما زلت مغشيا علي، وقد مضت ** أناة وما عندي جواب ولا رد أقلب بالأيدي، وأهلي بعولة ** يفدونني لو يستطيعون أن يفدوا ولم يبق إلا الجلد والعظم عاريا ** ولا عظم لي أن دام ما بي ولا جلد أدنياي ما لي في انقطاعي وغربتي ** إليك ثواب منك دين ولا نقد عديني - بنفسي أنت - وعداً فربما ** جلا كربة المكروب عن قلبه الوعد وقد يبتلي قوم ولا كبليتي ** ولا مثل جدي في الشقاء بكم جد غزتني جنود الحب من كل جانب ** إذا حان من جند قفول أتى جند
جنون .......... أم تمرد ........أم اعتصام
ولا شك أن عقله عجز تماما عن فهم أو تقبل ذلك المنطق الذي خضع له عمه، وكل القبيلة، التي لم يحاول أحد فيها أن يلين من صلابة رأس ذلك الرجل، أو يوفق بين الرأسين في الحلال. ولا شك أن ذلك العم كانت لديه أسباب عديدة .. لكن أحدا لم يخبرنا عنها . إننا نعرف فقط أن التقاليد العربية في ذلك الوقت هي التي أملت عليه كلمة لا، وأن هذه الكلمة تعلقت بلسانه، وسدت أذنيه وأغمضت عينيه فلم ير ابن اخيه يهيم في الصحراء، ولم يرق قلبه وهو يستمع لأرقى الشعر يردده كل الناس بعد قيس، يصور فيه لوعته بل لقد غزته جنود الجنون حتى ذهبت بعقله . يقول
فؤادي بين أضلاعي غريب يُنادي مَن يُحبُّ فلا يُجيبُ أحاط به البلاء فكل يوم تقارعه الصبابة والنحيب لقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبي فقلبي مذ علمت له جلوب فإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبي فلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُ أرقت وعادني هم جديد فجسمي للهوى نضو بليد أراعي الفرقدين مع الثريا كذاك الحُبُّ أهْوَنُهُ شَدِيدُ
وهذه الكلمات لا تخرج من مجنون يهذى والمسألة ببساطة لقد سيطر الحب على عقل قيس، واستبد به، حتى أذهله عن كل ما عداه، وتركه تائهاً في أوهامه، هائماً في خيالاته، لا يكاد يصحو منها إلا إذا ذكرت له ليلى. وهو يصور فى شعره حاله تصويراً دقيقاً لا صلة له بمبالغات الرواة وأخيلة القصاص. يقول مرة :
أيا ويح من أمسى تخلس عقله ** فأصبح مذهوباً به كل مذهب إذا ذكرت ليلى عقلت وراجعت ** عوازب قلبي من هوى متشعب ويقول أخرى : وإنى لمجنون بليلى موكل ** ولست عزوفا عن هواها ولا جلدا إذا ذكرت ليلى بكيت صبابة ** لتذكارها حتى يبل البكا الخدا
محاولات باءت بالفشل
وبذل أهله كل ما في وسعهم لينقذوه مما آلت إليه حاله، ولكن محاولاتهم ذهبت جميعا أدراج الرياح. إنها الحيرة والاضطراب والقلق النفسي عبر عنهما قيس هذا التعبير الرائع، معتمدا على هذا الأسلوب الاستفهامى الحائر، وهذه التقسيمات المضطربة القلقة لوجوه المشكلة التي يعانيها كما يعانيها غيره من أصحابه العذريين. وظل قيس في صحرائه غريباً مستوحشاً مشردا لم تبق منه إلا بقية من جسد هزيل، وبقية من عقل شارد كلما ثبت إليه فزع إلى شعره يبثه ما يلقاه في حب ليلى من عناء وشقاء، وما يقاسيه بسببه من كرب وتباريح. إن النتيجة الطبيعية لهذا الصراع الدائب المتصل الذي لا يهدأ ولا يستقر. و النتيجة أسقام وأدواء وأوجاع وعلل تهجم على العاشق المسكين،
مات وحيدا
لقي منيته في واد مهجور خشن كثير الحجارة ، بعيداً عن أهله، وليلى التي عذبه حبها ، وبعيداً عنها بعد ما وهب لها حياته وفنه، بعيداً عن أبيها الذي كان سبب شقائه وبلواه، ولكنه لم ينسى أن يوجه إليه قبل أن يودع الحياة أبياتا وجدت بعد موته مكتوبة إلى جواره، والتي صور فيها ما تفيض به نفسه من حقد عليه، كما صور فيها مأساته الحزينة تصويراً دقيقاً مؤثراً :
ألا أيها الشيخ الذي ما بنا يرضى ** شقيت ولا هنيت من عيشك الغضا شقيت كما أشقيتني وتركتني ** أهيم مع الهلاك لا أطعم الغمضا كأن فؤادي في مخالب طائر ** إذا ذكرت ليلى يشد بها قبضا كأن فجاج الأرض حلقة خاتم ** علي فما تزداد طولا ولا عرضا
مات قيس و عاشت اشعاره و حالة حبه مرجع لكل العشاق [/size]يقول الرواة أن شيخا من بني مرة التقى بقيس بعد انعزاله في الصحراء وبعده عن الناس . يقول ذلك الشيخ : ذهبت أبحث عنه فأخبرني أحد أصدقائه المقربين اليه قائلا اذا رأيته فادن منه ولاتجعله يشعر أنك تهابه فانك ان فعلت فسيتهددك ويتوعدك أو يرميك بحجر فانه ان فعل ذلك فاجلس صارفا بصرك عنه فاذا سكن فأنشده شعرا غزلا من شعر قيس بن ذريح حبيب لبنى لأنه معجب به وبشعره .
يقول ذلك الشيخ أمضيت يومي من الصباح الباكر باحثا عن ذلك العاشق الهائم حتى وجدته عصر ذلك اليوم جالسا يخط على الرمل بأصبعه وحين دنوت منه نفر مني نفور الوحش من الأنس فأعرضت عنه حتى سكن وعنده أنشدت شعرا لقيس بن ذريح كنت أحفظه :
الا ياغراب البين ويحك نبنـــي بعلمك في لبنى وأنت خبير
فان أنت لم تخبر يشيء علمته فلا طرت الا والجناح كسير
يقول حين أنشدت ذلك الشعر اقترب قيس مني وقال وهو يحاول كتم بكاءه : لقد أحسن والله ذلك الشاعر ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
كأن القلب ليلة قيل يفدى بليلى العامريه أو يراح قطاة غرها شرك فباتت تجاذبه وقد علق الجناح
ويستطرد ذلك الشيخ في قصته قائلا :بعد أن أنشد قيس قصيدته بادرته بقصيده أحرى لقيس بن ذريح هى:
واني لمفني دمع عيني بالبكــــا حذارا لما قد كان أو هو كائن
وماكنت أخشى أن تكون منيتي بكفيك الا أن من حان حائن
يقول ذلك الشيخ : أن قيس ما أن سمع هذه القصيدة حتى شهق شهقة ظننت أن روحه فاضت بسببها وبكى بحرقه وقد رأيت دموعه بلت الرمل الذي بين يديه فقال وهو يغالب بكائه والله لقد أحسن ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
وأدنيتني حتى اذا ماسبيتنـي بقول يحل العصم سهل الأباطح
تناءيت عني حين لالي حيلة وخلفت ما خلفت بين الجوانــح
وبعد أن أنهى قصيدته مرت بقربنا غزاله تعدو فنهض قيس يجري خلفها حتى توارى عن ناظري
أعتقد أن هذه القصة تؤكد أنه كان زاهد و ليس مجنون
************************************* قيس و لبنى
[size=16]التعارف الأول
ففي يوم اشتدت الحرارة في الصحراء اشتدادا كبيرا وقد خرج قيس على ظهر ناقته لقضاء بعض حاجياته فمر على حي بني كعب وشعر بظمأ شديد فعرج على أهل الحي ليستقي ونزل عند إحدى الخيام المتناثرة فقامت إليه فتاة فاتنة وحملت له الماء ليشرب , وفتن بها قيس وأعجب بها إعجابا شديدا ومن يومها وهو يتعمد أن يمر دائما على ذلك الحي ليروي ظمأه وعرف ان اسمها لبنىثم تردد عليها وشكا لها و اعترف بحبه
هذه المرة والده يرفض
فرجع قيس الى أبيه وحكي له ما بينه وبين لبنى ورجاه أن يزوجه منها لكن أبوه رفض ذلك لأنه كان ثريا وكان لا يريد لثروته أن تنتقل إلى حي بني كعب بعد موته , وأراد أن يزوج ابنه بإحدى بنات عمه , وعندما ييأس قيس من إقناع أبيه ذهب إلى أمه ورجاها أن تتوسط له عند أبيه كي يعدل عن رأيه لكن أمه كانت اشد إصرارا من أبيه وأكثر معارضة لفكرة زواجه من لبنى , فأصاب قيس اليأس والحزن الشديد
الحسين بن على رضى الله عنه يتوسط
ولجأ قيس أخيراً إلى الحسين بن على - وكان أخاه في الرضاعة، أرضعته أم قيس معه - ووسطه في الأمر.. لقد مضى الحسن إلى الحباب والد لبنى وما كاد أبوها يعلم بان الحسين بن علي في داره حتى هرع يستقبله بحفاوة وسعادة وبعد أن ضيفهما كلمه الحسين في ذلك فقال له أبو لبنى "يا ابن رسول الله لو أرسلت لكفيت , بيد إن هذا من أبيه أليق كما هي عادات العرب " فذهب الحسين إلى أبو قيس و أقنعه أن يزوج ابنه من لبنى بعد جهد كبير , واستطاع أن يجمع بين العاشقين برباط الزوجية المقدس. وتحقق لقيس أمله.
حائر بين بر أبويه و محبوبته
تم زواجهما وفرح قيس فرحا عظيما وغمرت الاثنان السعادة ومع مرور السنين كان حبهما يقوي ويزيد وكان قيس شديد الحب لزوجته لبنى وفي نفس الوقت شديد الطاعة والبر بأبويه , لكن أم قيس كانت تشعر بالغيرة من الحب والاهتمام الزائد اللذان كان قيس يوليهما لزوجته وتبين مع مرور السنين أن لبنى عاقر لا تنجب وكان أبواه يرغبان في أن ينجب لهما قيس وريثا وصارت الأم توعز قلب الأب بذلك حتى عرض الأمر على قيس وطلب منه أن يطلق لبنى وان يتزوج إحدى بنات قومه فرفض قيس ذلك رفضا شديدا , لكن أبوه ظل يصر عليه وقيس يرفض واشتد الخصام بين الأب وابنه ووجد قيس نفسه بين شقي الرحى فأي عاطفة ينقاد إليها عاطفة حب زوجته أم عاطفة بر والديه واعتراه الهم والغم وهو يفكر في مخرج من هذا
طلقها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ورفض قيس أن يطلق زوجه الحبيبة، وتحرجت الأمور بينه وبين أبويه، إنهما مصممان على طلاقها، وهو مصمم على إمساكها. وأقسم أبوه لا يكنه سقف بيت حتى يطلقها، فكان يخرج فيقف فى حر الشمس، ويأتى قيس فيقف إلى جانبه ويظله بردائه ويصلى هو بالحر حتى يفئ الظل فينصرف عنه، ويدخل إلى لبنى فيعانقها وتعانقه، ويبكى وتبكى معه، ويتعاهدان على الوفاء. وتأزمت المشكلة، وساءت العلاقات بين طرفيها، واجتمع على قيس قومه يلومونه ويحذرونه غضب الله فى الوالدين، وما وما زالوا به حتى طلق زوجه.
ورحلت لبنى إلى قومها بمكة، وجزع قيس جزعاً شديداً، وبلغ به الندم أقصى مداه، وتحولت حياته إلى أسف لا ينتهى، وندم لا ينقطع، ودموع لا تغيض، وحسرات لا تقف عند حد، ولم يجد أمامه سوى شعره يبثه أسفه وندمه ودموعه وحسراته.
يقول مرة:
يقولون: لبنى فتنة كنت قبلها بخير، فلا تندم عليها وطلق فطاوعت أعدائى، وعاصيت ناصحى وأقررت عين الشامت المتخلق
وددت، وبيت الله، أنى عصيتهم وحملت فى رضوانها كل موبق وكلفت خوض البحر، والبحر زاخر أبيت على أثباج موج مغرق
كأنى أرى الناس المحبين بعدها عصارة ماء الحنظل المتفلق فتنكر عينى بعدها كل منظر ويكره سمعى بعدها كل منطق
ويقول أخرى:
وفارقت لبنى ضلة فكأننى قرنت إلى العيوق ثم هويت فيا ليت أنى مت قبل فراقها وهل ترجعن فوت القضية ليت
فصرت وشيخى كالذى عثرت به غداة الوغى بين العداة كميت فقامت، ولم تضرر هناك، سوية وفارسها تحت السنابك ميت
فإن يك هيامى بلبنى غواية فقد، يا دريح بن الحباب، غويت فلا أنت ما أملت فى رأيته ولا أنا لبنى والحياة حويت
الغيرة تدفعها إلى زواج ثانى
ثم زوجه أبوه من إمراة أخرى ولكنه لما دخلت إليه لم يكلمها أو يدنو منها ولا حتى ينظر إليها , ثم أعلمهم انه يريد الخروج إلى قومه أياما فأذنوا له في ذلك ,وكان له صديق من الأنصار في المدينة أتاه فقال له الأنصاري إن خبر زواجه بلغ لبنى فغمها وقالت انه غدار وقد كنت امتنع من إجابة قومي إلى الزواج فألان أنا أجيبهم وكان أبو لبنى قد شكا قيس إلى معاوية واعلمه بتعرضه لها بعد الطلاق فكتب إلى مروان بن الحكم أن يهدر دم قيس إن تعرض لها وأمر أباها بتزويجها من رجل اسمه خالد بن حازة ففعل ابوها ذلك , فزوجوها وعندما بلغ ذلك قيس ازداد غما على غم وجزع جزعا شديدا وجعل يبكي اشد البكاء
ان تك لبنى قد اتى دون قربها حجاب منيع ماله من سبيــــــــل فان نسيم الجو يجمع بينـــــنا ونبصر قرن الشمس حين تزول وارواحنا بالليل في الحي تلتقي ونعلم ايا بالنهار نقيـــــــــــــــل وتجمعنا الارض الفرار وتوقنا سماء نرى فيها النجوم تجـــــول
وقال ايضا :
فان تكن الدنيا بالبنى تقلبت علي فللدنيا بطون واظهـــــــــر لقد كان فيها للامانة موضع وللكف مرتاد وللعين منظـــــــر وللهائم العطشان ري بريقها وللمرح المختال خمر ومســــكر كاني لها ارجوحة بين احبل اذا ذكرت منها على القلب تخطر
نهاية مجهولة
وكانت قصائد قيس فد ذاعت وانتشرت حتى غنى بها المغنون في إنحاء البلاد ولم يبق احد إلا سمع بها فاطربته وحزن لقيس مما به , وحين عاتب زوج لبنى اياها على ذلك غضبت وقالت له "والله ما تزوجتك رغبة فيك ولقد علمت إني كنت زوجته قبلك وانه اكره على طلاقي , ووالله ما قبلت الزواج منك الا حين اهدر دمه ان جاء الينا او تعرض لي فخشيت ان يجد ما يحمله على المخاطرة فيقتل فتزوجتك ,وامرك الان اليك ففارقني فلا حاجة بي اليك "
و اختلف الرواه فمنهم من يقول أنه تمسك بها وأبى أن يفارقها , وكان ياتي لها بالجواري يغنين لها شعر قيس كي يستسمحها فكل ما تسمع شيئا من ذلك تظل تبكي اشد البكاء
اتبكي على لبنى وانت تركتها وكنت كاتي حتفه وهو طائــــع فياقلب صبرا واعترافا بحبها وياحبها قع بالذي انت واقـــــع وياقلب خبرني اذا شطت النوى بلبنى وبانت عنك ماانت صانـع اتصبر للبين المشت مع الجوى ام انت امرؤ ناسي الحياة فجازع كأن بلاد الله مالم تكن بهــــــــــا وإن كان فيها الناس وحش بلاقـع اقضي نهاري بالحديث وبالمنى ويجمعني والهم بالليل جامـــــــــع نهاري نهار الناس حتى اذا بدا لي الليل هزتني اليك المضاجــــع لقد رسخت في القلب منك مودة كما رسخت في الراحتين الاصابـع
و منهم قائل إن زوجها طلقها فأعادها قيس إلى عصمته ولم تزل معه حتى ماتا،
ومن قائل إنهما ماتا على افتراقهما،وعلى ذلك أكثر الرواة. ثم يختلفون بعد ذلك، فمنهم من يقول إنه مات قبلها وبلغها نعيه فماتت أسفا عليه، ومنهم من يقول إنها ماتت قبله، فخرج ومعه جماعة من أهله، فوقف على قبرها،ثم أكب عليه وظل يبكى حتى أعمى عليه، فحملوه إلى بيته وهو لا يعى شيئاً، ولم يزل عليلا لا يفيق ولا يجيب حتى مات بعد ثلاثة أيام، فدفن إلى جوارها
المهم أننا مازلنا نروى قصتهم حتى الآن [/size] | |
| | | اسلام راكب درجه اولى
الجنس : عدد المساهمات : 693 نقاط : 1128 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: رد: اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 5:15 pm | |
| جميل وبثينه فى هذه القصة نتحدث عن عاشق أحب من طرف واحد، عشق فذاب عشقا فهو رجل عاش لقلبه، وعاشق أخلص لهواه وحبه، وشاعر صادق في عواطفه، فاستحق عن جدارة زعامة الحب العذري، وفاز عند الأدباء بالمكانة الأسمى بين الشعراء. من غزلي البادية وممن اتسم غزلهم بالصدق وبالعفة وبالبعد عن المادية فلا يكاد يظهر فيه اثر النوازع الحسية التي نجدها في الغزل الحضري الصريح ، كما أننا لا نلمس في شعره الميل إلى شهوات اللقاء بين الجنسين ، فهو غزل عاطفي وجداني يحرص فيه المتحابان على العفة ووحدانية الحب، والقناعة بالمحبوب الواحد ولذته في التضحية وتحمل الألم ولوعة الفراق وتحمل العاذلين والوشاة ؛ لذا يتقبل العذري الرفض والخيبة ويقتنع تماما بالنظرة السريعة الخاطفة العاجلة وكل ذلك أحب إلى نفسه من انقطاع حبل الود.
إنه جميل بثينة، وهو جميل بن عبدالله بن معمر العذري القضاعي, نسبة إلى عُذرة وهي بطن من قضاعة، وُلد بالحجاز سنة 40هـ (660 ميلادي)
كان جميل من أسرة على جانب مرموق من الجاه والثروة، وقد كان غض الشباب وسيم الطلعة ، فنشأ موفور العيش ، يزهو بشبابه، ينعم بالرخاء، راعيا يرعى أغنام قومه
وذات يوم لقي بثينة فكان ذلك اليوم يوما مشهورا في حياته، وبداية الحب العذري القوي الذي انشد فيه شعره وافنى عمره وشبابه وكان سبب بؤسه وموته غريبا عن أهله ووطنه
افتتن جميل ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية, وقال فيها شعرا يذوب رقة فتناقل الناس أخبارهما، وعرف بجميل بثينة، وقد خطبها إلى أهلها ولكنهم رفضوه وذلك بسبب ما ذكره عنها في شعره ولكثرة ما ردد اسمها على لسانه، أما بثينة فيقال أنها أحبت رجلا يدعى حجنة الهلالي وتقول رواية أخرى بان أهلها أرغموها على الزواج من رجل لا تحبه يدعى نبيه بن الأسود ، وفي سائر الأحوال ظل جميل على وفائه يلوم بثينة تارة، ويعاتبها تارة ، وقد واستحكم العداء بينه وبين قومها وراح يهجوهم ويمعن في إثارة حقدهم ، و أكد عزمه على الالتقاء بها سرا أو جهرا ... شكوا أمرهم إلى مروان ابن الحكم حاكم المدينة فأهدر دمه ولم يجد جميل وسيلة للنجاة إلا الهرب فسارع بالفرار إلى مصر ، فنزل على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل, فأقام قليلا ومات ودفن في مصر, فى سنة 82 هـ وهو فى الثانية والأربعين من عمره
ويقول جميل عند سمعه نبأ إهدار مروان دمه:أتانيَ عـن مَـروانَ، بالغَيـبِ أنّـه مُقيِّدٌ دمِـي، أو قاطِـعٌ مـن لِسانيـاففي العِيسِ منجاة ٌ وفي الأرضِ مذهَبٌ إذا نحـنُ رفعنـا لـهـنّ المثانـيـاوردّ الهوى اثنانُ، حتـى استفزنـي، من الحبِّ، مَعطوفُ الهوى من بلادياأقولُ لداعي الحبّ ، والحجـرُ بيننـا ، ووادي القُرى : لَبّيك! لمّـا دعانيـا وعاودتُ من خِـلّ قديـمٍ صبابتـي، وأظهرتُ من وجْدي الذي كان خافيـا وقالـوا: بـهِ داءٌ عَـيـاءٌ أصـابـه ، وقد علمتْ نفسـي مكـانَ دوائيـا ويقول عن بثينة فى نفس القصيدة :هي السّحـرُ، إلاّ أنّ للسحـرِ رُقْيـة ً ،*** وإنيَ لا ألفي لها، الدهـرَ، راقيـاأُحِـبّ الأيامَـى ، إذ بُثينـة ُ أيّــمٌ، ***وأحببتُ، لمـا أن غنيـتِ ، الغوانيـاأُحِبّ من الأسماءِ مـا وافَـقَ اسمَهـا ،*** وأشبهـهُ، أو كـانَ منـه مدانـيـاوددتُ ، على حبِّ الحياة ِ، لـو أنهـا*** يزاد لها، في عمرها ، مـن حياتنـاومن ذا الذى لا يبكى من قوله :وأنتِ التي إن شئتِ أشقيـتِ عيشتـي ،*** وإنْ شئتِ، بعد الله، أنعمـتِ بالِيـاوأنتِ التي ما من صديـقٍ ولا عـداً ***يرى نِضْوَ ما أبقيـتِ، إلاّ رثـى ليـاومازلتِ بي، يا بثنَ، حتـى لواننـي،*** من الوجدِ أستبكي الحمامَ ، بكـى ليـاإذا خدرتْ رجلـي، وقيـل شفاؤهـا ***دُعاءُ حبيـبٍ، كنـتِ أنـتِ دُعائِيـاوهل عُذب رجل بمثل عذاب جميل بثينة ولم يرحم فيقال جميل فى ذلك :وإن قلتُ: ردّي بعض عقلي أعش به*** مع الناس، قالت: ذاك منك بعيدوهل يقال فى امرأة أروع مما قال جميل فى بثينة : غرّاء مبسـام كأن حديثهـا*** درّ تحدّر نظمـه منثـورلا حسنها حسـنٌ ولا كدلالها*** دلٌّ ولا كوقارها توقيـرويقول :يكاد فضيض الماء يخدش جلدها*** إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلدويقول :هي البـدر حسنا والنساء كواكب*** وشتّان ما بين الكواكـب والبـدرويقول جميل فى عفته هو وبثينةلا والذي تسجد الجباه له ***ما لي بما دون ثوبها خبرولا بفيها ولا هممت بـه*** ما كان إلا الحديث والنّظرويقول :بقد فُضِّلتْ حُسْنا على الناس مثلما ***على ألف شهرٍ فُضِّلتْ ليلة القدرويالا روعة قوله : أقلّب طرفي في السّماء لعله*** يوافق طرفي طرفها حين تنظر | |
| | | اسلام راكب درجه اولى
الجنس : عدد المساهمات : 693 نقاط : 1128 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: رد: اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 5:29 pm | |
| أبو دهبل و عاتكة
هو أبو دهبل وهب بن ربيعة ، وقيل زمعة ، وقيل وهب بن أُسيد بن أميمة ، وقيل أُحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي ، القرشي ، المكِّي .
من مشاهير شعراء مكَّة المكرمة ، ومن الشعراء العُشَّاق المعروفين ، وأحد أشراف بني جمح . كان عفيفاً ، كريماً ، جميل المنظر
أما هى فغنية عن التعريف بنت معاوية بنت أبى سفيان و جدتها هند بنت عتبة
[size=21]تبهره بجمالها ففي أثناء رحلة عاتكة إلى مكة للحج، انقطع بها الطريق في وادي طوى. كانت الشمس تصب نيرانها في يوم قائظ الحرارة، فأمرت عاتكة جواريها بأن يرفعن الستائر،وأطلت برأسها تتطلع إلى الطريق،وقد تخففت في ثيابها وتصادف أن مر أبو دهبل بذلك المكان فاستوقفه منظر عاتكة وراح يرقبها عن بعد معجبا بجمالها، وهي لا تشعر بوجوده. وعندما أحست بنظراته تثقب وجهها التفتت إليه، فالتقت نظراتهما، وأسرعت تستر وجهها، وأمرت الجواري أن يعدن الستائر لمكانها، وراحت تسب أبا دهبل .
أَيا كَبِدي طارَت صُدوعاً نَوافِـذاً *** وَيا حَسرَتي ماذا تَغَلغَلَ في القَلبِ فَأُقسِمُ ما غُمشُ العُيونِ شَـوارِفٌ *** رَوائِمُ بَوٍّ جاثِماتٌ عَلـى سَقـبِ يُشَمِّمنَهُ لَـو يَستَطِعـنَ اِرتَشَفنَـهُ *** إِذا سُفنَهُ يَردُدنَ نَكباً عَلى نَكـبِ بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ زالَـت حُمولُهُـم *** وَقَد طَلَعَت أولى الرِكابِ مِنَ النَقبِ كُـلُّ مُلِمّـاتِ الأُمـورِ وَجَدتُّهـا *** سِوى فُرقَةِ الأَحبابِ هَيِّنَةَ الخَطبِ
[b]ما محبه الا بعد عداوة
وأدرك أبو دهبل بأن سهام الحب قد أصابته، فأنشد تلك الأبيات، التي سمعها بعض رفاقه فرددوها، وشاعت بين الناس في مكة، حتى وصلت إلى المغنين فلحنوها وتغنوا بها، والناس جميعا يعلمون من هي التي سلبت الشاعر قلبه، سمعت عاتكة الأبيات فطربت لها، وضحكت وعبرت عن إعجابها، بالشعر وبالشاعر نفسه، بأن أرسلت إليه هدية ثمينة وكانت عبارة عن كسوة يرتديها ويختال بها. وجرت بينهما الرسائل، والرسل . ونمت علاقة الحب حتى أن أبا دهبل تبع عاتكة إلى دمشق بعد انتهاء زيارتها إلى مكة .
معاوية يغضب وصل الخبر إلى الأب، فشدد الحراسة على ابنته، ولم تستطع أن تبر بوعدها للعاشق الولهان . وطال انتظار أبي دهبل، واستبد به الشوق فراح يمطرها بأشعار الحب والغزل العفيف . ثم مرض مرضا طويلا. وقال في ذلك شعرا منه : طال ليلي وبت كالمحزون ** ومللت الثواء في جيرون وأطلت المقام بالشام حتى ** ظن أهلي مرجمات الظنون فبكيت خشية التفرق جمل ** كبكاء القرين إثر القرين وهى زهرة مثل لؤلؤة الغواص ** ميزت من جوهر مكنون وإذا ما نسبتها لم تجدها ** في سناء من المكارم دون ثم خاصرتها في القبة الخصـ ـراء ** تمشي في مرمر مسنون وشاع هذا الشعر حتى بلغ معاوية فغضب منه،
تهديد غير صريح
إذا كان في يوم الجمعة دخل عليه الناس وفيهم أبو دهبل، فأمر حاجبه بأن يحتجزه بعد انتهاء الخطبة، وأخذ الناس يسلمون وينصرفون، فقام أبو دهبل لينصرف، ولكن معاوية نادى عليه، وأجلسه إلى جواره حتى خلا المكان من الناس، فقال معاوية لأبي دهبل: ما كنت أظن أن في قريش أشعر منك حيث تقول:
ولقد قلت إذ تطاول سقمي ** وتقلبت ليلتي في فنون ليت شعري أمن هوى طار نومي ** أم براني البارى قصير الجفون وهي بقية القصيدة التي قالها في عاتكة بالشام. ثم أضاف الخليفة معاوية : غير أنك قلت :
وهى زهرة مثل لؤلؤة الغواص ** ميزت من جوهر مكنون وإذا ما نسبتها لم تجدها ** في سناء من المكارم دون
ووالله إن فتاة أبوها معاوية وجدها أبو سفيان وجدتها هند بنت عتبة لكما ذكرت، وأي شيء زدت في قدرها؟! لكنك أسأت عندما قلت : ثم خاصرتها في القبة الخصـ ـراء** تمشي في مرمر مسنون قال أبو دهبل: والله يا أمير المؤمنين ما قلت هذا، وإنما قيل على لساني .
فقال له معاوية: أما من جهتي فلا خوف عليك، لأنى أعلم صيانة ابنتي لنفسها، وأعرف أن فتيان الشعر، لم يتركوا أن يقولوا النسيب في كل من جاز أن يقولوه فيه وكل من لم يجز، وإنما أكره لك جوار يزيد، وأخاف عليك وثباته، فإن له ثورة الشباب وأنفة الملوك.
يَلومونَني في غَيرِ ذَنـبٍ جَنَيتُـهُ وَغَيرِيَ في الذَنبِ الَّذي كانَأَلوَمُ
أَمِنّـا أُناسـاً كُنـتِ تَأتَمِنينَـهُـم فَزادوا عَلَينا في الحَديثِ وَأَوهَموا
وَقالوا لَنا ما لَم نَقُل ثُـمَّ كَثَّـروا عَلَينا وَباحوا بِالَّذي كُنـتُ أَكتُـمُ
وَقَد مُنِحَت عَيني القَذى لِفِراقُكُـم وَعادَ لَها تَهتانُهـا فَهـيَ تَسجُـمُ
وَأَنكَرتُ طيبَ العَيشِ مِنّي وَكُدِّرَت عَلَـيَّ حَياتـي وَالهَـوى مُتَقَسِّـمُ
وَصافَيتُ نَشوانـاً فَلَـم أَرَ فيهِـمُ هَوايَ وَلا الوُدَّ الَّذي كُنـتُ أَعلَـمُ
أَلَيسَ عَظيمـاً أَن نَكـونَ بِبَلـدَةٍ كِلانـا بِهـا ثــاوٍ وَلا نَتَكَـلَّـمُ
وَلا تَصرِميني إِن تَرَيني أُحِبُّكُـم أَبـوءٌ بِذَنـبٍ إِنَّنـي أَنـا أَظلَـمُ
استوعب و هرب
أدرك أبودهبل جسامة موقفه، فتقبل تحذير أمير المؤمنين وأسرع بالهرب من دمشق عائدًا إلى موطنه في مكة . إلا أنه استمر يكاتب عاتكة. وذات يوم وقعت إحدى رسائله في يد خادم لمعاوية، فاحتال حتى سرقها من عاتكة وسلمها إلى معاوية، ووصف له حالها عندما استلمتها، وكيف أنها أصيبت بالحزن والاكتئاب ثم خبأتها تحت سجادة صلاتها. قرأ معاوية الخطاب فوجد فيها أبيات شعر منها:
أعاتك هلا إذ نجلت فلا تري ** لذي صبوة زلفى لديك ولاحقا رددت فؤادا قد تولى به الهوى ** وسكنت عينا لا تمل ولا ترقا ولكن خلعت القلب بالوعد والمنى ** ولم أر يوما منك جودا ولا صدقا أتنسين أيامي بربعك مدنفا ** صريعا بأرض الشام ذا سقم ملقى وليس صديق يرتضي لوصية ** وأدعو لدائي بالشراب فلا أسقى وأكبر همي أن أرى لك مرسلا ** فطول نهاري جالس أرقب الطرقا فواكبدي إذ ليس لي منك مجلس ** فأشكو الذي بي من هواك ومن ألقى رأيتك تزدادين للحب غلظة ** ويزداد قلبي كل يوم لكم عشقا
الفرار مرة اخرى
قرأ معاوية ابن أبى سفيان هذا الشعر، وأدرك أن موضوع ابنته مع أبي دهبل لم ينته فماذا فعل ؟ لقد خرج أبو دهبل على القانون الاجتماعي . فذلك الفتى العربي جميل الطلعة، حسن السمعة، الذي وقع في حب بنت الخليفة من النظرة الأولى خالف قانون الفوارق الاجتماعية . ولكن أبا دهبل الجمحي لم يكن يسعى لخرق القوانين الاجتماعية الثابتة ، إنه ببساطة عاشق أحب فعبر عن عاطفته في أشعار جميلة، وترك لقلبه العنان ، يشتاق ويحلم بالوصل ويمني نفسه بلقاء الحبيب. ولعله لم يكن يتوقع أن يصل الأمر إلى أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان نفسه . لذلك ذهب إلى الجامع الذي يخطب فيه كل يوم جمعة، وحضر الصلاة واستمع للخطبة ثم تأهب للخروج مع كل الخارجين . وعندما ناداه الخليفة وتحدث معه بشأن الشعر الذي تشبب فيه بابنته عاتكة، وحذره من مغبة الوقوع في يد ابنه وأخيها يزيد، استمع للنصح ولم يعتبره وعيدا، وأسرع يغادر الشام إلى الحجاز. وهناك، وسط الأتربة، وفي ربوع المدينة التي ولد ونشأ بها، عاد الحنين ينمو شوكاً في قلبه، وغلبه الحب على أمره، فراح يبعث الخطابات والمراسيل إلى حبيبته عاتكة، وكأنه على يقين من أن أمرهما لن يفتضح .
شعره ينقذه
فتلصص عليها الخدم ورآها أحدهم تتسلم رسالة من حبيبها أبي دهبل فأسرع يبلغ أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان . هذا الرجل الذي وصف بأنه كان سياسيا داهية، وكان رجل دولة من طراز فريد ما إن قرأ الشعر الذي أرسله أبو دهبل إلى ابنته عاتكة حتى بعث إلى ابنه يزيد فأتاه، فدخل عليه فوجده مطرقا. فقال :يا أمير المؤمنين … ما هذا الأمر الذي شجاك. قال معاوية : أمر أقلقني منذ اليوم، وما أدري ما أعمل في شأنه. قال يزيد: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا الفاسق أبو دهبل كتب بهذه الأبيات إلى أختك عاتكة، فلم تزل باكية منذ اليوم، وقد أفسدها، فما ترى فيه ؟ لم يهتم يزيد بن معاوية بأن يسأل أباه هل بكت عاتكة أخته غضبا وثورة على الشعر أم لوعة وحزنا على الشاعر؟! فقد قرر بسرعة كيف يتصرف.. قال لأبيه :والله إن الرأي لهين. قال : وما هو ؟ قال : عبد من عبيدك يكمن له ( أي لأبى دهبل ) في أزقة مكة فيريحنا منه. هذا هو الحل الأيسر. أما معاوية رجل السياسة المحنك فيقول لابنه على الفور : أف لك ! والله إن امرؤ يريد بك ما يريد، ويسمو بك إلى ما يسمو كغير ذي رأي، وأنت قد ضاق ذرعك بكلمة وقصر فيها باعك، حتى أردت أن تقتل رجلا من قريش ! أو ما تعلم أنك إذا فعلت ذلك صدقت قوله وجعلتنا أحدوثة أبداً ! قال يزيد : يا أمير المؤمنين، إنه قال قصيدة أخرى تناشدها أهل مكة، وسارت حتى بلغتني وأوجعتني، وحملتني على ما أشرت به ثم أنشده قول أبي دهبل :
ألا لا تقل مهلا فقد ذهب المهل ** وما كان من يلحي محبا له عقل لقد كان في حولين حالا ولم أزر ** هواي وإن خوفت عن حبها شغل حمى الملك الجبار عني لقاءها ** فمن دونها تخشى المتالف والقتل فلا خير في حب يخاف وباله ** ولا في حبيب لا يكون له وصل فواكبدي أني شهرت بحبها ** ولم يك فيما بيننا ساعة بذل وياعجبا أني أكاتم حبها ** وقد شاع حتى قطعت دونها السبل
فقال معاوية : قد والله رفهت عني، فما كنت آمن أنه قد وصل إليها، فأما الآن وهو يشكو أنه لم يكن بينهما وصل ولابذل فالخطب فيه يسير، قم عني، فقام يزيد فانصرف . وهكذا أنقذ الشعر أبا دهبل من مصير محتوم
حكمة معاوية
تعمد معاوية أن يحج في تلك السنة ليذهب إلى مكة ويلتقي مرة أخرى بأبي دهبل . فما إن انقضت أيام الحج حتى كتب أسماء وجوه قريش وأشرافهم وشعرائهم ومن بينهم أبو دهبل . ثم دعاهم إليه وفرق عليهم هباته وعطاياه. فلما تسلم أبو دهبل هديته قام لينصرف ولكن معاوية دعا به، فرجع إليه. فقال له: يا أبا دهبل، إن يزيد ابن أمير المؤمنين ساخط عليك لشعر قلته فينا . ألم أحذرك من أبى خالد .. ؟! وراح أبو دهبل للمرة الثانية يعتذر لأمير المؤمنين ويقسم بأغلظ الأيمان أنه لم يقل ذلك الشعر وأنه مدسوس عليه . قال معاوية : لابأس عليك، وما يضرك ذلك عندنا، فهل تأهلت ؟ قال أبو دهبل: لا . سأله معاوية : فأي بنات عمك أحب إليك ؟ فأجاب : فلانة، فقال أمير المؤمنين : قد زوجتكما وأصدقتها ألفي دينار وأمرت لك بألف دينار . هكذا تصرف الخليفة الحكيم. فهو لم يكف عاشق ابنته والمتشبب بها شر نفسه وشر ابنه فقط، وإنما عامل أبي دهبل بحنان غريب. وتكون النتيجة المنطقية لسعة صدر الحاكم وحكمته أن يعده أبو دهبل وعد شرف بألا يتعرض لابنته مرة أخرى ويصدق في وعده . [/b][/size]لقد عاش أبو دهبل طويلا، فعاصر خلافة يزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان، واشتغل مع عبد الله بن الزبير الذي كان يطالب بالخلافة من بني أمية فولاه بعض أعمال اليمن، وعرف عنه الصلاح والعفة.
ورويت الحكايات عن غراميات أخرى له مع امرأة تدعى عمرة، كانت مثقفة، تجلس إلى الرجال وتتبادل معهم إنشاد الشعر والأخبار، ولم يكن هو يفارق مجلسها .
ولكن البعض شعر بالغيرة من اهتمام عمرة بأبي دهبل، ويقال إن زوجته هي التي أوعزت إلى امرأة داهية من عجائز أهلها لتوقع بينها وبين أبي دهبل، فتخبرها أنه يشيع بين الناس أنهما متحابان . وقد غضبت عمرة غضبا شديدا، وثارت على أبي دهبل، وعلى كل الرجال الآخرين فقررت أنهم لا يستحقون مجالستها والإستمتاع بأحاديثها الشيقة، واحتجبت عن الجميع .
ورويت عن أبي دهبل رواية أخرى غريبة عن إحدى النساء الشاميات تحايلت حتى أدخلته قصرها في دمشق ثم احتجزته عاما كاملا لولهها به. وأنه رفض أن يفعل معها الفحشاء، وأصر على الزواج بها، ثم عاد إلى أهله بعد عام ليجد أبناءه قد اقتسموا ثروته فيما بينهم، وامرأته أصابها العشى من كثرة البكاء عليه . ***************************************** كثير عزة
[size=16]البطاقة الشخصية
الاسم : كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة اسم الأم : جمعة بنت الأشيم الخزاعية تاريخ الميلاد : ولد في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك محل الإقامة : أكثر إقامته بمصر
من هى ؟؟؟؟؟؟ عزة بنت حُميل بن حفص ، من بني حاجب بن غفار ، كنانية النسب ك، ناها كثير في شعره بأم عمرو ، ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة.
لماذا كثير ؟
وقد كان وصفة أنه قصير شديد القصر . ومن هنا كانت تسميته بكثير على سبيل التصغير : ويا ليت كثير يطوف بالبيت فمن حدثك انه يزيد عن ثلاثه أشبار فلا تصدقه . وكان كثير إذ ادخل على عبد الملك بن مروان – الخليفة الأموي يقول : طأطي راسك حتى لا يصيبه السيف ويصرخ كثير نفسه بهذا القصر في شعره فيقول
أن أراك قصيرا في الرجال فإنني إذا حل أمر ساحتي لطويل ويضيفون انه كثير الاعتداد بنفسه ، كثير العجب والزهو والخيلاء
كثير عن قرب
وتوفي والده وهو صغير السن ، وكان منذ صغره سليط اللسان . وكفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من الإبل حتى يحميه من طيشه وملازمته سفهاء المدينة. وقد قيل عن كثير انه اشهر شعراء الآلام في زمانه
كبش الحب
مر كثير ذات يوم بنسوة من بني حمزة ومعه قطيع أغنام فأرسلن إليه عزة وهي بعد صغيرة فقالت له : تقول لك النسوة بعنا كبشا من هذه الغنم ، أنسئنا بثمنه إلى أن ترجع – أي أمهلنا في دفع ثمنه حتى تعود –فأعطاها كثير كبشا ، ووقعت هي في قلبه موقعا عظيما ، فلما رجع جاءته امرأة منهن بدرهمه فقال لها : أين الصبية التي أخذت مني الكبش ؟ قالت : وما تصنع بها ؟ هذا درهمك. فقال : لا اخذ درهمي إلا ممن دفعت إليه : وانصرفت وهو ينشد
قضي كل ذي دين فوفى غريمه**** وعزة ممطول معني غريمها
هى لغيره
وكما يحدث لكل العشاق، فكر كثير في الاقتران بحبيبة القلب، ولكن المحظور كان قد وقع. لقد وصل أمر تشببه بها إلى أهلها، فرفضوه على عادة العرب أن يزوجوها له . و يقال أنه رفض لقصر قامته و منهم من يقول رفض كثير لكثرة مغامراته و عدم إخلاصه لعزة ..
وعلى هذا الجانب يروى أنه سار ذات يوم خلف امرأة منقبة تميل في مشيتها، وظل يطاردها ويطالبها أن تتوقف وتتحدث معه وتعرفه بنفسها . إلى أن توقفت المرأة المنقبة وقالت له : ويحك ! هل تركت عزة فيك بقية لأحد ؟! فأجاب كثير : بأبي أنت، والله لو أن عزة أمة لي لوهبتها لك . عندئذ أسفرت المرأة عن وجهها، وكانت المفاجأة مذهلة. إنها هي نفسها عزة بدمها ولحمها !
ويقول كثير : إنه ندم أشد الندم وراح ينشد :
ألا ليتنى قبل الذي قلت شيب لي ** عن السم خضخاض بماء الذراح أقسمت ولم تعلم علي خيـــــــانة ** وكم طــــــــالب للربح ليس برابح
ومـا كـنت أدري قـبـل عـزّة مالبكـــا ****ولاموجعـات الفلب حتى تـولتِ
فــقـلت لهـا يــا عـزّ كل مصـيـبة ****.إذا وطّنت يـوما ًلها الـنفسُ ذلـّتِ
هنيئــاً مريئـاً غير داء مـخـامــر **** لعزّة مـن أعراضـنـا ما استحلّتِ
فـإن تكن العُـتـْبَى فأهـلاً ومــرحباً**** وحـقـت لها العُتْبَى لـديـنا وقلـّتِ
وإن تـكن الأخرى فإن وراءنـــــا**** مناويح لـو ســارت بـها الرِّئم كلّتِ
ووالله ثم الله مــا حـلّ قـــبــلهـا****ولا بـــعـدها من خلـّةٍ حـيـث حـلّتِ
فوا عجـباً للـقـلب كـيـف اعترافـه**** وللـنـفـس لـمـا وُطـّنت كيف ذلت!
وإني وتهـيـامي بعـــزّة بـعدمـــــا****تـخلـيــت ممـا بـينـنا وتــخلّتِ
لـكمالمرتجي ظلّ الغمـــامة كلّمـا**** تــبـوّا منهـا للمـقيـل اضـمحـلّتِ
اناديك ماحج الحجيج وكبرت **** بفبفا غزال اشعرت واستهلت
تمنيتها حتى اذا مارأيتها **** رأيت المنايا شرعا قد اظلت
فلا يحسب الواشون ان صبابتي **** بعزّة كانت غمرة فتجلت
أصعب ما مر به
يروى ان عبد الملك ابن مروان سأل كثير عزّة عن اعجب خبر له مع عزّة فقال : يا امير المؤمنين حججت ذات سنة وحج زوج عزّة معها ولم يعلم احدنا بصاحبه . فلما كنا ببعض الطريق امرها زوجها بابتياع سمن تصلح به طعاما لرفقته . فجعلت تدور الخيام خيمة خيمه حتى دخلت اليّ وهي لا تعلم انها خيمتي . وكنتُ ابري سهما فلما رأيتها جعلت ابري لحمي وانظر اليها حتى بريت ذراعي وانا لا اعلم به والدم يجري . وكان عندي نجيء سمن ( وعاء سمن ) فحلفت لتأخذه فأخذته وجاء زوجها فلما رأى الدم سألها عن خبره فكاتمته حتى حلف عليه لتصدقنه فصدقته فضربها وحلف عليها لتشتمني في وجهه . فوقفت عليّ وقالت لي وهي تبكي : يا ابن (......) فأنشدت
ومسا ترابا كان قد مس جلدها ** وبيتا وظلا حيث باتت وظلت
ولاتيأسا ان يمحو الله عنكما ** ذنوبا اذا صليتما حيث صلت
مأزق
رُهـبانُ مَديَنَ وَالَّذينَ iiعَهِدتُهُم يَبكونَ مِن حَذَرِ العَذابِ قُعودا لو يَسمَعونَ كَما سَمِعتُ كَلامَها خَـرُّوا لِـعَزَّةَ رُكَّعاً وَسُجودا
وبسبب هذين البيتين امتنع عمر بن عبد العزيز عن الإذن لكثيّر بالدخول عليه لما ولي الخلافة،
أسدل الستار
وسافر إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش. وتوفي في سنة (105هـ) بالحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل: مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس. وهو صاحب الكلمة السائرة: (ضحى بنو حرب بالدين يوم الطف وضحى بنو مروان بالكرم يوم العقر).
من أجمل ما أنشد
لا يَعْـرِفُ الحُـزْنَ إِلاَّ كُلُّ مَنْ عَشِـقَا
وَلَيْـسَ مَنْ قَالَ إِنِّـي عَاشِـقٌ صَـدَقَا
لِلْعَاشِقِيْـنَ نُحُـولٌ يُعْـرَفُـونَ بِـهِ
مِنْ طُولِ مَا حَالَفُـوا الأَحْـزَانَ والأَرَقَا
و يقول :
إِنَّ المُحِــبَّ إِذَا أَحَــبَّ حَبِيْـبَهُ
صَـدَقَ الصَّفَـاءَ وأَنْجَـزَ المَوْعُـودَا
و ينشد
حَيَّتْكَ عَزَّة ُ بَعْدَ الهجْرِ وانْصَرَفَتْ فحيِّ ويحكَ من حيّاكَ يا جَمَـلُ ***** لو كنتَ حيَّيتها ما زلتَ ذا مقـة ٍ عندِي ولا مَسَّكَ الإدْلاَجُ والعملُ فَحَنَّ مِنْ وَلَهٍ إذ قُلْـتُ ذَاكَ لَـهُ وظلَّ معتذراً قدْ شفَّـهُ الخجـلُ وودَّ من جزَعٍ ما كنتُ أعرفُهـا ورامَ تكليمَها لو تنطـقُ الأبـلُ ليتَ التَّحِيَّة َ كَانَتْ لي فأشْكُرَهَـا مكانَ يا جمَلٌ حُيَّيتَ يـا رجُـلُ [/size] | |
| | | اسلام راكب درجه اولى
الجنس : عدد المساهمات : 693 نقاط : 1128 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: رد: اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 5:42 pm | |
|
[size=21]من العاشق ؟
ينتمي "ابن زيدون" إلى قبيلة "بني مخزوم" العربية، التي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية والإسلام، وعرفت بالفروسية والشجاعة.
وكان والده من فقهاء "قرطبة" وأعلامها المعدودين، كما كان ضليعًا في علوم اللغة العربية، بصيرًا بفنون الأدب، على قدر وافر من الثقافة والعلم.
أما جده لأمه "محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي" فكان من العلماء البارزين في عصره، وكان شديد العناية بالعلوم، وقد تولى القضاء بمدينة "سالم"، ثم تولى أحكام الشرطة في "قرطبة".
من يعشق ابن زيدون ؟
أميرة أندلسية شاعرة عاشقة حالمة مفرطة الرومانسية ولادة بنت المستكفى بالله محمد بن عبد الرحمن المرواني.
وكانت شاعرة أديبة جميلة الشكل شريفة الأصل عريقة الحسب،وقد وصفت بأنها نادرة زمانها ظرفًا وحسنًا وأدبًا زهرة من زهرات البيت الأموي.
وأثنى عليها كثير من معاصريها من الأدباء والشعراء وأجمعوا على فصاحتها ونباهتها وسرعة بديهتها.
طبيعة خلابة تلد شاعر مرهف الحس
ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي" سنة [394هـ= 1003م] بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها "عبد الرحمن الداخل" بقرطبة، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه، ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى بها الكثير من الشعراء.
وفي هذا الجو الرائع والطبيعة البديعة الخلابة نشأ ابن زيدون؛ فتفتحت عيناه على تلك المناظر الساحرة والطبيعة الجميلة، وتشربت روحه بذلك الجمال الساحر، وتفتحت مشاعره، ونمت ملكاته الشاعرية والأدبية في هذا الجو الرائع البديع. وتهيأت لابن زيدون -منذ الصغر- عوامل التفوق والنبوغ، فقد كان ينتمي إلى أسرة واسعة الثراء، ويتمتع بالرعاية الواعية من جده (بعد وفاة والده) وأصدقاء أبيه، ويعيش في مستوى اجتماعي وثقافي رفيع، فضلا عما حباه الله به من ذكاء ونبوغ، وما فطره عليه من حب للعلم والشعر وفنون الأدب.
هو أشهر صوت شعري انطلق في ربوع الأندلس، مغردًا، مردّدًا أحلى القصائد والمقطوعات، شاعرًا ووزيرًا وعاشقًا مستلهمًا، وسجينًا وهاربًا ومطاردًا، وساعيًا من بلدة إلى بلدة ومن حاكم إلى حاكم.وأتيح لشعره من الذيوع ما لم يتح لغيره من شعراء الأندلس.
ابن زيدون وزيرا
كان "ابن زيدون" من الصفوة المرموقة من شباب قرطبة؛ ومن ثم فقد كان من الطبيعي أن يشارك في سير الأحداث التي تمر بها.
وقد ساهم "ابن زيدون" بدور رئيسي في إلغاء الخلافة الأموية بقرطبة، كما شارك في تأسيس حكومة جَهْوَرِيّة بزعامة "ابن جهور"، وإن كان لم يشارك في ذلك بالسيف والقتال، وإنما كان له دور رئيسي في توجيه السياسة وتحريك الجماهير، وذلك باعتباره شاعرًا ذائع الصيت، وأحد أعلام "قرطبة" ومن أبرز أدبائها المعروفين، فسخر جاهه وثراءه وبيانه في التأثير في الجماهير، وتوجيه الرأي العام وتحريك الناس نحو الوجهة التي يريدها.
وحظي "ابن زيدون" بمنصب الوزارة في دولة "ابن جهور"، واعتمد عليه الحاكم الجديد في السفارة بينه وبين الملوك المجاورين، إلا أن "ابن زيدون" لم يقنع بأن يكون ظلا للحاكم، واستغل أعداء الشاعر ومنافسوه هذا الغرور منه وميله إلى التحرر والتهور فأوغروا عليه صدر صديقه القديم، ونجحوا في الوقيعة بينهما، حتى انتهت العلاقة بين الشاعر والأمير إلى مصيرها المحتوم.
الحب لا يعرف وزيرا أو غفيرا
إنها أديبة شاعرة جزلة القول، مطبوعة الشعر، تساجل الأدباء، وتفوق البرعاء".
وبعد سقوط الخلافة الأموية في "الأندلس" فتحت ولادة أبواب قصرها للأدباء والشعراء والعظماء، وجعلت منه منتديًا أدبيًا، وصالونًا ثقافيًا، فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها الساحر وعلمها الغزير. ووقع الشاعر و الوزير فى الحب .
تقول ولادة فى حب زيدون
أغار عليك من نفسي وعيني ومنك ومن زمانك والمكان ولو أنى خبأتك في عيونـــي إلى يوم القيامة ما كفاني و يقول هو
إني ذكرتك بالزهرة مشتاقا والأفق طلق ووجه الأرض قد راها وللنسيم اعتلال في أصائله كأنما رق لي فاعتل إشفاقا والروض عن مائه الغضي مبتسم كما حللت عن اللبات أطواقاً يوم كأيام لذات لنا انصرمت بتنا لها حين نام الدهر سراقاً نلهو بما يستميل العين من زهر جال الندى فيه حتى مال أعناقاً كأن اعينه إذا عاينت أرقي بكت لما بي فجال الدمع رقراقاً ورد تألف في ضاحي منابته فازداد منه الضحي في العين إشراقاً سرى ينافحة نيلو فر عبق وسنان نبه منه الصبح احداقاً كان يهبج لنا ذكرى تشوقنا إليك ، لم يعد عنها العدر أن طاقا لو كان وفي المنى في حمغا بكم لكان من أكرم الأيام أخلاقا لا سكن الله قلباً عن ذكركم فلم يطر بجناح الشوق خفاقاً لو شاء حملي نسيم الريح حين هفا وافاكم بفتى أضناه مالا قي
و لم يكن ابن زيدون هو المحب الأوحد و لكن كان لديه من المنافسين من لهم شراسة مخيفة
الرسالة الهزلية
وكان هناك الكثير من الأدباء و الشعراء الذين ارتادوا ندوتها، وتنافسوا في التودد إليها، ومنهم "أبو عبد الله بن القلاس"، و"أبو عامر بن عبدوس" اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها، وقد هجاهما "ابن زيدون" بقصائد لاذعة، فانسحب "ابن القلاسي"، ولكن "ابن عبدوس" غالى في التودد إليها، وأرسل لها برسالة يستميلها إليه، فلما علم "ابن زيدون" كتب إليه رسالة على لسان "ولادة" وهي المعروفة بالرسالة الهزلية، التي سخر منه فيها، وجعله أضحوكة على كل لسان، وهو ما أثار حفيظته على "ابن زيدون"؛ فصرف جهده إلى تأليب الأمير عليه حتى سجنه، وأصبح الطريق خاليًا أمام "ابن عبدوس" ليسترد مودة "ولادة".
وكتب ابن زيدون قصيدته ( النونية ) إلى حبيبته ولادة بنت المستكفى وكان هو في اشبيلية وهى في قرطبة وهى من اشهر أشعاره قائلاً
أضحى التنائي بديلا ً عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا ألاّ وقد حان صُبحُ البين صبّحنا حَينٌ فقامَ بنا للحَين ناعينا
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم حزناً مع الدهر لا يبلى ويبلينا إن الزمان الذي ما زال يضحكنا أنساً بقربهم قد عاد يُبكينا
غِيظَ العِدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن نَغَصّ فقال الدهر آمينا فانحلّ ما كان معقوداً بأنفسنا وانبتّ ما كان موصولاً بأيدينا
وقد نكون وما يُخشى تفرّقنا فاليوم نحن وما يُرجى تلاقينا يا ليتَ شِعري ولم نُعتِب أعاديَكم هل نالَ حظـّاً من العُتبى أعادينا
لم تعد المياه لمجاريها
وفشلت توسلات "ابن زيدون" ورسائله في استعطاف الأمير حتى تمكن من الفرار من سجنه إلى "إشبيلية" ، وما لبث الأمير أن عفا عنه، فعاد إلى "قرطبة" وبالغ في التودد إلى "ولادة"، ولكن العلاقة بينهما لم تعد أبدًا إلى سالف ما كانت عليه من قبل، وإن ظل ابن زيدون يذكرها في أشعاره، ويردد اسمها طوال حياته في قصائده.
ولم تمض بضعة أشهر حتى توفي الأمير، وتولى ابنه "أبو الوليد بن جمهور" صديق الشاعر الحميم، فبدأت صفحة جديدة من حياة الشاعر، ينعم فيها بالحرية والحظوة والمكانة الرفعية.
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حسدِ بنا ولا أن تَسُرّوا كاشحاً فينا كنّا نرى اليأس تسلينا عوارضه وقد يئسنا فما لليأس يغرينــا
بنتم وبنّا فما ابتلّت جوانحنا شوقاً إليكم ولا جفّت مآقينا يكاد حين تناجيكم ضمائرنـا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفـقـدكم أيامنا فغدت سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا إن جانب العيش طلق من تألّفنا ومربع اللهو صاف من تصافينا
وإذ هصرنا فنون الوصل دانية قطافها فجنينا منه ما شينـا ليسق عهدكم عهد السرور فما كنتم لأرواحنا إلاّ رياحينــا
السلطة و النفوذ
واستطاع "ابن زيدون" بما حباه الله من ذكاء ونبوغ أن يأخذ مكانة بارزة في بلاط "المعتضد"، حتى أصبح المستشار الأول للأمير، وعهد إليه "المعتضد"، بالسفارة بينه وبين أمراء الطوائف في الأمور الجليلة والسفارات المهمة، ثم جعله كبيرًا لوزرائه، ولكن "ابن زيدون" كان يتطلع إلى أن يتقلد الكتابة وهي من أهم مناصب الدولة وأخطرها، وظل يسعى للفوز بهذا المنصب ولا يألوا جهدًا في إزاحة كل من يعترض طريقه إليه حتى استطاع أن يظفر بهذا المنصب الجليل، وأصبح بذلك يجمع في يديه أهم مناصب الدولة وأخطرها وأصبحت معظم مقاليد الأمور في يده.
وقضى "ابن زيدون" عشرين عامًا في بلاط المعتضد، بلغ فيها أعلى مكانة، وجمع بين أهم المناصب وأخطرها.
فلما توفي "المعتضد" تولى الحكم من بعده ابنه "المعتمد بن عباد"، وكانت تربطه بابن زيدون أوثق صلات المودة والألفة والصداقة، وكان مفتونًا به متتلمذًا عليه طوال عشرين عامًا، وكان بينهما كثير من المطارحات الشعرية العذبة التي تكشف عن ود غامر وصداقة وطيدة.
صراع حتى النهاية
وحاول أعداء الشاعر ومنافسيه أن يوقعوا بينه وبين الأمير الجديد، وظنوا أن الفرصة قد سنحت لهم بعدما تولى "المعتمد" العرش خلفًا لأبيه، فدسوا إليه قصائد يغرونه بالفتك بالشاعر، ويدعون أنه فرح بموت "المعتضد"، ولكن الأمير أدرك المؤامرة، فزجرهم وعنفهم، ووقّع على الرقعة بأبيات جاء فيها:
كذبت مناكم، صرّحوا أو جمجموا الدين أمتن، والمروءة أكرم
خنتم ورمتم أن أخون، وإنما حاولتمو أن يستخف "يلملم"
وختمها بقوله محذرًا ومعتذرًا:
كفوا وإلا فارقبوا لي بطشةً تلقي السفيه بمثلها فيحلم
وكان الشاعر عند ظن أميره به، فبذل جهده في خدمته، وأخلص له، فكان خير عون له في فتح "قرطبة"، ثم أرسله المعتمد إلى "إشبيلية" على رأس جيشه لإخماد الفتنة التي ثارت بها، وكان "ابن زيدون" قد أصابه المرض وأوهنته الشيخوخة، فما لبث أن توفي بعد أن أتمّ مهمته في [ أول رجب 463هـ= 4 من إبريل 1071م] عن عمر بلغ نحو ثمانية وستين عامًا. [/size] | |
| | | اسلام راكب درجه اولى
الجنس : عدد المساهمات : 693 نقاط : 1128 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: رد: اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 5:45 pm | |
| أبو نواس و جنان
من هو
الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي شاعر عربي من أشهر شعراء العصر العباسي. يكنى بأبي علي و أبي نؤاس و النؤاسي. ولد في الأحواز من بلاد عربستان جنوب غربي إيران سنة ( 145هـ / 762م ) لأب دمشقي / سوري وأم فارسيه الأصل والمرجح أن والده كان من جند مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية في دمشق.
نبذه عن حياته
توفي والده فانتقلت بيه أمه من الأحواز إلى البصرة في العراق ، وهو في السادسة من عمره ، وعندما أيفع وجهته إلى العمل في حانوت عطار. ثم انتقل من البصرة إلى الكوفة ، قصد أبو نواسٍ بغداد وامتدح هارون الرشيد ونال مكانةً مرموقةً لديه ، ولكنه ـ أي هارون الرشيد ـ كان كثيراً ما يحبسه عقاباً له على ما يورد في شعره من المباذل والمجون. وقد أطال الرشيد حبسه حتى عفا عنه بشفاعةٍ من البرامكة الذين كان أبو نواسٍ قد اتصل بهم ومدحهم. ولعل صلته الوثيقة بهم هي التي دفعته إلى الفرار حين نكبهم الرشيد فيما عرف فيما بعد بنكبة البرامكة. ذهب أبو نواسٍ إلى دمشق ثم إلى مصر متجهاً إلى الفسطاط ، عاصمتها يوم ذاك ، واتصل بوالي الخراج فيها الخصيب بن عبد الحميد فأحسن وفادته وغمره بالعطاء فمدحه بقصائد مشهورة.
من هي
جنان جارية آل عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفى المحدث . يصفها أبو الفرج قائلا : كانت جنان حلوة، جميلة المنظر، بديعة الحسن، أديبة عاقلة ظريفة، تعرف الأخبار وتروى الأشعار، وكانت مقدودة حسنة القوام
الشخصيتان مختلفتان
كان أبو نواس شاعرا فذا أجمع شعراء عصره على تميزه حتى أن الشاعر أبا العتاهية وسط أحد أصدقائه طلب منه ألا يقول الشعر في الزهد حتى لا يتفوق عليه . وقد اشتهر أبو نواس بالمجون والزندقة، ولم يكن يخفى ذلك أو ينكره بل كان يجاهر به . ويقول أبو الفرج الأصفهانى إن أهل أبى نواس حاولوا أن يزوجوه حتى ينصلح حاله فأبى عليهم ولكنهم ظلوا يلحون حتى أذعن اخيرا فزوجوه جارية جميلة من أهل بيته، فلما دخل بها أعرض عنها، وخرج فلما أمسى طلقها ثم أنشد
صاحبة القرقر قومى ارحلى ********* تنقبى صاغرة واذهبى مري فكم مثلك من حــرة ************* رائقة لم تك من مطلبى
أما هي كانت أديبة تعرف الأخبار وتروى الأشعار . أي لم تكن مجرد وجه مليح وقوام معتدل، بل كانت ذات ثقافة وموهبة ولم تكن امرأة متهتكة مثل أغلب جواري وقيان ذلك الزمان، بل كانت تفضل صحبة النساء على الرجال، وكانت حريصة على أداء فرائض دينها .
كيف كان القاء الأول
وكان أول قصته معها أنها مرت، وهو جالس في المربد مع فتيان من أهلها يتنزهون وينشدهم، فأبرزت عن وجه بارع الجمال، فجعل ينظر إليها، فأنشد يقول
أنى صرفت الهوى إلى قمر ----- لم تبتذله العيون بالنظر إذا تأملته تعاظمـك ----- الإقرار في أنه من البشر ثم يعـود الإنكار معــرفة ----- منك إذا قسته إلى الصور مباحة ساحة القلـوب له ----- يأخذ منها أطايب الثمر
وأخيرا حدث للحسن بن هانئ، ما لم يكن يتوقعه هو ولا أصدقاؤه . وقع في الحب من أول نظرة كما يحدث لشاب غرير في بداية الصبا وليس لديه أية تجارب في الحياة . ويقول لنا صاحب الأغاني : إن أبا نواس لم يصدق في حب امرأة غيرها .
حب من طرف واحد
جنان نفسها فلم تكترث بحب أبى نواس لها وافتتانه بها، ولم تتحرك في قلبها أية عاطفة تجاهه، على الرغم من كل تلك الأشعار التي كان أبو نواس يعبر فيها عن حبه العميق لها، وكانت جنان تسخر من أبى نواس، حتى أنها خرجت ذات يوم هي وصاحبة لها حتى التقيا بأبي نواس، فلما رآها كاد أن يذهب عقله وتحير وراح يدبر ويقبل، وراحت صاحبة جنان تمازحه وتقول له : فاجعلني رسولاً إليها، فلعل الله إن يمن على وعليك . فلما بلغ ذلك جنان غضبت من صاحبتها : وقالت لها : مثل هذا الكلب تطمعينه في ؟ وكان أبو نواس يعلم أن جنان تحتقره وتسبه فقد تقرب من الثقفيين الذين كانت تنتمى إليهم وأصبح يزورها ويتحين الفرص ليبعث إليها بالرسائل التي تفيض حبا ووجدا، فكانت تسبه أمام من يرسلهم إليها، وتقول إنه منحرف كذاب حتى أنه انشد في ذلك يقول
جنان تسبنى ذكرت بخير ----- وتزعم اننى مزق خنيث وان مودتى كـذب ومـين ----- وأنى للذى اهوى بثوث وما صدقت ولا رد عليهــا ----- ولكن الملول هو النكوث ولي قـلـب ينازعنى إليهـا ----- وشوق بين اضلاعى حثيث رأت كلفى بها ودوام عهدى ----- فملتنى كذا كان الحديث
طيفها يداعب خياله
شكته جنان يوما إلى مولاها، فشتمه ثم ندم على شتمه - هكذا حكى أبو نواس نفسه - فذكر له ذلك . فقال : من سبنى من ثقيف فإننى لن أسبه . ثم أضاف " فكان ذلك مما عطفها ورقق قلبها، وكان أول الأسباب إلى وصلها . ويبدو أن أبا نواس كان يتخيل أن جنانا قد رضيت عنه وقبلت أن تلتقى به، وأن قلبها لان له وأصبحت تحبه، ثم فجأة تجهمت في وجهه فغضب وهجرها مرة فأرسلت إليه رسولا لتصالحه، فرده ولم يصالحها، ثم رآها في النوم تطلب صلحه، فقال
دسـت له طيفها كيما تصالحه ----- في النوم حين تأبى الصلح يقظانا فلم يجد عند طيفى طيفها ----- فرجا ولا رثى لتشكيه ولا لانا حسبت أن خيالى لا يكون ----- كما اكون من اجله غضبانا
وكانت النتيجة أن حجب أهل جنان جاريتهم عن أبى نواس، وأرسلوها إلى دار لهم في بلدة اخرى تدعى حكمان لكى ينساها، فكان يقصد الجبل بالبصرة فيسأل كل من اقبل من تلك الناحية وينشد
اسـأل القادمين من حكمان ----- كيف خلفتما ابا عثمان وأبا مية المـهـذب والمأمول ----- والمرتجى لريب الزمان فيقولان لى جنان كما سرك ----- في حالها فسل عن جنان مالــهم لا بارك الله فيهــم ----- كيف لم يغن عندهم كتمانى صرت كالسئن يشرب الماء ----- فيما قال كسرى بعلة الريحان او كما قيل قبل اياك اعــــنى ----- واسمعوا يا معاشر الجيران
قد يدفع الحب إلي التوبة ؟
هو يتظاهر بالسؤال عن رجال آل ثقيف ولكن الكل يعلم انه لا يعنيه الا جنان، وقد بلغ ذلك الخبر مولاة جنان فبعثت إليه : إن أردت وهبتها لك . ولكن جنان مانعت في الزواج منه، واشترطت عليه ألا يعود إلى انحرافه ، ولم يستطع هو أن يعدها بذلك وقد بلغ أبا نواس يوما أن معشوقته جنان قد عزمت على الحج فقال : أما والله ما يفوتنى الحج والمسير معها عامى هذا، إن أقامت على عزيمتها، فظن الناس أنه يمزح، ولكنه لم يكن يمزح بدليل أنه سبقها إلى الخروج . كانت جنان قادرة على أن تُقوِّم اعوجاج الشاعر الكبير، وأن تعيده إلى الصراط المستقيم فقد ذهب فعلا إلى الحج ، واحرم، ويقول الذين شاهدوه بالحج، أنه جعل ينشد الشعر، ويطرب في صوته بالليل حتى فتن به كل من سمعه يقول
إلهنا ما أعــدلك ----- مليك كل من ملك لبيك قد لبيت لك ----- لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك ----- ما خاب عبد سالك انت له حيث سلك ----- لولاك يا رب هلك
ولكن الناس لم تصدق أن أبا نواس يمكن أن يتوب عن آثامه الكثيرة بسبب حبه لامرأة
عاد إلي بغداد
توفي هارون الرشيد وخلفه ابنه الأمين ، فعاد أبو نواسٍ إلى بغداد متصلاً به ، فاتخذه الأمين نديماً له يمدحه ويُسمعه من طرائف شعره. غير أن سيرة أبي نواسٍ ومجاهرته بمباذله جعلتا منادمته الأمين تشيع بين الناس. وفي نطاق الصراع بين ابني الرشيد ، الأمين والمأمون ، كان خصوم الأمين يعيبون عليه اتخاذ شاعرٍ خليعٍ نديماً له، ويخطبون بذلك على المنابر ، فيضطر الأمين إلى حبس شاعره. وكثيراً ما كان يشفع الفضل بن الربيع له لدى الخليفة فيخرجه من سجنه. وعندما توفي الأمين رثاه أبو نواسٍ بقصائد تنم عن صدق عاطفته نحوه.
وفاته
لم يلبث أبو نواسٍ أن توفي في عام ( 199هـ / 813م ) قبل أن يدخل المأمون بغداد، وقد اختلف في مكان وفاته أهي في السجن أم في دار إسماعيل بن نوبخت. وقد أختلف كذلك في سبب وفاته وقيل إن إسماعيل هذا قد سمه تخلصاً من سلاطة لسانه. وذكر الخطيب البغدادي، صاحب كتاب تأريخ بغداد، في الجزء السابع، صفحة 448 ،إن الشاعر أبو نؤاس دفن في مقبرة الشوينزية في الجانب الغربي من بغداد عند تل يسمى تل اليهود وهي مقبرة الشيخ جنيد حاليا. | |
| | | اسلام راكب درجه اولى
الجنس : عدد المساهمات : 693 نقاط : 1128 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: رد: اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 5:56 pm | |
| هند و بشر
صاحب القصة هو بشر العابد الذي كان مثل حمامة المسجد لا يبرحه ولا يكف عن العبادة.
و هي هند بنت فهد التي كانت متزوجة من تاجر موسر الحال بالمدينة المنورة و من هنا تكمن المشكلة
اللقاء الأول
تنظر من نافذة بيتها وإذ هو بشر يخطر في فورة الشباب يتفجر الضياء من وجهه.ولم تكد تقع عيناها عليه حتى خفق قلبها وأظلمت الدنيا حولها .ولم يعد بصيص ضوء إلا وجه بشر.الذي لم يغب عن خاطرها لحظه،وأحست أنها أسيرة هواه ، فلم يعد لها بالبيت مكان في إلا النافذة التي تطل منها عليه عند مسيره إلى المسجد وعودته منه ولأنها متزوجة حاولت كتمان ما يعتمد في صدرها ولن تستطع البوح بيه إلا بتغنيها بهذه الأبيات :
أهواك يا بشر دون الناس كلهم ........................... وغيرك يهواني فيمنعه صدي تمر ببابي لست تعرف الذي............................. أكابد من شوقي إليك ومن بعدي فياليتني ارض وأنت أمامها ............................. تدوس بنعليك الكرام على خدي وياليتني نعلا أقيك من ألحفا .............................وياليتني ثوبا أقيك من البرد تبات من خلى البال من ألم الجوى .............................وقلبي كواه الحب من شدة الوجد وأنك قصرت عني ولم تزر .............................فلابد بعد الصد أدفن في لحدي
رسائل الغرام تبكي
ولكن كتمانها وتغنيها بهوى بشر لم يطفئ جواها ، بل زاده اشتعالا وبرح بها واستنفد ما بقي عندها من صبر وكان لابد من البوح.ولكن لمن؟
وبعد تقليب أمرها استقر رأيها أن تأخذ العهد على جاريتها أن تكتم أمرها،وان تخبر بشرا بأمرها فأقسمت الجارية . ولما استوثقت من صدقها كتبت ما يعتلج في نفسها في كتاب وأرسلته معها إلى بشر،فلما قرأه ووقف على النار المشتعلة في صدرها سال الجارية: هل هي بكر ؟ فقالت :إن لها زوجا بالمدينة. فكأنما ألقت على رأسه صخرة ترنح بسببها لحظه،ثم تماسك وزفر:
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم كتب في الكتاب هذه الأبيات:
عليك بتقوى الله لا تقريب الزنا............................ ولا تطلبي الفحشاء فذلك مفسد استغفر مما هممت بفعله............................،نهى الله عنه والنبي محمد أما تذكري يوم الحساب وهوله ........................وما للفتى مال ولا شئ يفتدي وان تطلبي قربي فبعدي أجود ............................فخافي عقاب الله والتمسي الهدي
وما أن قرأت هند كلام بشر حتى اشتعلت جذوة الحب داخلها أكثر وأكثر ، وسالت دموعها، ونسيت نصائحه المذكورة بالله ،وكتبت ما تحس بيه إليه وهو:
أما تخشى الإله فأنني لفي .................. حسرة من لوعتي وتسهدي فأن زرتني يا بشر أحييت مهجتي .................. وربي غفور بالعطايا باسط اليد
وعادت جاريتها إلى بشر،وفي وجهها استعطاف مما ترى من حال سيدتها، لكن ذلك لم يزده إلا عفة وتذكرا لله فكتب لها:
أيا هند هذا لا يليق بمسلم.................. ومسلمة في عصمة الزوج فأبعدي أما تعلمي إن السفاح محرم .................. ،فحولي عن الفحشاء والعيب وأرشدي بهذا نهى النبي محمد .................. ،فتوبي إلى مولاك يا هند وارشدي
فلما وصلتها هذه الأبيات التي لا خرج عن دائرة العفة وتقوى الله،كتبت رسالة فيها استعطاف وشكوى وألم تذيب قلب الصخر
أمرت بتقوى الله والصبر والتقى فكيف وما لي من سبيل إلى الصبر وهل تستطيع الصبر حرى حزينة معذبة بالحب موقرة الظهر والله ما أدعوك يا حب للذي تظن ولكن للحديث وللشعر وكي نتداوى ما تراكد داؤه ..... من الشوق والحب الذي لك في صدري ولست فدتك النفس أبغيك محرما....... وما ذاك من شأني ولا ذاك من أمري وما حاجتي إلا الحديث ومجلس يسكن دمعا قد يسيل على النحر
،لكنها لم تزحزح قلب بشر عن العفاف والخوف من الله قيد شعرة،وظل متمسكا بعلاقته بربه وكتب لها:
ان الذي منع الزيارة فأعلمي.................. خوف الفساد عليك ألا تعتدي وأخاف أن يهواك قلبي في الهوى .................. فأكون قد خالفت دين محمد فالصبر خير وسيلة لتشفى .................. والى الإله فسارعي وتعبدي
وكانت تلك الرسالة بمثابة الطعنة في قلبها،فلم تكن تتوقعها بعدما أفرغت كل مكنون في رسالتها أليه لذا لم تحتمل فسقطت مريضه وساءت حالتها ،وهي تمني النفس بأن تستميل بشر،ولكنها لم تستطع الصبر فكتبت تقول له:
أيا بشر ما أقسى فؤادك في الهوى .................. ما هكذا الحب في مذهب الإسلام إني بليت وقد تجافاني الصفا.................. فارحم خضوعي ثم زد بسلام ضاقت قراطيس التراسل بيننا .................. ،وجف المداد وحفيت الأقلام
رغم ذلك التذلل والاستعطاف من هند فان بشرا لما قرأ رسالتها لم يلن قلبه ،واعتبر أن أي ميل حرام مخالف لشريعة الإسلام،ومهما صنعت فلن يخالف دينه،لذا كتب لها :
لا والذي رفع السماء بأمر.................. ودحي بساط الأرض باستحكام و هو الذي بعث النبي محمد .................. بشريعة الإيمان والإسلام لم اعص ربي في هواك وأنني .................. ،لمطهر من سائر الآثام
تدعو عليه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وطار عقل هند عندما قرأت الرسالة ،وسقطت مغشيا عليها،وعندما أفاقت جمعت غيظها في أبيات تدعو فيها على بشر أن يناله من الهوى ما نالها،ولا يغيث لهفته من يحب وكتبتها :
أدعوك رب كما صبرتني شجنا.................. أن يبتليك بهول من لا يوافيك وتشتكي محنة في الحب نازلة .................. وتطلب الماء ممن ليس يسقيك بلاك ربي بأمراض مسلسلة .................. ،وبامتناع طبيب لا يداويك ولا سرورا ولا يوم ترى فرحا ،.................. ،وكل ضر من الرحمن يبتليك
وبكت بكاء حارا ودفعت بالأبيات إلى جاريتها ،وطلبت منها أن تعود بالرد فلما قرأه بشر تملكه الغيظ من دعائها عليه وكتب يرد عليها:
يا خالق الخلق أني لست أعصيك .................. أبات ارعي النجوم الليل ادعوك فأرحم دموع ذليل بات مبتهلا .................. ،ولا تخييب رجا من بات يدعوك ويجني من هوى هند وما صنعت .................. ،يا من لكشف كروب الناس يدعوك
ثم طوي الرسالة ونهر الجارية ،وهددها إن عادت إليه برسائل أن يضربها ويخبر سيدها. فكتبت تقول له لا تطردن رسولي وارثين له .................. إن الرسول قليل الذنب مأمور واعلم باني أبيت الليل ساهرة ......... ودمع عيني على خدي محدور
بشر يهرب
وخاف بشر على دينه وايمانه وخشى ان تقدم هند على عمل يلحق به الفضيحه فقام اليل مستترا بظلامه،وارتحل الى مكه سرا دون ان يخبر احدا،ليبعده الله بعيدا عن الفتنة ، وصح ما توقعه بشر ، فلم تخب نار هند بل زادت نارها وكتبت له رساله وارسلت الجاريه فلم تجده وعادت أليها خاوية الوفاص،فكلفتها ان تستقصي خبره وتعرف الى اين ارتحل ،فتحسست الجاريه حتى علمت انه فر الى مكه.
هل انتهت القصة عند هذا الحد ؟ هل ستترك هند بشر يهرب ؟ هل سيعلم الزوج ؟ هل سيضعف بشر ؟ هل يمكن أن تلاحقه أم تبعث من يتتبعه في مكة ؟
[b]كيد النساء
فزاد حزن هند،ولم تعد ترى إلا باكيه،وأصابها مرض شديد ،وعاد زوجها من سفر كان فيه ،فحزن لحالها وأخذته الشفقة’ عليها وسألها :هل أتيك بالطبيب؟ فقالت لست ابغي طبيبا وإنما شفائي في هواء مكة،وألحت عليه أن يرحل بها إليها ،لتتنسم هوائها النقي.
ولما كان زوجها موسرا وغنيا، والترحال له عاده،حملها إلى مكة واشترى لها بيتا ويالغرابة القدر.كانت تلك الدار قريبه من دار بشر،فكانت هند تراه في غدوه ورواحه للبيت الحرام،فلا يزيدها إلا هياما وتبريحا . لكن كيد النساء عظيم كما اخبر رب العزة تبارك وتعالى.
فقد دخلت عجوز اسمها جنوب على هند فأنكره عليها حالها،وبخبرتها استطاعت استدراجها حتى علمت خبيئة نفسها،فطمأنتها وقالت لها :اتركي لي هذا الأمر أتدبره لكي، وسوف أتيك ببشر إلى قعر دارك . فطارت هند من الفرحة ووعدتها بمكافأة عظيمه ،وخشيت أن يكون كلامها تهدئة لعواطفها وتطمئنها دون فعل،فقالت تستعطفها وتبوح بمكنونها:
ساعديني واكشفي عني الكروب .............ثم نوحي عند نوحي يا جنوب واندبي حظي ونوحي علنا ................ان حالي بعده شئ غريب مارأت مثلي زليخا يوسف .................،لا،ولا يعقوب بالحزن العجيب
فأمدت لها العجوز أنها ستأتي لها ببشر،وخرجت لتوها فجلست على قارعة الطريق ترقب عودت بشر وعندما أهل عليها بادرته:يا ولدي أنني أرى على وجهك سحرا، وأنا اعتقد انك مسحور.
وفعلت تلك الكلمات المباغتة على نفس بشر عملها وقال لها:والله يا أماه لا ادري من أمر السحر شيئا،ولكن ربما صنعته امرأة في المدينة اسمها هند،كانت تعرض علي حبها وترسل لي أشعار الهوى،ولكن والله م نظرت أليها ولا اعرف شكلها،وقد فررت بديني وجئت هنا اعبد الله في بيته الحرام.
مصيدة و فضيحة واستطاعت بعدها العجوز أن تخبر بشرا بضرورة مجيئه إلى بيتها لانه سيرى ما يسره وما يبعد عنه ذلك السحر فأمرته أن يمر عليها غد وذهبت بعدها العجوز تبشر هند بأن بشرا سيكون عندها في صباح غد في بيتها ، فلم تصدقها هند واستحلفتها بالله ،فحلفت لها،فطارت وفي الصباح اتجهت العجوز لبيت بشر فقالت له :تعال إلى بيتي لأريك ما يسرك ويبعد عنك سحرك الذي ابتليت فيه وسارت أمامه إلى بيت هند على انها بيتها ،وعندما رأته هند من نافذتها جرت الى الباب لتفتحه،وما أن دخلت العجوز وخلفها بشر حتى اقفل الباب ووقفت امامه اجمل من القمر المنير ليلة تمامه ،ولم تمهله بل ألقت بنفسها عليه وهي تقول:
يا بشر واصلني وكن بي لطيفا ،،،،،،،،،،،،،،،،اني رأيتك بالكمال ظريفا وانظر الى جسمي وما حل به ،،،،،،،،،،،،فتراه صار من الغرا م نحيفا فلما راها بشر وشاهد لهفتها عليه علم بفراسة المؤمن انها هند ،وانه في دارها ،وان العجوزالتي تسللت وهربت وأغلقت الباب عليهما هي التي دبرت ا لمكيده فاستعان بالله على الخلاص مما يغضبه فلم يجد بدا من التعطف ، فحاول التخلص من يديها بلطف ، وابتعد عنها وقال:
ليس اللمليح بكامل حسنه ،،،،،،،،،،،،،،،حتى يكون عن الحرام عفيفا فأذا تجنب عن معاصي ربه ،،،،،،،،،،،،،،،،،فهناك يدعى عاشقا وظريفا وقدم زوج هند من الخروج في ذلك اليوم إلى الضيعة فجاء حتى دخل داره، فوجد مع امرأته رجلاً في البيت، فطلقها، ولبب بالفتى فذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله،
من يتقي الله يجعل له مخرجافقال: يا نبي الله! سليمان هذا بأي حق دخل داري، وجامع زوجتي، فبكى بشر، وقال: والله يا رسول الله ما كذبتك منذ صدقتك، وما كفرت بالله منذ آمنت بك، ولا زنيت منذ شهدت أن لا إله إلا الله، فقص على النبي صلى الله عليه وآله، قصته.
فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلى العجوز وهند، فأحضرهما، فأقرتا بين يديه، فقال: الحمد لله الذي جعل من أمتي نظير يوسف الصديق. ثم قال لهند: استغفري لذنبك، وأدب العجوز، وقال لها: أنت رأس الخطيئة
سهم الحب يخرج من قلب هند و يدخل قلب بشر فرجع بشر إلى منزله، وهند إلى منزلها، فهاج بشر حب هند، فسكت حتى إذا قضت عدتها بعث إليها يخطبها، فقالت: لا والله لا يتزوجني وهو قد فضحني عند رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم. وكتب لها يقول:
ارى القلب بعد الصبر أضحى مضيعا ……………وأبقيت مالي في هواك مضيعا فلا تبخلي يا هند بالوصل وارحمي ……………اسير الهوى بالحب اضحى مضيعافلما قرات رسالته كتبت تحتها:
اتطلب يا غدار وصلي بعدما ……………أسأت ووصلي منك أضحى مضيعا ولما رجوت الوصل منك قطعته…………… وأسقيتني كأسا من الحزن مترعا وأخجلتني عند النبي محمد ……………فكادت عيوني ان تسيل وتطلعا ولم تكد تمر عيناه على هذه الأبيات حتى اشتد جزعه ولوعته وكتب يقول لها:
سلام الله من البعاد ……………على الشمس المنيرة في البلاد سلام الله يا هند عليك ……………ورحمته الى يوم التنادي وحق الله لا ينساك قلبي ……………الى يوم القيامة يا مرادي فرقي وارحمي مضنيى كئيبا ……………فبشر صارملقى في الوساد فداوي سقمه بالقرب يوما ……………فقلبي ذاب من ألم البعاد واحدة بواحدة مرض من حبها، وعاد إليها الرسول، فقال: إنه مريض، وإنك إن لم تفعلي ليموتن، فقالت: أماته الله، فطال ما أمرضني. فكتبت تقول له:
سلام الله من شمس البلاد ……………على الصب الموسد في المهاد فأن ترج الوصال وتشتهبه ……………فأنت من الوصال على البعاد فلست بنائل من وصالا……………ولا يدنو بياضك من سوادي ولا تبلغ مرادك من وصالي ……………الى يوم القيامه والتنادي فلما قرأ كلامها غشي عليه،وعندما أفاق كتب لها:
كتبت أليك لما ضاق صدري ……………وأسكتني التجلد والعياء وعزالي بحبك عنفوني ……………وربي فيك يفعل ما يشاء وقد ظن ان شكواه سترقق قلبها لكنها أتت بنتيجة عكسية . فقد تشفت فيه وامعنت في هجره وكتبت تحت شعره تقول :
كتبت الى تشكو ما تلاقي ……………من الاسقام اذ نزل القضاء فأنك لم تزل ابدا سقيما ……………ووجدك لا يكون له انقضاء فمن هند الصدود مع التجافي ……………ومن بشر التضرع والبكاء فعش صبا ومت كمدا ……………فواحدة بواحدة جزاء وأخيرا التقيا ومرض بشر فاشتد مرضه وبلغ أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، فأقبلوا إليه يعودونه، فقال بعضهم: أنا أرجو أن يعذب الله هنداً، وأنشأ يقول:
إلهيَ إني قد بُليتُ مِنَ الهَوَى ... وَاصبحتُ يا ذا العرْشِ في أشغلِ الشغلِ أُكابدُ نَفساً قَد تَوَلّى بها الهَوَى، ... وَقد مَلّ أخوَاني وَقَد مَلّني أهلي وَقَدْ أيقَنَتْ نَفسِي بِأنّيَ هَالِكٌ ... بِهنْدٍ وَأنّي قَدْ وهَبتُ لهَا قَتلي وَإنّي وَإنْ كانَتْ إليّ مُسِيئَةً، ... يَشُقّ عَليّ أنْ تُعَذَّبَ مِنْ أجليفشهق شهقةً فمات، رحمه الله تعالى، وأقامت عليه أخته مأتماً، فقامت تندبه، فجاءت هند، وأخته تقول:
وَابِشرَاهُ من لَوْعَةِ الهَوى قد تولّى، ... وَابِشرَاهُ ذو الحاجاتِ لا تُقضَى وَابِشرَاهُ شَبابُهُ مَا تَمَلّى، ... وَابِشرَاهُ صَحيحاً قَدْ تَوَلّى وَابِشراهُ لِكتَابِهِ مَا أقْرأ، ... وَابِشرَاهُ بَينَ أصحَابِهِ لا يُرَى
قال: فلما سمعت هند وأخذت تبكي وتنتحب وتقول:
أيا عين نوحي على بشر بتغرير ...ألا ترويه من دمع بتقدير يا عين فيضي من بعد الدموع دما ...لأنه كان في الطاعات محبور لفقد بشر بكيت اليوم من كمد ...لأخير في عيشة تأتي بتكدير ألقاك ربك في الجناتفي غرف ...تلقى النعيم بها بالخير موفورصرخت صرخةً، ووقعت ميتةً، رحمهما الله، وذهب بها فدفنت بقبر قرب قبر بشر [/b] | |
| | | اسلام راكب درجه اولى
الجنس : عدد المساهمات : 693 نقاط : 1128 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: رد: اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 5:59 pm | |
| المعتمد و الرميكية
"المعتمد بن عباد" ملك أشبيلية، كانت فيه أخلاق الملوك وكان له سمت الملوك وطريقتهم وهيبتهم. كان ممدحاً كريماً، وكان شاعراً حكيماً أديباً، وكان ينتمي إلى أصل عربي عريق إذ كان من نسل المنذر بن ماء السماء؛ اسمه محمد بن إسماعيل بن عباد، وجده عباد قاضي أشبيلية، ثم قوي نفوذه حتى صار ملكها.
من أحب الملك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اعتماد الرميكية . كانت جارية لرميك بن حجاج الأشبيلي ، وكان تاجرا من مياسير إشبيلية ، فنسبت إليه وتولى تعليمها حتى برعت في الأدب وأضحت تنظم الشعر .
خطفته منذ اللحظة الأولى كانت تجلب الماء لسيدتها من ضفاف نهر أشبيلية , قرب مرج الفضة , وإذا بمحمد بن عباد , ابن حاكم أشبيلية ينظر إلى الماء معجباً بتموجه قائلاً:
صنع الريح على الماء زرد
وطلب من مرافقه وصديقه الشاعر ابن عمّار أن يجيزه. فأطال ابن عمّار الفكرة , وأفحم , ولم يأت بشيء !!
فما كان منها إلا أن قالت :
............................. أيُّ درع لقتالٍ لو جمد
فقال لها أعيدي , فقالت :
صنع الريح على الماء زرد .......... أيُّ درع لقتالٍ لـو جمـد
غادرت المكان , فتصدى لها ابن عباد معجباً بذكائها وجمالها , فقالت له , لست من ذلك النوع من الفتيات فقال لها أريدك زوجاً لي , فعند من أنت , فقالت جارية عند الرميك بن الحجاج.
عشق روحها
فاشتراها من سيدها فأغلى في سبيلها الثمن والمهر والهدايا و لم يحملوها اليه كجاريه و لكن كزوجه حره. فلم يكن حاجته اليها حاجه الجسد و لكن حاجته اليها كانت حاجه الجوارح و الفؤاد تلك الحاجات التي لا تنقضي الا بمفارقه الروح لذلك لم يضمها الي جواريه
السيدة الكبرى
كانت ملكة إشبيلية الأثيرة ، تحتل مكانة بارزة في حياة المعتمد ، وكانت لسمو مكانتها وتمكن نفوذها يطلق عليها اسم (السيدة الكبرى) ثم إنه عندما ولي الأمر أشتق أسم الملك من أسمها فتلقب بالمعتمد (من حروف اعتماد).
كتب اليها مقطوعة شعرية وهو بعيداً عن أشبيلية , يبدأ كل بيت من أبياته بحرف من حروف أسمها , كقلة قليلة من الشعراء الذين تغنوا بزوجاتهم:
( ا ) أغائبة الشخص عن ناظريوحاضـرةً فـي صميـم الفـؤاد ( ع ) عليك السلام بقدر الشجونودمع الشـؤون وقـدر السهـاد ( ت ) تملكت مني صعب المراموصادفـت منـي سهـل القيـاد ( م ) مرادي لقياك في كل حيـنٍفيا ليـت أنـي أعطـى مـرادي ( ا ) أقيمي على العهد ما بيننـاولا تستحيلـي لطـول البـعـاد ( د ) دسست اسمك الحلو في طيهوألفـت فيـك حـروف اعتمـاد
تأمر.... فتطاع
وكانت تسرف في دلالها على المعتمد من ذلك أنها طلبت من المعتمد أن يريها الثلج ، فزرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة حتى إذا نور زهره بدت الأشجار وكأنها محملة بالثلج الأبيض ، ومن ذلك أيضا أنها رأت فلاحات يمشين في الطين في يوم مطر وهن يتغنين فرحات ، فاشتهت المشي في الطين ، فأمر المعتمد أن يصنع لها طين من الطيب فسحقت أخلاط منه وذرت بها ساحة القصر ، ثم صب ماء الورد على أخلاط المسك وعجنت بالأيدي حتى عاد كالطين ، فخاضته مع جواريها .
و كتب فيها
وكأنمــا عــانقتني وشــكوت مـا أشـكوه مـن وجـدي وطـول سهادي
وكــأنني قبلــت ثغــرك والطـلى والوجــنتين , ونلـت منـك مـرادي
وهــواك , لــولا أن طيفـك زائـر فـي الغيـب لـي , ما ذقت طعم رقادي
ملكت العقل أيضا
كان ابن عمار قد هجا الرميكية في محاولة للخروخ على المعتمد قائلا
تخيرتهــا مــن بنــات الهجــين = رميكيــة مــا تســاوي عقــالا فجــاءت بكــل قصــير العـذار = لئــيم النجــارين عمــا وخــالا
ولم تنسى الرميكية هذا الهجاء من ابن عمار وكادت له كيدا فعلمت أن المعتمد قد تمكن من ابن عمار وانه مسجون فى القصر أن المعتمد ربما يعفوا عنه إلى أن كان ليلة يشرب، فذكرته الرميكية به، وأنشدته هجاءه فيه، وقالت له: قد شاع أنك تعفو عنه، وكيف يكون ذلك بعد ما نازعك ملكك، ونال من عرض حرمك؟ وهذان لا تحتملهما الملوك. فثار عند ذلك، وقصد البيت الذي هو فيه، فهش إليه ابن عمار، فضربه بطبر زين شق به رأسه، ورجع إلى الرميكية، وقال: قد تركته كالهدهد
دوام الحال من المحال
. وقد أبغضها الفقهاء ورموها بأنها ورطت المعتمد فيما ورطته من الخلاعة والاستهتار والمجاهرة ، حتى كتب عليه أهل إشبيلية بذلك ورفعوها إلى ابن تاشفين أمير المسلمين اياه فنفاه الى اقصى بلاد المغرب الى مدينه اغمات على بغله يركبها هو و اعتماد بينما حرس المرابطين يركبون الأحصنه امعانا في ذله، و اسكنه في بيت وضيع بدائي في المدينه و ضع عليه حارسا غليظا وقيد رجليه في الحديد حتى لا يخرج من البيت، و لم يكتفي بذلك بل منع عنه المال و الأقوات فأصبح اولاده حفاه عراه يغزلون الغزل و يبعيونه في الأسواق ولا يجد من يشترونه منهم و اصبح الناس يتصدقون عليهم بالمال و الطعام و الملابس. و تقول بعض الروايات ان حاجبه الذي كان يدفع الناس عن بابه و يخدمه قد هاجر بعد دخول المرابطين الأندلس الى المغرب كان يحسن و يتصدق الي اولاده. و عادت الرميكيه الى سيرتها الأولى و ان كانت اشد بؤسا تغسل الخرق الباليه و تخبز ما يتسنى لها من الخبز الذي يستطيع اولادها الحصول عليه من بيع الغزل فبعد ان كانت سيدة القصر تخدمها الجواري
تخوض في الطين مرة أخري و لكن !!!!!!!!!!!!!!!
رأى المعتمد بعينيه اعتماد وبناتها يكشفن عن سوقهن ليخضن في الطين في ثياب ذل ومهانة ة وأسر المعتمد أسرها فيمن أسر من أبنائه ونسائه ، ، وأظله عيد وهو في السجن فقال يصف هذا المشهد الذي يقطع نياط القلوب:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا فجاءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار جائعة يغزلن للناس ما يملكن قطميرا برزن نحوك للتسليم خاشعة أبصارهن حسيرات مكاسيرا يطأن في التراب والأقدام حافية كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا من بات بعدك في ملك يسر به
عاش هناك اربع سنوات عجاف ،،،، حيث أنه لقى موته بعد وفاة زوجة الرميكية بثلاثة أشهر
هذا هو قبر الشاعر العاشق المعتمد بن عباد فى أغمات بالمغرب هو وزوجة اعتماد
و الذى أوصى أن يكتب عليه
قبر الغريب سقاك الرائح الغادي... حقًّا ظفرت بأشلاء ابن عبّاد | |
| | | اسلام راكب درجه اولى
الجنس : عدد المساهمات : 693 نقاط : 1128 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: رد: اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 6:18 pm | |
| القس و سلامه من المحب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هو عبد الرحمن بن أبى عمار الجمشى من أهل مكة . وقد لقبوه بالقس لكثرة تعبده و كان يوصف بأنه من أعبد أهل مكة
من المحبوبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهى سلامة، مولدة من مولدات المدينة كانت مملوكة لسهيل بن عبد الرحمن بن عوف و كانت من أشهر مطربات عصرها، تستقبل الشعراء فينشدونها وتنشدهم الشعر، ويتغنون بجمال صوتها وظرفها ويتنافسون للحصول على رضائها .
صدفة
كان عبد الرحمن بن أبى عمار مارا فسمع غناء سلامة، فوقف وراح ينصت، وقد أعجبه صوتها وأداءها إلى الحد الذى جعله غير قادر على التحرك من مكانه. ورآه مولاها، ولا شك أنه عرفه وعرف قدره حتى أنه رحب به وقال له : هل لك أن أخرجها إليك او تدخل فتسمع ! فأبى فقال مولاها: أنا أقعدها في موضوع تسمع غناءها ولا تراها فأبى فلم يزل به حتى اخرجها فأقعدها بين يديه، فتغنت له . وصار عبد الرحمن بن أبى عمار يتردد على دار أبى سهيل مدة طويلة فيستمع إلى سلامة وهى تغنى، ثم يتحدثان معا وسط الناس
تسعى للاستقرار
وكانت حكايتهما قد ذاعت بين أهل مكة، واصبح الناس يتهامسون بما يجرى في دار سهيل، وذلك الفقيه الورع الذي تحول إلى عاشق متيم بالمغنية. ولعل سلامة أرادت أن تطور العلاقة بينهما فهى أيضا قد شغفت بذلك المعجب المفتون، وبأدبه وشخصيته المهذبة. وهى جارية، يستطيع لو أراد أن يشتريها من مالكها، فتصير ملك يديه، أو يستطيع أن يشتريها منه، ويحررها ثم يتزوجان على سنة الله ورسوله . لابد أن يحدث شيء لينقذ سمعة الفقيه، ويخفف عن قلبها لوعة الاشتياق ومرارة الحيرة والضياع . إنها - مثل أى انثى - تتوق إلى حياة مستقرة هانئة حيث يمكنها تعتق من حياة الليل والسمر والغناء
يخاف الله في السر و العلن
عندما انفرد العاشقان في خلوة عن الناس ، قالت له: أنا والله أحبك . قال : وأنا والله أحبك . قالت : وأحب أن اعانقك وأضع فمى على فمك . قال : وأنا والله أحب ذلك . قالت : فما يمنعك! أجابها : يمنعنى منه قول الله عز وجل: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) فأكره أن تحول مودتى لك عداوة يوم القيامة ثم خرج من عندها وهو يبكى فما عاد إليها بعد ذلك
مغادرة بلا عودة !!!!!!!!!
وتتوقف الحكاية عند مغادرة عبد الرحمن دار سلامة، ولم تستدعيه مرة أخرى، أو حاولت أن توسط بينها وبينه واحدا من الشخصيات المعروفة التى كانت تتردد عليها وتستمع لغنائها، كالأحوصى أو قيس بن عبدالله الرقيات اللذين كانا يعلمان بأمر عشق القس لها، فقال ابن قيس الرقيات في ذلك لقد فتنتا ريا وسلامة القسا ----- فلم تتركا للقس عقلا ولا نفسا فتاتان اما منهما فشبيهة الـ ----- هلال واخرى منهما تشبه الشمسا وريا أخت سلامة وكانت تلازمها أثناء زيارة القس لها
خشي على حياته من سيطرة الحب
الفقيه خشى على حياته من سيطرة الحب . لقد ادرك انه اذا ما امتلك سلامة فلن ينشغل بشيء آخر سواها . ولعلها ستغير حياته تماما، وتصرفه عن الفقه الذى تخصص فيه، والورع الذى عرف عنه حتى أن الناس كانوا يشبهونه بعطاء بن رباح، أحد التابعين ومن أجَلِّ فقهاء مكة وزهادها، ولعله كان يتطلع لأن تكون له مكانته، فيجلس في المسجد الحرام ويجتمع الناس حوله، فيفتيهم ويحدثهم ويعلمهم، كما كان عطاء يفعل .
فراق و بكاء
علم الخليفة يزيد بن عبد الملك بأمر سلامة فقال : ما يقر عينى ما أوتيت من أمر الخلافة حتى أشترى سلامة . فأرسل الرسل إلى المدينة فاشتروا سلامة بعشرين ألف دينار. وعلم الخبر في المدينة، فتوافد الناس على سلامة ليودعوها ويسلموا عليها، وسارت هى في موكب كبير يسيعها الخلق من أهل المدينة، فلما بلغوا مكانا يدعى سقاية سليمان بن عبد الملك، قالت للرسل لابد أن أتوقف لأودع القوم فأذن للناس عليها، فانقضوا حتى ملئوا فناء القصر الذى كانت تستريح فيه، فوقفت بينهم ومعها العود وراحت تغنى فارقونى وقد علمت يقينا ----- ما لمن ذاق ميتة من اياب أن أهل الحصاب قد تركونى ----- مولعا موزعا بأهل الحصاب ولم تزل تردد القصيدة حتى راحت، وانتحب الناس بالبكاء عند ركوبها، فما بقى أحد إلا بكى
خلده الحب؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
الغريب أن الكتب لم تذكر عن فقه القس شئ ، وإنما فقط خلدت أشعاره التى قالها في حبه لسلامة ومنها تلك القصيدة التى كانت أول ما غنت سلامة لوليد بن اليزيد ألا قل لهذا القلب هل انت مبصر ----- وهل أنت عن سلامة اليوم مقصر ألا ليت أنى حين صار بها النـوى ----- جليس لسلمى حيث ماعج مزهر وإنى إذا ما الموت زال بنفسها ----- يزال بنفسى قبلها حين تعبر اذا اخذت في الصوت كاد جليسها ----- يطير اليها قلبه حين ينظر كان حمامــا رايعـــا مـــؤدبا إذا ----- نطقت من صدرها يتغشمر
رحم الله المحب الفقيه الشاعر و جمعه بمن يحب بعد أن يغفر لهما في الفردوس الأعلي
| |
| | | | اشهر قصص الحب فى المشهورة فى التاريخ | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |