كلف أمين أباظة، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، الاتحاد العام لمنتجى ومصدرى الحاصلات البستانية، وقطاع استصلاح الأراضى بالوزارة، وقطاع الإنتاج التابع لمركز البحوث الزراعية، بتوفير كميات من الخضروات والفاكهة وطرحها للبيع للجمهور من خلال المنافذ التابعة للوزارة للحد من ارتفاع أسعارها فى الأسواق، فيما أكدت مصادر رسمية أنه سيتم طرح ١٠ الآف طن من الطماطم والفاصوليا والبصل، وعدد من محاصيل الخضر، خلال الشهر الجارى لإعادة التوازن فى الأسواق.
يأتى ذلك فى حين واصلت أسعار الخضر والفاكهة ارتفاعها فى الأسواق تحت ضغط تراجع واردات أسواق الجملة الرئيسية فى مختلف المحافظات، وتراوح سعر الطماطم الجملة بين ٦ و٩ جنيهات للكيلو، الذى وصل سعره للمستهلكين فى أسواق التجزئة إلى ما بين ١٠ و١٤ جنيهاً، وسجل كيلو الطماطم العطبة المستخدمة فى تصنيع «الصلصة» ٤ جنيهات.
وقال المهندس مدحت المليجى، رئيس الاتحاد العام لمنتجى ومصدرى الحاصلات البستانية، إنه من المقرر البدء من اليوم فى طرح منتجات الطماطم والفاصوليا والبصل فى ٤ منافذ بوزارة الزراعة، وفى منطقة المهندسين بالقرب من مسجد مصطفى محمود، وفى الدقى، والجيزة، على أن تباع الطماطم بسعر ٤.٧٥ جنيه للكيلو، والفاصوليا بسعر ٣ جنيهات، والبصل بسعر ١.٧٥ جنيه للكيلو.
واتهم المليجى تجار التجزئة برفع الأسعار بالمخالفة لآليات السوق، معتبراً أن الارتفاع الحالى مبالغ فيه وغير مبرر ولا يعكس انخفاضاً حقيقياً فى المعروض من الخضروات، وقال: «ليس من المنطقى أن ترتفع أسعار الطماطم بهذه الصورة رغم أن انخفاض الإنتاج يرجع إلى الموجة الحارة، التى تعرضت لها البلاد خلال الصيف الحالى، وبعض تجار التجزئة استغلوا حالة السوق ورفعوا الأسعار بصورة غير مبررة».
وكشف المليجى عن أنه سيتم طرح أكثر من ألف طن شهرياً من الطماطم لاستعادة التوازن فى أسواق البيع بالتنسيق مع الوزارات المعنية، كما تبدأ وزارة الزراعة فى زيادة منافذها لبيع الخضروات والفاكهة، الأسبوع المقبل، لتلبية احتياجات سكان القاهرة الكبرى.
وتوقع الدكتور صلاح محمدين، أستاذ الخضر بمركز البحوث الزراعية، أن تنخفض أسعار الطماطم فى الأسواق مع بدء موسم إنتاج الطماطم بمحافظات الصعيد فى ديسمبر المقبل، معللاً الارتفاع الحالى فى الأسعار بارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج الزراعى مثل المبيدات والأسمدة وإيجار الأراضى، فضلاً عن الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، الذى تعرضت له مصر الصيف الحالى.
وأضاف محمدين أنه تم استنباط هجين جديد من الطماطم يتحمل ارتفاع درجات الحرارة حتى ٣٧ درجة مئوية، ويتميز بارتفاع إنتاجيته، مقارنة بالهجن الأخرى، مشيراً إلى الانتهاء من وضع خطة بحثية لزيادة كميات التقاوى، التى سيتم طرحها فى الأسواق خلال الموسم المقبل لتلافى الآثار السلبية لارتفاع درجات الحرارة بسبب التغيرات المناخية.
من جانبهم، قال تجار بأسواق الجملة إن موجة الارتفاع فى أسعار الطماطم زادت هذا الموسم بسبب الضغوط الشديدة، التى تمارسها شركات تصنيع المركزات التى دخلت فى منافسة شديدة مع المستهلكين، مشيرين إلى أن تلك الشركات تشترى احتياجاتها من الطماطم من أسواق الجملة عبر مزادات بيع يتم تنظيمها بسبب ضعف الكميات الواردة.
وأكد المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية أن ١٣ شركة تمارس حالياً تصدير مركزات الطماطم، مقابل شركتين فقط قبل نحو ٣ سنوات، وأشار إلى أن صادرات مركزات الطماطم العام الماضى ارتفعت إلى نحو ٢٠٥ ملايين جنيه، فيما تحصل الشركات على دعم تصديرى يتراوح بين ١٠ و١٥%.
وقال حسن نور الدين، رئيس شعبة الخضر والفاكهة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن التقلبات الجوية والمناخية ستعيد بناء خريطة زراعة المحاصيل، الأمر الذى سينعكس على أسعارها، فى ظل الزيادة المتوقعة فى مساحات زراعة المحاصيل، التى تتحمل درجات حرارة عالية، مقارنة بتلك التى لا تتحمل الارتفاع فى درجات الحرارة.