وفاة أبي لم تكن طبيعية ولم يكن التحقيق في أسبابها في بالنا وقتها.. ونظام السادات جعل منه العدو الأول
عبد الحكيم جمال عبد الناصر
تسببت القنبلة التي فجرها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل حول فنجان القهوة الذي أعده الرئيس السادات قبل وفاته بثلاثة أيام في جدل كبير في الأوساط السياسية، وفي تصريح خاص لـ «الدستور»، قال المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر: تابعت ما قاله الأستاذ «هيكل» وواقعة فنجان القهوة أعرفها منذ سنين من خلال شقيقتي الدكتورة «هدي»، لكني في الوقت نفسه لا أستطيع أن أجزم بشيء وتبقي كل الاحتمالات مفتوحة وكل الاختيارات متاحة، لكننا لا نمتلك دليلاً قاطعًا لإدانة أحد.
وأضاف نجل الرئيس: الشيء المؤكد الوحيد هو أن جهات عديدة تكالبت للخلاص من الرئيس عبدالناصر، منها المخابرات الأمريكية والموساد وعدد من الدول، فالتوقيت الذي توفي فيه والدي لم يكن طبيعيًا، وافتعال ما حدث في أيلول الأسود وكل تلك الأحداث ليست طبيعية، فالمؤتمر الذي عقد في النيل هيلتون تواجد فيه ناس كثيرون، وأنا حالياً أبحث عما إذا كان كمال أدهم - رئيس المخابرات السعودية - موجوداً أم لا؟!
وحول شكوكه بشأن الرئيس السادات وهل كان فنجان القهوة مسموماً أم لا؟!، قال عبدالحكيم عبدالناصر: الأحداث اللي حصلت تخلي كل شيء جايز وليس شرطاً أن تتجرع السم لكي تموت لأن الضغوط التي كانت علي الرئيس عبدالناصر تسببت له في أزمة، وممكن الضغوط تموتك، فالرئيس السادات الذي بدأ عصره بانحناء لوالدي، انقلب علي كل ما فعله عبدالناصر، والشعب قال إنه مشي علي ما فعله ناصر بأستيكة، فتخلي عن القومية العربية ووضع 99% من أوراق اللعبة السياسية في يد أمريكا.
وأضاف: الأستاذ هيكل لفت انتباهي مؤخرًا إلي أنه مكتوب في مذكرات كسينجر أن إسرائيل اعترضت علي حائط الصواريخ الذي لو دشنته مصر فسيغطي العبور وطلبت إسرائيل تدخل أمريكا، وقال كسينجر إنه خلال 90 يوماً ممكن الدنيا تتغير، وهذا ما حدث بالفعل، فوفاة أبي ليست طبيعية وعليها علامة تعجب كبيرة جداً.
وفي سؤال عن عدم مطالبة أسرة عبدالناصر بالتحقيق في وفاة الرئيس طالما لديهم هذه الشكوك حولها، قال عبدالحكيم: لم يكن هذا في بالنا وقتها، وبعدين ح تطلب من مين؟ من نظام السادات اللي نصّب جمال عبدالناصر عدوه الأول وشن هجوماً من الشتائم عليه!
وحول عدم لجوئهم للقضاء الدولي، أضاف: إحنا ح نضحك علي بعض؟ هو فيه حاجة اسمها قضاء دولي؟ أنا مش مؤمن بالكلام ده.. المحاكم الدولية دي موضوع بيضحكوا بيه علي الناس، ويطبق علي الدول الغلبانة، فالقضاء الدولي الذي يلاحق الرئيس السوداني لم يفعل شيئاً مع الرئيس الأمريكي الذي قتل 2 مليون عراقي، فالقضاء الدولي نكتة سخيفة!
وقدمت رقية السادات ابنة الرئيس الراحل أنور السادات بلاغاً للنائب العام، تطالب فيه بالتحقيق فيما قاله هيكل وأنه أثار الشكوك حول إمكانية أن يكون الرئيس السادات وضع سماً للرئيس عبدالناصر في القهوة.
جدير بالذكر أن «الدستور» أول صحيفة اهتمت بتصريحات هيكل التي أثارت جدلاً كبيرًا، وقال فيها إن السادات دخل مطبخ الرئيس عبدالناصر قبل وفاته بثلاثة أيام وأعد فنجان القهوة بنفسه بعد أن أخرج المسئول عن مطبخ الرئيس عبدالناصرلكن هيكل لم يتهم السادات بل برأه وقال: لا أحد يمكن أن يقول إن السادات وضع السم لعبدالناصر في هذه الفترة، ولأسباب إنسانية وعاطفية لا يمكن تصديق هذا، لأن هذا الموضوع لا يمكن القطع فيه إلا بوجود دليل مادي، فلم يستدل علي وجود السم في الهيلتون!