سفر جمال مبارك إلى واشنطن أثار أسئلة التوريث
لماذا رافق جمال مبارك الوفد المصري الرسمي المصاحب للرئيس مبارك في
المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الأخيرة؟.. كان هذا السؤال هو لسان حال
الشارع المصري خلال الأيام الماضية، قبل أن ينتقل عبر المحيط إلي الولايات
المتحدة الأمريكية، لتطرحه بعض وسائل الإعلام بالدرجة التي دفعت متحدث
الرئاسة الرسمي، السفير سليمان عواد، لتبرير وجود أمين لجنة السياسات بصحبة
أبيه بين وفد رسمي، وفي مفاوضات بين رؤساء 4 دول، بأنه شكل إنساني لأن
مبارك الابن بار بوالده، قبل أن يشدد علي أن جمال لم يلتق بأي من المسئولين
الأمريكيين ولم يزر البيت الأبيض، إلا أن بعض المحللين السياسيين رأوا
أسباباً أخري لهذه الزيارة، حيث أكد الدكتور حسن نافعة - أستاذ العلوم
السياسية ومنسق الجمعية الوطنية من أجل التغيير -، أن مبارك انتهز فرصة
وجوده في الولايات المتحدة ووجود نتنياهو ليناقش مصر ما بعد مبارك.
وجري
النقاش - كما يذكر نافعة - في وجود أوباما ونتنياهو لاستطلاع أرائهما في
مشروع التوريث، وأراد كذلك تقديم جمال لهما في ظل غياب الشعب المصري الذي
لن يستطيع أن يختار رئيسه بمحض إرادته، وبالتالي هناك مساعٍ لكسب تأييد
دولي لمشروع التوريث، وقال «إن لم يذهب جمال لهذه المهمة فلا حاجة لمرافقته
وفد الزيارة بواشنطن».
بينما وصف جورج إسحق - أحد مؤسسي حركة
«كفاية» والقيادي بالجمعية الوطنية من أجل التغيير - الزيارة بأنها
«ملتبسة» وغير واضحة نتيجة لانعدام الثقة بين الشعب والنظام.
وتساءل إسحق عن سبب عدم إعلان وجود جمال مبارك في الوفد الرسمي المتجه لواشنطن، وقال إن إخفاء هذه المعلومة يعتبر مؤشراً خطيراً.
بينما
يري أبوالعز الحريري - نائب رئيس حزب التجمع الأسبق - عدم وجود أي مبرر
لاصطحاب مبارك لجمال، قائلاً: «طب ما أخدش علاء ليه مادام الهدف
إنسانياً؟!»، وأكد الحريري أنه لم يسمع عن اصطحاب رؤساء الدول لأبنائهم
معهم في ظل وجود حراسة مؤمنة عليهم، بالإضافة إلي عدم اصطحابه ابنه أثناء
56 زيارة لفرنسا في السنوات الماضية.
وتابع الحريري: «من قال إن
الوفاء للآباء يتطلب التعامل مع الإسرائيليين والتدخل في تسوية غير مقبولة
للقضية الفلسطينية، وإنما ذهب ليقدم نفسه للأمريكيين والإسرائيليين علي
أساس أنه ملم بالوضع في فلسطين وإسرائيل، وقريب من النظام الأمريكي صاحب
سلطة تحديد الرئيس القادم لمصر».
من جانبه، قال الدكتور محمد غنيم -
رائد زراعة الكلي في الشرق الأوسط وعضو الجمعية الوطنية للتغيير - «أرجو
أن تكون الزيارة إنسانية فحسب، وإن كان عدم مرافقة الابن الأكبر للرئيس معه
في الزيارة غير مبرر أو مفهوم من هذا المنطلق»، وأضاف «هل صاحب مبارك
الابن والده حقيقة بسبب وضعه الصحي أم ليقدم نفسه كمرشح محتمل للرئاسة في
مصر؟».
وقال عبدالرحمن يوسف - مقرر حملة دعم البرادعي رئيساً - إن
زيارة جمال مبارك لواشنطن محاولة لفرض نفسه في الصورة وفرضها كذلك علي
والده في هذا الوفد الدولي وفي محاولة لوضع اسمه كمرشح محتمل لرئاسة
الجمهورية، إلا أنه أكد أن هذه المحاولة ستبوء بالفشل، وقال «في كل الأحوال
مشروع التوريث أصبح جثة هامدة، ولن يتمكن أحد من أحيائه».