قال لى : تعبت من البحث عن زوجة لى تطابق مع صفاتى وميولى ..
قلت : انك تبحث عن مستحيل ..
قال : ولم ؟!
قلت : لان الله تعالى وضع سنناً فى الكون , ومن هذه السنن التعدد والاختلاف فى المخلوقات , تأمل فى الكون وما فيه والبشر والوانهم واجناسهم وطباعهم ولغاتهم ... لا تجد اثنين متطابقين .. فكيف تبحث عن زوجة تطابق فى صفاتها معك ؟ ابحث عن زوجة تناسبك .. ولكن اريدك ان تقدر هذه السنة الكونية ؛ لان الله لم يوجدها عبثاً , فاختلاف الزوجين له منافع كثيرة منها :
ان يتعلم كل واحد من الاخر ,
يستمتع كل منهم باختلافه مع الاخر ,
يستفيد الابناء من هذا الاختلاف فينشأوا متوازنين
قال : اذاً ابحث عن زوجة مختلفة عنى ..
قلت : انا لم اقل ذلك , وإنما أريدك وأنت تبحث عن زوجة أن تعرف سنة الله في الخلق، فلا تصدم بعد المعاشرة الزوجية، بأنها تختلف عنك، وإنما أعطانا الله تعالى نعمة "التكيف" ، ونعمة "التفاهم" ، ونعمة "الحوار" ، لكي نتعايش مع من نختلف معهم، ونستفيد من هذا الاختلاف في تحسين علاقاتنا، وهذه احد مزايا الإسلام انه احترم الجميع وتعامل معهم، وهذا هو الفكر الإسلامي الذي جاء لنطبقه على المجتمع، كذلك ينبغي أن نطبقه على الحياة الزوجية ... وان اختلف الزوجان فى امر فمرده الى الله ورسوله فكل خاطب ومخطوبه في أيامهما الأولى يعتقدان أن كل واحد منهما هدية من الله للآخر، فإذا ما استمرت الحياة الزوجية بدأت تظهر الخلافات والاختلافات، ولو كان يعلمان بهذه السنة الكونية لقَلَّت الخلافات الزوجية، وتلاشت الاختلافات العائلية.
قال: (إن الاختلاف والتعددية سنة كونية وفهمها يذهب الخلافات الزوجية) سأكتب هذه العبارة على أول هدية أقدمها لخطيبتي.
فابتسمت لحديثه ثم قلت له : دعني أقل لك طرفة نختم بها حوارنا: ( قال الزوج لزوجته في أول يوم من حياتهما الزوجية : ما رأيك أن ينزع كل واحد منا ثوبه ويلبسه الآخر، فاستغربت الزوجة من قوله، ثم ابتسم، وقال بلطف : أردت أن أعلمك درساً أن لكل واحد منا مهامه ووظائفه في الأسرة، ولو حاولنا تبادل الوظائف كما نتبادل الثياب لفسدت الأسرة )