يقول ابراهيم عيسى فى مقاله بجريدة الدستور
هل يقف محمود الجمال، حما ووالد زوجة جمال مبارك، وراء حملة الدعاية له والترويج للتوريث والمطالبة بابن الرئيس رئيسًا؟
السؤال مشروع بل منطقي عندما نتأمل الواقع المثرثر عن
ترشيح الأخ جمال لمنصب والده، وكأن هؤلاء الذين يندفعون للنفخ في توريث
جمال يريدون أن يضغطوا علي الرئيس الوالد ويقولون له بطرق غير مباشرة :
كفاية كده يا سيادة الرئيس وعايزين ابن سيادتك ومحدش يكره الخير لابنه!
طبعًا رئاسة جمال لمصر ليست خيرًا لمصر -وهذا معروف ومفهوم - وهي كذلك ليست خيرًا لجمال شخصيًا!
نعود ونحاول فهم لماذا نطرح السؤال: هل يقف حما جمال وراء حملته الترويجية ؟
أسبابنا في السؤال الذي لا يزال استفهاميًا وليس أكثر
هي أن وراء اللغو اليومي عن جمال وترشيحه للرئاسة والحملات المتوهمة
والمزيفة لدعم ترشيحه رجل الأعمال إبراهيم كامل (وقد قلنا عن القروض التي
تمت تسويتها له في بنك مصر -ثلاثة مليارات جنيه بالمناسبة- وعن صندوق مصر
للاستثمار الذي كان شريكًا ولا يزال مع جمال مبارك في عضويته ) وهو أيضًا
واحد من مليارديرات مصر الذين يسعون مع محمود الجمال- رجل الأعمال وحما
جمال مبارك للحصول علي أرض الضبعة وإقامة مشروعات سياحية ومعمارية وعقارية
فيها، وقد تردد اسما كامل والجمال كثيرًا وعديدا في الحديث عن فريق رجال
الأعمال الذي يقف ضد إنشاء محطات نووية علي أرض الضبعة في الساحل الشمالي.
ورغم أن جمال مبارك نفسه هو الذي أعلن علي المصريين في مؤتمر للحزب الوطني
منذ أربع سنوات عن دخول مصر عصر المفاعلات الذرية والطاقة النووية، فإن هذا
الإعلان الفخور- الذي قدمه جمال شخصيًا وليس والده كي ينسب الناس له حلم
النووي- انتهي إلي أوهام وضلالات ولم يتحول إلي أي خطوة عملية، ولا يزال
فريق رجال الأعمال ( واسم حماه يتردد من بينهم) يسعي لتحويل الضبعة إلي
منتجعات سياحية بدلا من أن تكون حلمًا نوويًا يتحقق لمصر !
إذن عندما نري رجلا يرتبط في أكثر من جملة واحدة مع
حما جمال في مشروع الضبعة هو الذي يثرثر ليلاً ونهارًا عن ترشيح جمال فهذا
يدفعنا للتساؤل، خصوصا أن الطرف الثاني الذي يشارك في حملة ترويج الحملة
المتوهمة لجمال هو جهة صحفية يملكها شريك حما جمال مبارك في مشروع عقاري
ومعماري بالمليارات في محافظة الجيزة، وصديق عمره ورفيق دربه! فإذا بهذه
الجهة المملوكة لهذا الشريك الصديق الرفيق هي التي تروج يوميًا لجمال
بالصورة والخبر والتعليق والتصريح وافتعال الموضوعات، ومن ثم يضعنا هذا كله
أمام السؤال المنطقي الذي يبحث عن إجابة:
هل يقف فعلا حما جمال وراء توريث جمال؟