ربما يكون هذا الموضوع شديد الحساسية بعض الشيء ولكن على حسب اعتقاد القاريء نفسه وتوجهاته في جميع الميادين ..
فلم يعد الأمر الذي يدعو للإسلام بديهياً كما كان في سابق عهده وعلى مدى عقدين من الزمن ..
ومع
إثراء كل الجهود المتاحة من أجل تحسين العلاقات ما بين الشرق والغرب إلا
أن هناك تيارات سياسية ودينية متطرفة من قِبَل الغرب تمنع وجود مثل تلك
العلاقات أو حتى تحسينها ..
فالناظر لوضع المجتمعات الشرقية أو الدول العربية ككل يجد أن هناك أموراً كانت في الماضي حراماً أو غير جائزٌ العمل بها ..
أو كل ما يتعلق به يتم طي الكتمان ومن وراء الكواليس ..
أما الآن فقد بات الأمر علنياً وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع والشعوب ..
فقد
هيمنت القوى الطاغية الغربية على الدول العربية والإسلامية وحكامها و
بدأوا بالضغط عليهم من أجل تحليل كل ما هو محرم وتحريم كل ما هو محلل ..
وهذا الأمر بات جلياً إذا ما نظرنا بعين الإعتبار لمؤسسات الدولة كافة ..
فقد أصبحت الرشاوي على سبيل المثال علنية وبشكل فاضح لم تكن ملحوظة في سابق عهدنا أو من خلال العقود الماضية ..
فالفساد استشرى في كل دوائر الدولة كما يستشري السرطان في جسد الإنسان ..
وأصبح
من لا يرشو أو يرتشي مهملاً وليس له قيمة أو وجود .. وأصبحت الإدارت
الكبرى في الدولة تعمل على إقالة الشرفاء ومن لا يأخذ الرشى أو يتعاطى بها
..
نقطة أخرى ألا وهي الكسب الغير مشروع ...
فقد أصبح المواطن الآن يسرق وينهب ويأكل حق فلان وعلان ولا رقيب ولا عتيد ,, وكلما أُتيحت له الفرصة للنهب والسلب فلن يوفرها ..
وإذا ما حدثت مُسائلة قانونية فتقوم السلطات العليا بـ ( لفلفة الموضوع ) بشكل سياسي وديبلوماسي ..
لأن
هذه السلطات لها ذراعٌ في العملية كما المثل القائل ( يدٌ واحدة لا تصفق )
هو مثلٌ صحيح ويُعطي صورة قاطعة عن أحوالنا وأيامنا الذهبية الحالية .
وهذه المصيبةُ الفادحةُ تكشفُ عن الفسادِ المستشري في بلادِنا تحت ظلِ الحكوماتِ العميلة
التي فرضتها أميركا علينا لتعيثَ في بلادِنا فساداً وإفساداً.
والتي جعلت محاربةَ الإسلامِ والتعذيب والإثراء الحرام والرِشوةَ والاستهانةَ بالأرواحِ والحرمات ديدنَها ومنهجَها.
وتكشف عن أنه طالما ظلت هذه الحكوماتُ متسلطةً علينا فسَتُزْهقُ الأرواحَ وتضيِعُ الحقوق وتنشر الفسادَ.
ففي فرنسا صدر قانونٌ يعاقبُ كلَ من يشككُ في وقوعِ المحرقة النازية ضد اليهودِ،
بينما يَحْرُمُ على المسلماتِ في المدارسِ تغطيةُ رؤوسِهن، وفي فرنسا لا يستطيعُ الأب المسلم أن يمنعَ ابنتَه من ممارسة الرذيلة ..
لأن القانونَ يحميها، ولكن هذا القانونَ يعاقبُها إذا غطت رأسَها في المدرسة .
وفي بريطانيا صدر قانونٌ يعاقب من يمجد الإرهاب، ولكن لا ضيرَ من سبِ النبيِ صلى اللهُ عليه وسلم.
ويجب ألا ننسى الحقد الصليبي الذي يُكنُه الغرب الصليبي بقيادةِ أميركا
للإسلامِ، والذي كانت أحدَ أمثلتِه الإساءات المتكررة ُو التي وُجهت إلى
شخصيةِ الرسولِ الأكرمِ صلى اللهُ عليه وسلم.
فقد
وجهوا الإساءاتِ للنبيِ صلى اللهُ عليه وسلم، وتعمدوا الاستمرار في ذلك
ورفض الاعتذارِ، ولازالوا ينشرون هذه الإساءات، بينما لا يجرؤ أحدٌ منهم
أن يمسَ اليهوديةَ بأذىً،
ولا أن يشككَ في مزاعمِ اليهودِ ضد النازيين ولا أن يهينَ الشاذين جنسياً،
وإلا وقعَ تحت طائلةِ الهجومِ والاضطهادِ وعقوباتِ القانونِ.
كل
هذا لأننا في نظر الغرب نهب مباح من حقهم احتلال أرضنا وسرقة ثرواتنا ثم
سبنا وسب ديننا وإهانة قرآننا ونبينا عليه الصلاة والسلام. ثم بعد ذلك
يعطوننا دروسا في الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
إن
الغرب يتمتع بنفاق عجيب في المبادئ والأخلاق، فما هو حلال لهم حرام على
غيرهم، فحلال عليهم أن يقصفونا ويقتلوا نساءنا وأطفالنا وحرام علينا أن
نرد عليهم، وحلال عليهم أن يدمروا المساجد ويقتحموها في أفغانستان والعراق
وحرام علينا أن نعرف ما يدور في أقبية التعذيب في الأديرة التي سيقت لها
أخواتنا المسلمات .
فالحكومات
العربية الآن أصبحت تابعاً تبيعاً موالياً للغرب بكل فساده .. وإرضاءً
لأميركا ثم خدمةً جليلةً لبني صهيون وهذا جل ما يرده أعداء الدين ..
فقد
ولُوا علينا أراذلنا من العرب الذين يحرمون ما أحل الله ويحلون ما حرم
الله وذلك من خلال ما يسمون بـ علماء الدين والمفتين الذين بدأوا بالإفتاء
نزولاً تحت رغبات حكوماتهم اللعينة ولهثاً وراء الأموال التي تغريهم بها
الحكومات ,
وما
يحدث في باكستان الآن لهو صورة صريحة لمحاربة الإسلام حيث تقوم الولايات
المتحدة بشن حربٍ بالوكالة على المسلمين والإسلام عن طريق الجيش
الباكستاني والكثير من هذه الصور كما في أفغانستان ..
فالحرب
هي حربٌ على الإسلام باسم الحرب على الإرهاب .. وينفقون لها أمواللاً
وعتاداً وجنوداً لم يشهد له التاريخ من قبل ولكن نكتفي بالإستشهاد بقول
الله عز وجل :
( إن
الذين كفروا يُنفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون
عليهم حسرةً ثم يُغلبون .. والذين كفروا إلى جهنم يُحشرون .. ليَمِيز الله
الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعضٍ فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم
.. أولئك هم الخاسرون )
الأنفال – الآية 36 ...