موقف المحافظ أثار استياءً بالغا بين أوساط أقباط المنيا
بعد ساعات من إعادة زوجة كاهن دير مواس المختفية، تظاهر قرابة الألف
مواطن قبطي في مركز مغاغة (أمس)، احتجاجا على قرار محافظة المنيا بوقف
الترخيص ببناء كنيسة لهم مهددين بالسفر إلى القاهرة والاحتجاج فيها ما لم
يتدخل الرئيس مبارك لنزع فتيل الأزمة.
وقال الأنبا "أغاثون" -أسقف
مغاغة والعدوة- إن الدكتور "أحمد ضياء الدين" -محافظ المنيا- أوقف تراخيص
مباني مطرانية مغاغة والعدوة الجديدة، رغم صدور ترخيص سابق بهدم مبنى
الكنيسة القديمة وبناء أخرى.
وأوضح "أغاثون" أنه لم يكن من الممكن
هدم الكنيسة القديمة إلا بعد استكمال بناء الجديدة، لكن فوجئنا بمحافظ
المنيا يقول في القنوات الفضائية: "مطران مغاغة عايز يبني مطرانيتين جنب
بعض".
وأضاف مطران مغاغة: حصلنا على وعد باستخراج رخصة بناء خلال
أسبوع من الإزالة، وفعلا أتممنا إزالة المباني القديمة يوم 16 مارس الماضي،
لكن لم يتم السماح لنا ببناء الكنيسة الجديدة حتى الآن.
ويتابع
الأنبا: ورغم أننا حصلنا على موافقة كتابية من مجلس مدينة مغاغة ببناء
الكنيسة الجديدة، إلا أننا فوجئنا بمحافظ المنيا يوقف الترخيص، حينئذٍ
أرسلت الأب "برنابا" -وكيل المطرانية- لمقابلته، ولكن أتت إجابة المحافظ
غريبة، وتتهمنا بعدم الالتزام، واحتدّ عليه في النقاش، بحسب قوله.
في
السياق ذاته صرّح مصدر في محافظة المنيا بالقول: إن "الأنبا "أغاثون"
يتعمد قلب الحقائق"، مضيفا أن المحافظ عقد لقاء مع مطران مغاغة، استمر خمس
ساعات، حضره نواب عن مجلسي الشعب والشورى وعدد من رجال الدين المسيحي
ومحامٍ عن المطرانية، واتفقا خلال الاجتماع على أن تختار المطرانية المساحة
الأكبر لبناء الكنيسة عليها، فـ"المحافظة لن تسمح ببناء مسجدين متقابلين
أو كنيستين متقابلين أو حتى مخبزين متقابلين"، بحسب تعبير المصدر، الذي
أضاف أن المحافظ اشترط أن تهدم الكنيسة المبنى القديم تماما، وبعدها تحصل
على ترخيص البناء للجديد، "وهو ما نقضه مطران مغاغة الذي يصر على بقاء
المبنى القديم وجزء كبير منه".
وأكد المصدر أن "الكنيسة نقضت العهد في عملية بناء مستشفى، فبعد الموافقة عليه، قالت إن الإمكانات لا تسمح الآن".
جدير
بالذكر أن الدكتور "أحمد ضياء الدين" -محافظ المنيا- كان قد أكّد في وقت
سابق أن المحافظة على استعداد فوري لإنهاء إجراءات التراخيص الخاصة ببناء
كنيسة جديدة بمطرانية مغاغة شريطة التزام المطرانية بتنفيذ شروط الاتفاق
المبرم بينها وبين المحافظة، وفي مقدمتها إزالة كافة المباني القديمة داخل
الكنيسة القديمة لضمان عدم وجود مبنيين لكنيستين متقابلتين.
وقال
المحافظ إن إجراءات تراخيص الكنيسة الجديدة والتي تقع في الجهة المقابلة
للمطرانية القديمة على بعد 15 مترا تقريبا كانت قائمة ولم يتم وقفها إلا
بعد الإخلال بشروط التعاقد من قبل مطرانية مغاغة والعدوة.