n
8
2010
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]جدّي تعرّض بعد وفاته لظلم شديد.. وأقل واجب
تجاهه هو أن أدافع عنه
أعربت الفنانة بسمة عن انزعاجها الشديد من التجريح لها ولجدّها لأمها
"يوسف درويش" بسبب ديانته اليهودية، كاشفة عن أنها انتهت مؤخراً من تصوير
فيلم تسجيلي يرصد قصة كفاح جدَّها المناضل السياسي خلال أربعينيات القرن
الماضي، وذلك ضمن حملة ترد بها على الذين يشككون في وطنيته.
وفي تصريحات خاصة لـشبكة الـ"إم. بي. سي" أعلنت بسمة: "سئمت الحديث عن
القول بأن جدّي ينتمي لأصول يهودية، لذا قررت أن أردّ على كل الجهلة الذين
يُشككون في وطنيته بفيلم تسجيلي عنه بعنوان يوسف درويش راعي الأمل".
وأضافت: "إن قصة الفيلم التي كتبها المؤلف سيد محمود ترصد قصة حياة
جدّها ونضاله السياسي، وكيف أنه كان إنساناً يخشى كل شيء على مصر، وكيف أنه
خاض معارك من أجل العروبة."
وأرجعت اللجوء لتصوير فيلم خاص للدفاع عن جدّها بقولها: "جدّي تعرّض بعد
وفاته لظلم شديد، وهو لا يملك القدرة الآن للدفاع عن نفسه، وأقل واجب
تجاهه هو أن أدافع عنه ضد الاتهامات التي تساق ضده من خلال ظهوري في هذا
العمل لأتحدّث عن جدّي الإنسان وجدّي السياسي، ويكفي هذا الحد من تجريحه".
ومن الجدير بالذكر أن بسمة عبّرت في أكثر من مناسبة عن غضبها من سوء
الفهم الذي يُطاردها بسبب ديانة جدّها اليهودية، وصرّحت أن البعض يربط بين
ديانة جدّها لأمها، "يوسف درويش"، وبين الصهيونية وإسرائيل، مؤكدة أنه كان
بالفعل يهودياً وليس إسرائيلياً أو صهيونياً.
وأوضحت أنه كان ينتمي لطائفة "اليهود القرائين" وليس "الربانيين"، مشيرة
إلى أن هناك فرقاً شاسعاً بين الطائفتين؛ إذ إن الأولى تلتزم حرفياً
بتعاليم التوراة التي تُشبه الإسلام كالصلاة في الركوع والسجود، ووضع
السيدة للحجاب، وكذلك خلع الحذاء قبل الصلاة.
أما الطائفة الثانية (اليهود الربانيون) -كما تقول بسمة- فهي التي تلتزم
بالتلمود منهجاً فقط.
وأرجعت سبب إشهار جدّها إسلامه في عام 1947 إلى رغبته في البقاء في مصر
في أواخر عقد الأربعينيات؛ حيث كان عمره لا يتجاوز 30 عاماً.
وأضافت أن جدّها تخرّج في كلية الحقوق، ثم تحوّل للنضال في صفوف اليسار
المصري؛ حيث كان يناضل دفاعاً عن حقوق العمّال، واصفة إياه بأنه كان وطنياً
شريفاً يحب بلاده.
من جانبه أشاد مخرج الفيلم وكاتب السيناريو عمرو بيومي بإقبال المنتج
محمد العدل على هذه الخطوة بإنتاج عمل تسجيلي يدافع عن رجل قضى معظم حياته
في المعتقلات من أجل مصر.
وقال: "لو بحثنا في جذور كل منا فمن الممكن جداً أن نكتشف أنها يهودية،
وهذا أمر وارد، وأحب أن أقول إن يوسف درويش كان هو وزوجته ضد الصهيونية".
ولفت المخرج إلى أنه سيكشف خلال الفيلم "مفاجآت عديدة؛ ألا وهي أن هذا
الرجل كان متضامناً قلباً وقالباً مع كل من الرئيسين الراحلين جمال عبد
الناصر، ومحمد أنور السادات، ضد الاحتلال البريطاني على مصر، مؤكداً أنه
سيثبت ذلك بالوثائق أيضاً".
وأشار إلى أن الفيلم تم الانتهاء من تصويره، وأنه في مرحلة المونتاج
وسيعرض قريباً.
وعن الدافع وراء إنتاجه "راعي الأمل" أعلن المنتج محمد العدل: "إن
الحملة الأخيرة التي شُنّت ضد المناضل يوسف درويش والتشكيك في وطنيته
أصابتني بحالة حزن شديد؛ لذا قررت أن أفعل شيئاً لرجل كافح من أجل رفع راية
مصرنا أمام وجه الأعداء".
واستطرد مضيفاً: "ليس جزاء هذا الرجل أن نُلقي على قبره الآن بالأحجار؛
لأن هذا ظلم بيّن، فاتفقت أنا والمخرج وبسمة على أن نتبنّى حملة للدفاع
عنه، وسيكون فيلمنا التسجيلي هو أول إرهاصات هذه الحملة".