Jun
6
2010
البرادعي اقترح خطة عمل تتضمن
تعديل الدستور لإصلاح الأوضاع السياسية في البلاد
قالت جماعة الإخوان المسلمين اليوم (السبت) إن عضو مكتب الإرشاد ورئيس
كتلتها البرلمانية في مجلس الشعب "محمد سعد الكتاتني" سيستقبل اليوم بمكتبه
محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس
الجمعية المصرية للتغيير، الذي يسعى إلى تقديم نفسه كمرشّح إصلاحي في
الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ولفتت الجماعة إلى أن هذه الزيارة هي الثانية بعد لقاء سابق جمع
"الكتاتني" بالبرادعي في منزل الأخير؛ وذلك بعد يوم واحد من زيارة البرادعي
لمدينة سنورس في الفيوم ضمن حملته للمطالبة بتعديل الدستور؛ حيث التفّ
حوله الآلاف من أنصاره، وسط دعم جماهيري واضح من مناصري "الإخوان"؛ ما دفع
بعض التقارير الصحفية إلى الحديث عن تحالف ممكن بينهما.
وبحسب بيان جماعة "الإخوان"؛ فإن لقاء البرادعي و"الكتاتني" سيتناول
"تفعيل المطالب السبعة" التي تُنادي بها الجمعية المصرية للتغيير؛ وذلك
استكمالاً للقاء السابق الذي جرى منذ شهرين بينهما، وتناولا فيه العديد من
القضايا المتعلقة بالحريات وموقف "الإخوان" من بعض القضايا، وموقف
"الجمعية" نفسها من بعض قضايا الإصلاح.
وكان البرادعي قد زار مدينة سنورس في الفيوم، بعد أكثر من شهر على
زيارته محافظة الدقهلية، وسط غياب عدد كبير من قيادات مقرّبة منه، والحديث
عن تقديم بعضهم لاستقالته؛ بينما حضر عدد من نواب "الإخوان"، على رأسهم
مصطفى عوض الله.
وعقد البرادعي مؤتمراً صحفياً تحدّث فيه عن أهداف الجمعية الوطنية
للتغيير؛ مؤكداً أنه لن يترشح للرئاسة؛ إلا إن تحققت مطالبه بتعديل
الدستور، وتطرّق إلى علاقته مع جماعة "الإخوان"؛ فقال إن بينهما نقاط اتفاق
حول ضرورة إصلاح النظام وإجراء تغييرات فيه، وإن كان هناك اختلافات وجهات
نظر حول أمور أخرى.
وقد قامت الحملة الشعبية المستقلّة لدعم ترشيح البرادعي (السبت) بإصدار
بيان، ردّت فيه على التقارير التي تشير إلى احتشاد آلاف من عناصر "الإخوان"
حول البرادعي، قائلة: إن مَن استقبله في الفيوم هو "تجمّعٌ مِن كل
المصريين من تيارات مختلفة، وكانت الأغلبية فيه لأهل البلد من الأسر التي
جاءت بأطفالها، والفلاحين البسطاء الذين استقبلوا الدكتور البرادعي بحفاوة
بالغة، وكذلك نشطاء الحملة الشعبية بالفيوم الذين قاموا بترتيب الزيارة".
ونفت الحملة وجود عناصر "الإخوان" بكثافة خلال الزيارة، قائلة إن عشرة
آلاف من مناصري "الجمعية" كانوا يشاركون في مظاهرة في مكان آخر من مدينة
الفيوم من أجل التضامن مع قتلى "أسطول الحرية".
أما "الأهرام"؛ فنقلت عن مصطفى الفقي -رئيس لجنة العلاقات الخارجية
بمجلس الشعب- تحذيره للبرادعي مما وصفه بـ"استخدام اسمه من قِبَل بعض
الجماعات".
ودعا "الفقي" البرادعي إلى "عدم المغامرة بمكانته الدولية الرفيعة
والنزول إلى الشارع قبل مراجعة أوراقه وإجراء دراسة عميقة"، وأضاف أن
البرادعي "شخصية دولية مرموقة يتحرك وفقاً لدوافع وطنية؛ ولكن ليس كل شخص
ناجح يصلح لموقع الرئيس الذي يتطلب قدراً من الكاريزما والتدريب وفهم
الشئون الداخلية.
وعن علاقة البرادعي بـ"الإخوان" والأحزاب المعارضة قال "الفقي": "علاقته
بجماعة الإخوان ملتبسة، وليست في أفضل أوضاعها، كما أن بعض الأحزاب قد
اتخذت منه مواقف سلبية منذ البداية؛ في حين تعلقت به شريحة من الجماهير؛
خصوصاً من الشباب".
يُذكر أن البرادعي كان قد اقترح خطة عمل تتضمن تعديل الدستور لإصلاح
الأوضاع السياسية في البلاد، مطالباً بإنهاء حالة الطوارئ، والسماح للقضاء
المصري بالإشراف على الانتخابات، والسماح بتصويت المصريين بالخارج، وإزالة
القيود على الترشيح التي تجعل من شبه المستحيل منافسة الحزب الحاكم.