حاره مدبولي
***********
كانت ام فوزي تستيقظ كل يوم مع اول خيوط النهار وكان جيران ام فوزي يستيقظون معها رغم انفهم؟
كان صوتها الجهور الذي يشبه صوت سياره المطافي يهز ارجاء حاره مدبولي كل صباح.
لتبدأ وصلتها الاولي مع زوجها حسن افندي البرعي الذي كان يعمل ناظرا في احد محطات السكه الحديد
توقظه بصوتها العالي وتلقي علي وجهه الماء المثلج ليهب مفزوعا مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم وتبدأ...........
محاضرتها اليوميه اليه التي حفظها الجيران عن ظهر قلب.
سيلا من التوبيخ اليومي وحسن افندي يقف مثل الالف يداه خلف ظهره لايستطيع الكلام وبعد انتهاء الوصله الاولي
للست ام فوزي يأخذ حسن افندي نفسه متجها الي عم عثمان بتاع الفول القابع في اول الحاره بجوار دكان الحاج مجدي
الصرماطي هذا الدكان القديم ونفس الجمله اليوميه التي يقولها عم عثمان لحسن افندي ربنا يقويك علي مابلاك.
ويومأ حسن افندي برأسه ويتركه بعد ان يأخذ الفول بالزيت الحار ذاهبا الي دكان عم يس البقال ليشتري الخبز وينظر
نفس النظره الي البيت القديم الذي يواجه دكان عم يس البقال متأملا في هذه البنايه القديمه التي مازالت صامده كل هذا الزمن.
ويعود حسن افتدي ادراجه الي منزله ليلاقي مصيره ليجد الوصله الثانيه قد بدأت مع ابنهم الوحيد فوزي توبيخ واهانه من الامبراطوره ام فوزي لابنها فوزي الذي لا حول له ولا قوه وينزل فوزي بعد الوصله
مبتسما وكأن شيئا لم يكن ؟
ويهرول عم حسن افندي مسرعا قبل ان تراه الامبراطوره لينفد بجلده وتبدأ الست ام فوزي في البحث عن شخصا جديد تصطاده حتي (تنكد عليه) وها هو بائع الخضار قد اتي الي مصيره المحتوم..........
تنادي عليه بصوت عالي قائله:انت يا منيل معاك ايه النهارده تلاقيه خضار زي وشك طبعا...وتقف مترقبه رده فعل بائع الخضار لتنقض عليه..ولكن التجارب تعلم؟
فبائع الخضار قد تعلم ان الرد عليها هو ابشع الجرائم التي قد يرتكبها في حياته.
وتمر الايام بسرعه لتصبح سنوات لتموت الامبراطوره ام فوزي ويعم الهدوء بعد موتها حاره مدبولي ورغم موت المشاكل مع موتها الا ان اهالي حاره مدبولي قد حزنوا كثيرا لوفاتها وبدل من تذكر مساوئها تذكروا لها حسناتها القليله وظلت قصه الامبراطوره ام فوزي تسرد لعقود في حاره مدبولي بل انها اصبحت جزئا تاريخيا من حاره مدبولي.
مهما فعل الزمان بمصر ستبقي كما هي مصر القلب