٢/ ٥/ ٢٠١٠
|
تصوير- أحمد المصرى
|
خالة القتيل تشير بصورته
|
قال
السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن أحمد أبوالغيط،
وزير الخارجية، كلف السفارة المصرية فى بيروت بإجراء اتصالات عاجلة مع
السلطات اللبنانية المعنية، لضمان إعمال قواعد القانون، وملاحقة المسؤولين
عن حادث مقتل الشاب المصرى محمد سليم مسلم (٣٨ عاماً)، الذى تم التمثيل
بجثته على أيدى أهالى قرية كترمايا اللبنانية.وأشار زكى إلى أن
الجانب المصرى يتطلع إلى قيام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات
اللازمة، وأن الخارجية تعرب عن أسفها واستنكارها للحادث، وأنها تدين فى
الوقت نفسه جريمة القتل البشعة التى راح ضحيتها ٤ أعضاء من الأسرة
اللبنانية.وقالت والدة الضحية إنها ظلت محتجزة فى المنزل لمدة ١٠
ساعات خوفا من بطش الأهالى، وأنها كانت تسمع بالخارج أصوات أهالى القرية
وهم يقتلون ابنها ويمثلون بجثته، وأضافت، فى اتصال هاتفى مع «المصرى
اليوم» من لبنان، أن قضية الاغتصاب المتهم فيها ابنها «ملفقة».وكشف
مصدر أمنى بجهاز الأمن الداخلى اللبنانى عن أن جهة التحقيق لم تفلح فى
الحصول على أى اعترافات من المشتبه فيه محمد سليم، لافتا إلى أن والدة
الفتاتين اللتين تم قتلهما، أصرت على اتهام أحد الأشخاص الذى سبق أن هددها
بقتلهما.
تحركات لبنانية لكشف هوية المتورطين فى التمثيل بجثة المصرى.. وصحف بيروت تؤكد: الجريمة عودة إلى «زمن الهمجية»٢٠١٠أمر
المدعى العام فى لبنان، القاضى سعيد ميرزا، صباح أمس، النيابة العامة
الاستئنافية فى جبل لبنان بالتحرك لكشف هويات قتلة الشاب المصرى محمد سليم
مسالم «٣٨ عاما» وتوقيفهم ومحاكمتهم. وأمر النيابة العامة العسكرية
بالتحقيق للوصول إلى من مارس العنف ضد القوى الأمنية وانتزع منها الشاب
المصرى، الذى كان موقوفا لديها، والتحقيق فيما إذا كان هناك تقصير أو
تواطؤ من قبل القوى الأمنية لاتخاذ إجراءات قانونية بحقهم.وتم
توقيف عدد من عناصر وضباط قوى الأمن الداخلى، وجار الاستماع إليهم حول
ملابسات الحادث، فى حين أكدت مصادر – رفضت الإفصاح عن نفسها – أنه صدرت
أوامر توقيف لـ١٠ من سكان القرية - لم يتضح بعد ما إذا كانت القوى الأمنية
قد ألقت القبض عليهم حتى الساعة - ورجحت المصادر أن يكون هناك قرار
بانتظار هدوء الأجواء فى القرية لحين دفن الجثامين الأربعة لعائلة
«أبومرعى» قبل أن تواصل أجهزة الأمن تحقيقاتها معهم.فيما كشف مصدر
أمنى بجهاز الأمن الداخلى اللبنانى عن أن جهة التحقيق لم تفلح فى الحصول
على أى اعترافات من المشتبه فيه محمد سليم، لافتا إلى أن والدة الفتاتين
اللتين تم قتلهما، أصرت على اتهام أحد الأشخاص الذى سبق أن هددها بقتلهما،
وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن مصدرا أمنيا مطلعا وضع احتمال أن تكون
السكين التى تم العثور عليها فى منزل الضحية، وجاءت الدماء فيها مطابقة
لدماء إحدى الطفلتين، تم دسها فى منزله من قبل مجهول استفاد بالقصاص
المبكر من قبل الأهالى قبل ثبوت الإدانة أو من قبل شريك خفى فى الجريمة. وقال
محمد حسن، رئيس بلدية «كترمايا» لـ«المصرى اليوم»، إنه يتابع إجراءات
التصعيد الإعلامى فى مصر إزاء الحادثة، وإنه أخبر كل وسائل الإعلام بأنه
لن يقف صامتا إذا ما تم إلقاء القبض على أى من أبناء بلدته، مؤكدا أنه لا
يوجد مواطنون مطلوبون للعدالة فى بلدة كترمايا.من جهتها، قالت
المسؤولة الإعلامية فى حركة «السلام الدائم» سونيا نكد، لـ«المصرى اليوم»:
«إن الجريمة الأولى التى أسفرت عن قتل ٤ أشخاص مستنكرة، ولكن الذى جرى
بعدها أمر غير مقبول، ولا يمكن للبنان الذى نعتبره مجتمعا متحضرا أن يقدم
تلك الصورة عنه».وقال الدكتور أحمد أبوالحسن، المستشار الإعلامى فى
السفارة المصرية ببيروت، إن السفير أحمد البديوى أبلغ المسؤولين
اللبنانيين استياءه الشديد من مقتل الشاب المصرى بطريقة وحشية والتمثيل
بجثته من قبل أهالى قرية «كترمايا»، وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن البديوى
أجرى اتصالا بالمدعى العام سعيد ميرزا، للوقوف على مجريات التحقيق والحصول
على نسخة منه بعد انتهائه. وقال إن السفارة المصرية طلبت من قوات
الأمن اللبنانية توفير الحماية لوالدة الشاب، موضحا أن قوات الأمن
اللبنانية عززت الحماية الأمنية لها ووعدت بتوفير أى متطلبات قد تحتاجها،
مشيرا إلى أن السفارة المصرية وافقت والدة القتيل بتوكيل محامية لبنانية
لمتابعة سير التحقيقات وتقديم دعوى قضائية لتوقيف المتورطين فى الجريمة.من
جانبها، انتقدت معظم الصحف اللبنانية الجريمة، وامتنع الكثير منها عن نشر
صورها، واعتبرتها صحيفة «الكفاح العربى» إدانة صارخة لكل المؤسسات الأمنية
والإدارية والسياسية، وعودة إلى زمن «الهمجية» فى تطبيق العدالة، فى غياب
كل مظاهر الدولة المعاصرة، وقالت الصحيفة إن الجريمة الأولى المتورط فيها
القتيل وحشية، ولكنها لا تبرر الجريمة الثانية الأكثر ترويعا ووحشية.واعتبرت
صحيفة «السفير» أن ما حدث دليل على أن لبنان، بأنظمته الفكرية والثقافية
والاجتماعية، يعيش فى عصر ما قبل الدولة، وفى مجتمع تحكمه مقاييس العائلات
والطوائف والمذاهب.
[size=21] أسرته: الضحية «مطلق» ولديه طفلة فى مصر..وسافر إلى بيروت قبل ٤ شهور[/size]ستنكرت أسرة وأهالى «قتيل لبنان»
الاتهامات التى وجهت إليه، مرددين: «حتى لو كان هو القاتل الحقيقى للأسرة
اللبنانية ما يتعملش فيه كده»، وانهمر أقاربه وجيرانه فى البكاء عندما
تحدثنا معهم، وتبين أن القتيل سافر بصحبة شقيقته وأمه إلى لبنان منذ ٤
شهور للبحث عن فرصة عمل، وقال أحد أقاربه إن الضحية متزوج منذ ٤ سنوات،
ولديه طفلة «٣ سنوات»، ولا يمكن أن يغتصب طفلة فى سن ابنته، بينما قال
شقيقه إن القتيل كان دائم الشجار وسبق اتهامه فى عدة قضايا، لكن لم يسبق
له أن أقدم على القتل. ورصدت «المصرى اليوم» منزل القتيل، حيث كان
يعيش مع والده وزوجة أبيه و٤ من أشقائه، بالإضافة إلى أسرته الصغيرة
المكونة من زوجة وطفلة. المنزل المكون من طابقين بحارة العطوف فى حى
الجمالية، مبنى بالطوب اللبن، وتبدو جدرانه متهالكة تماما. وسادت المنطقة
حالة من الصمت، واتشحت النساء بالسواد وامتنع عدد من الجيران عن الحديث.من
خلال السطور التالية، روى أقارب القتيل محمد سليم محمد «٣٨سنة» عامل- الذى
اتهم مؤخرا بقتل ٤ أشخاص بقرية كترمايا فى لبنان، قبل أن يقوم أهالى
القرية بقتله والتمثيل بجثته- تفاصيل عن حياته: الأب لم يكن
موجودا، وعندما سألنا عنه، قالوا إنه فى قسم الشرطة منذ الساعات الأولى
لصباح أمس الأول، حيث يتم استجوابه والحصول منه على معلومات.. وكشفت أسرة
محمد أنه كان متزوجا من إحدى جيرانه، ولديه طفلة صغيرة تدعى دعاء «٣
سنوات»، وأنه قبل سفره إلى لبنان بعام طلق زوجته.قالت عمة الضحية
إن والدة القتيل تركته «لحمة حمراء»، وعمره ٤ شهور وانفصلت عن والده
وسافرت إلى لبنان للعمل هناك مع إحدى صديقاتها، وأضافت العمة أنها من تولت
تربيته، وأنه تعلم حتى الصف الثالث الابتدائى فقط بسبب الظروف المادية،
حيث توجه للعمل بورشة حدادة وألومنيوم بالمنطقة لكسب قوت يومه.وأكدت
العمة أن والدة الضحية تركته لمدة ٣٨ عاما دون رؤيته، وعادت فقط منذ ٤
شهور إلى المنطقة وسألت عن ابنها، وعندما التقته طلبت منه الحضور إلى
لبنان للعمل معها هناك لتحسين أوضاعه المالية.وقال عمرو سليم، شقيق
الضحية، إن شقيقه لديه ٤ أشقاء من والدته و٤ آخرون من الأم، وأنه منذ
ولادته وهو دائم الشجار مع الجيران وسبق اتهامه فى عدد من قضايا المشاجرات
ولكنه لم يتهم فى أى قضية قتل. وأضاف أن الضحية اتصل به آخر مرة منذ ٥
أيام فقط قبل مقتله للاطمئنان عليه، وبكى له فى هذه المكالمة، وسأله عن
عدم تلقيه أى اتصالات من القاهرة للاطمئنان عليه، وبعدها اتصل بوالده
للاطمئنان عليه أيضا. وأضاف: علمنا بالحادث مصادفة من وسائل الإعلام عندما
شاهد أحد الجيران صورة القتيل على إحدى القنوات الفضائية، وبعدها أخبرنا
بالواقعة.وتابع: لم يحضر إليهم أى مسؤول من وزارة الخارجية أو
الحكومة لإخبارنا بالإجراءات والتحقيقات التى تجرى هناك، وما إذا كان هناك
متهمون تم القبض عليهم أم لا، وكل ما هو مطلوب من الحكومة مساعدتنا لإحضار
الجثة من هناك، خاصة أن تكلفة إحضارها تصل إلى ٨٠ ألف جنيه ولا نستطيع
تحملها، وأيضا اهتمام المسؤولين بمواصلة التحقيقات وتقديم المتهمين
للعدالة.وتساءلت إحدى قريبات القتيل، بعد أن طلبت عدم ذكر اسمها أو
إظهار صورتها: «لو هو القاتل ومسجل خطر زى ما بيقولوا ليه خرجوه من
البلد؟!». وأضافت: «لو هو القاتل الحقيقى الحكومة تحاسبه وتعدمه مش تخلى
الأهالى تقطع جسمه».وأمام المنزل المكون من طابقين، احتشد عدد من
الجيران وجلست سيدتان فقط على كراسى العزاء، وقالت إحداهما إن القتيل كان
يتمتع بسمعه طيبة بين أسرته وأهل الحارة، بينما أكد آخرون أنه سبق اتهامه
فى عدد من القضايا، ولكنهم استنكروا «الأفعال الهمجية» من أهالى القرية
اللبنانية، وطالبوا بمحاكمتهم ورددوا «إحنا مش عايشين فى غابة».