> «واشنطن بوست»: النظام أصبح ينظر إلي البرادعي علي أنه الشخص الذي يحرض الشعب ضد السلطة
> «بي بي سي»: المتظاهرون طرحوا مطالب مشروعة في مظاهرة سلمية لكن الأمن واجههم بالضرب المبرح
«6 أبريل» كشف عن الوجه القبيح للنظام المصري
توالت ردود الأفعال الدولية علي الإجراءات القمعية التي اتخذتها
الأجهزة الأمنية ضد مظاهرة شباب 6 أبريل أمس الأول في شوارع القاهرة أمام
مجلس الشعب وكذلك الشوارع المؤدية اليه وصولا إلي ميدان التحرير ومنه إلي
الأزقة التي تعرض الناس فيها للضرب والسحل علي أيدي قوات الأمن المركزي
وأفراد الشرطة الذين تخفوا في ملابس مدنية بين المتظاهرين كي يتمكنوا من
مواجهتهم، وهو ما دعا وكالات الأنباء والصحف العالمية إلي توجيه
الانتقادات لما حدث في القاهرة.
صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية
أبرزت الوقائع في تقرير كبير أعدته مراسلتها في القاهرة، وأرفق التقرير
المكتوب بتقرير مصور أبرز انتهاكات قوات الأمن المركزي ومباحث أمن الدولة
ضد المتظاهرين، وقالت الصحيفة الأمريكية: «إن مظاهرة 6 أبريل جاءت في
توقيت يعاني فيه المصريون من حالة ارتباك سياسي، حيث بلغ الرئيس مبارك سن
82 سنة ولم يعين نائباً له ويسعي إلي توريث الحكم لابنه، فيما عاد إلي
القاهرة الدكتور محمد البرادعي الذي مثّل الأمل للمصريين في التغيير
والخلاص من نظام مبارك».
وأشارت «واشنطن بوست» إلي أن النظام
المصري قمع المظاهرات لاستيائه الشديد من عودة الدكتور محمد البرادعي الذي
تزعم التيارات المعارضة منذ عودته إلي مصر، داعياً إلي تغيير الدستور
المصري للسماح للمرشحين المستقلين بترشيح أنفسهم في انتخابات رئاسة
الجمهورية وعدم توريث الحكم لجمال مبارك، وكذلك تحديد مدة ولاية الرئيس
وعدد مرات ترشحه، وهو ما يفتقده الدستور المصري في الوقت الحالي، مشيرة
إلي أن الحكومة تنظر إلي البرادعي حالياً علي أنه الشخص الذي يحرض الشعب
ضد نظام الحكم.
من جانبها وصفت صحيفة «أمريكان كرونيكل» الأمريكية
ما حدث في القاهرة أمس الأول بأنه ليس سوي «كشف النظام عن وجهه القبيح»
وهو ما أبرزته في عنوانها، مشيرة في المتن إلي أن النظام المصري كان
كالمتعطش لدماء الشباب كي يروي بها ظمأ السلطة، وفي نفس المكان الذي شهد
نضال المصريين خلال الخمسين سنة الأخيرة، موضحة أن الشباب المصري تحرك في
تظاهراته خلال السنوات الأخيرة مطالبا بحياة كريمة ديمقراطية بدون قمع،
وكذلك لتوفير العيش الكريم للناس ووقف ارتفاع الأسعار وهو ما جعله ملتحما
مع مشاكل الجماهير بشكل مباشر.
وأشادت الصحيفة الأمريكية بتحركات
شباب 6 أبريل الذين اعتبرتهم النواة الحقيقية للتغيير في مصر، مشيرة إلي
أنهم التحموا مع الناس وساندوا قضية التغيير ووقفوا خلف الدكتور البرادعي
في مطالبته بتغيير الدستور كي يتمكن المصريون من اختيار رئيسهم القادم
بحرية ونزاهة، وكذلك إعطاء الحق لمن يرغب في الترشح لمنصب الرئيس بأن يقدم
أوراقه كي يرشح نفسه ويطرح برامجه للمصريين.
وفي سياق متصل اعتبرت
شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في تقرير لها أمس أن ما حدث في شوارع
القاهرة كان إساءة لصورة مصر، حيث اعتدت قوات الأمن بالضرب المبرح علي
المتظاهرين الذين شكلوا مظاهراتهم بشكل سلمي، للمطالبة بمناخ سياسي أكثر
عدلا وتحقيق الديمقراطية تمهيداً لإجراء انتخابات أكثر عدلا وأكثر نزاهة
مما هي عليه إلا أن الحكومة المصرية تصدت لهم بشكل قمعي.
ومن
جانبها أرجعت وكالة أنباء «رويترز» البريطانية تنظيم المظاهرات إلي عدم
يقين المصريين بشأن الخليفة المنتظر أن يتولي حكم مصر خلفا للرئيس الحالي
حسني مبارك، مشيرة إلي أن مخاوف المصريين سببها احتمال حدوث حالة ارتباك
وفوضي جراء حالة الخواء التي قد يسببها غياب الرئيس مبارك، وهو ما لم
تتعرض له مصر من قبل، حيث إنه بعد وفاة كل من الرئيس جمال عبد الناصر
والرئيس أنور السادات لم تشهد البلاد حالة الخواء التي يخشاها الكل الآن
لأن كليهما كان له نائب، الا أن الرئيس مبارك مازال مصراً علي عدم تعيين
نائب له.
أما وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية فقد قالت في تقرير لها
- اهتمت فيه بشكل خاص بالاعتداء علي الصحفيين والإعلاميين- إن أجهزة الأمن
المصرية كانت حساسة بشكل خاص من وجود عناصر من الأجهزة الإعلامية والصحف
الذين حاولت منعهم بكل الطرق من تسجيل الانتهاكات التي يرتكبها أفراد
الشرطة ضد المتظاهرين، وهو ما جعلهم يعتدون عليهم بالضرب ويصادرون
كاميراتهم دون التفريق بين المصريين والأجانب، حيث اعتقلت قوات الأمن أحد
المصورين الأمريكيين بعدما اعترض علي مصادرة كاميرا التصوير الخاصة به.
وفي
الصحافة الكندية، أشادت صحيفة «مونسترز أند كريتكس» الكندية بحالة النشاط
التي يشهدها الشارع المصري حالياً والمطالب التي يرفعها الدكتور محمد
البرادعي والحركات الشبابية مثل حركة 6 أبريل، مشيرة إلي أن الشارع
السياسي المصري يشهد حاليا صحوة جديدة لابد من استغلالها لتحقيق التغيير
والديمقراطية التي ينشدها المصريون الذين يعانون من وطأة قانون الطوارئ
منذ قرابة 30 عاما.
وأشارت الصحيفة إلي أن الأحوال السياسية
الحالية في مصر تبشر بالخير، فالحركات المعارضة توحدت تحت راية الجمعية
الوطنية للتغيير التي يرأسها الدكتور محمد البرادعي ووحدت خطابها ومطالبها
بغية الوصول إلي المطالب التي يريدها كل مصري، وأشادت بالخطوة الإيجابية
التي اتخذتها جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت استعدادها الانضمام إلي
الدكتور محمد البرادعي في المطالبة بدستور جديد وانتخابات حرة ونزيهة
تمهيدا لحكم ديمقراطي عادل.