ماذا لو ....... كان أحد الطلاب أخذ يستذكر مادة غير التي
سيمتحن فيها غداً ؟!
فأوقد فكره وأسهر ليله ، ثم جاء من الصباح ووجد نفسه غريباً بين
زملائه !
ماذا لو ....... وجد الكل يستعد لخوض الامتحان ، هذا يطرق
بفكره يسترجع بعض معلومات المادة ، وهذا يسأل زميله في أمر أشكل عليه ،
وهؤلاء الطلاب يتناقشون في بعض النقاط ، وذاك يقلب صفحات الكتاب في
هدوء ، وآخر بدأت عليه علامات الاضطراب ... وصاحبنا يدور في فلكه
الخاص شاذاً عن بقية المجموعة .
ماذا لو .... لم ينتبه صاحبنا إلا وقد قُُرع جرس دخول
قاعة الامتحان وقد فاته استدراك الأمر ؟
مما لا ريب فيه أنه في حال عصيب لا يحسد عليه .
لكن أحبتي ......
ماذا لو ...... كان صاحبنا فعل ما فعل عن إرادة وتعمد ؛
وكان يعلم أن المادة التي استذكرها
ليست هي مادة الغد ؟!
هنا بماذا يمكن أن نصف فعلته تلك ؟
طبعاً بدون أدنى تردد ... سنصفها بالسذاجة ، وأن هذا تصرف لا يصدر
إلا عن شخص قد خف عقله وإلا ما فائدة أن يستذكر مادة لن يسأل عنها
بل سيسأل عن غيرها .
وبينما نحن نتعجب لذلك بالغ العجب ..... هناك من هو أسوأ حالاً من صاحبنا هذا !
ومن لا تنبئ أفعاله عن عقل ألبته !
وقبل أن نعرف من هو ؛ تعالوا بنا نقرأ هذه الآية ... لنسبر حالنا على
ضوئها .
قال الله تعالى (( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ))
حسنأ إذاً .... نحن موقنون بأننا سنسأل هذا السؤال :
ماذا أجبتم المرسلين ؟
وليس ماذا أجبتم المطربين أو الممثلين أو اللاعبين .....
فيا من تعلقت بالأغاني وقطعت بها عمر من عمرك ، هل تدرك أنما قضيته
ما كان إلا هباءً وأنك لن تسأل غداً عن أغاني الفنان فلان ولا
ألحانه وأخباره التي حفظتها عن ظهر غيب .
فإذا كان كذلك ... فلم أشغلت نفسك اليوم فيما لن تسأل عنه غداً ؟
ويا من ألهتك مشاهدة المباريات فحفظت أسماء اللاعبين وأنديتهم في
الشرق والغرب وتتبعت ركضهم في كل قناة وفوق كل صفحة فدفعت باهض
الثمن من عمرك مقابل ما هو أزهد من الزهيد فكسدت تجارتك وخاب مسعاك
في تلك الصفقات ...
ويا من غرتك مشاهدة الحرام من أفلام ومسلسلات وبرامج .... ويا من
شغلتك أموالك ... ويا من غرك منصبك وجاهك .... وأنت يا من فتنت
بتقليد الغرب والتشبه بهم .... وأنتِ يا من سحرتك الموضة و أزياء
العاريات وتفاهة الفارغات .... أما علمت أن الله سيسألك عن هذه الجوارح
... قال
الله تعالى ((
إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )) .
وأنه تبارك وتعالى سيسأل كل منا عما قدم من عمل في هذه الدنيا .. قال
الله تعالى : (( فوربك لنسألنهم أجمعين ، عما كانوا يعملون ))
وكل فرد منا.... سيسأل غداً عن عمره وماله وشبابه ؟
فلم تركنا ما سوف نسأل عنه وانشغلنا
بما سوف نحاسب عليه !
فوالله إنه لفرق بين إساءة تصرف صاحبنا التي لا
يتعدى أثرها محيطها الضيق وبين من إساءته تجره إلى سخط الله وعقابه في
الدنيا والآخرة. وإني لا أظنك إلا وقد عقلت ذلك الفرق البين فماذا
أنت صانع ؟
__________________