Mar
30
2010
الحكومة المصرية لا تتساهل بشكل كبير مع المعارضة
وجّه الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة
الذرية نداء على صفحته الخاصة على موقع فيس بوك على شبكة الإنترنت يدعو
فيه إلى الإصلاح في مصر (حيث يتزعم الآن جبهة المعارضة في مصر).
ووجه
البرادعي رسالة مصورة تحث جميع المصريين على الانضمام إلى المجموعة
الجديدة التي شكّلها وتحمل اسم الرابطة الوطنية من أجل التغيير.
وكان
البرادعي قد ألمح في وقت سابق إلى نيته خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة
في عام 2011.
ويقول كريستيان فريزر مراسل BBC في القاهرة: "إن ظهور
البرادعي على موقع فيس بوك كان يهدف بشكل واضح إلى انتفاضة المعارضة
المصرية للخروج من غفوتها".
وأضاف: "لقد قال البرادعي في رسالته
الأخيرة إنها مسئولية كل فرد أن يختار من أجل التغيير، كما حث مؤيديه أن
يبعثوا برسالة سلمية للمؤسسة الحاكمة مفادها أن الوقت قد حان من أجل
الإصلاح".
كما وضح: "إن قوة الدفع وراء حملة البرادعي الذي عاد
الشهر الماضي إلى مصر بعد أن عاش لعدة سنوات خارجها تجعل الأمر وكأنه مجرد
بداية واستعداد للتحدي المقبل".
مضيفاً: "إن الحكومة المصرية لا
تتساهل بشكل كبير مع المعارضة، وقامت بالفعل باعتقال أحد الناشطين الذي
أنشأ مجموعة على موقع فيس بوك لدعم البرادعي".
ويقول محللون تبعًا
لـBBC إن نداء البرادعي للمصريين يرتكز على أنه شخص مدني في بلد لطالما
حُكِم من قبَل العسكريين، كما أن سمعته جيدة، ولا ترتبط باسمه أية اتهامات
ومزاعم بالفساد.
ولكن منتقديه في وسائل الإعلام الرسمية يصورونه على
أنه شخصية بعيدة كل البعد عن الحياة في مصر، وأنه عاش في الخارج لسنوات
عديدة.
واكتسب البرادعي البالغ من العمر 67 عاماً سمعة قوية عندما
كان يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما حصل على جائزة نوبل للسلام في
عام 2005.
وترك البرادعي منصبه في نوفمبر الماضي، ويُنظر له الآن
على أنه المنافس الأكثر مصداقية لخوض انتخابات الرئاسة في مصر.
وكان
البرادعي قد قال إنه قد يخوض انتخابات الرئاسة في حال حدوث إصلاحات؛ لضمان
إجراء انتخابات نزيهة، وإنه سيخوض هذه الانتخابات كمرشح مستقل، ولكن لكي
يحدث هذا يجب أن يتم تعديل الدستور.
ويُذكر أن موقع فيس بوك
الاجتماعي على شبكة الإنترنت قد أصبح ملتقى محوريا بالنسبة لأولئك الذين
يؤيدون البرادعي.
في السياق نفسه أعلنت الكنيسة القبطية -على ما
أفادت جريدة "المصري اليوم"- أنها أرسلت دعوة إلى الدكتور محمد البرادعي
المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لحضور قدّاس عيد القيامة،
السبت المقبل، مؤكدة أنه لا علاقة للكنيسة بمشاريعه السياسية المقبلة، وأن
حضوره سيكون باعتباره رمزاً مصرياً في مجال علمي، حصل على جائزة نوبل،
لتهنئة الكنيسة بعيد القيامة.
قال القمص سرجيوس، وكيل البطريركية:
"إن الكنيسة لا دخل لها بالسياسة، وإن عيد القيامة مناسبة دينية، يجب ألا
يُقحمها البعض أو يستغلها في تطلعاته وأحلامه المستقبلية".
وقال
مصدر مقرب من البابا شنودة، بطريرك الأقباط الأرثوذكس: "إن الكنيسة ملتزمة
بالحزب الوطني، ولن تساند مرشحين لا تعرف أجندتهم السياسية التي قد تكون
موالية لتيارات دينية أو لها علاقات خارجية غير واضحة".
من جانبه،
صرح الدكتور محمد البرادعي أنه سيحضر قدّاس عيد القيامة، وأضاف: "يجب على
الأقباط أن يشعروا بأننا جميعاً نعمل سوياً في وطن واحد"، وشدّد على أنه في
المرحلة المقبلة سيكثر من السمع ويقلل الكلام، وأنه سيلتقي مجموعة كتاب
ومفكرين في المرحلة المقبلة.
وفي سياق متصل، أعلنت الحملة الشعبية
لدعم البرادعي تأسيس مجموعات في السويس والإسماعيلية وبورسعيد ودمياط، لجمع
التوقيعات على بيان "معاً سنغيّر".