نجح الخبير المصري العالمي دكتور يوسف جرس في تصميم وتنفيذ مفاعل حيوي يستخدم في انتاج سلالة نقية من الطحالب احادية الخلية واستخلاص ملايين الخلايا من المادة الفعالة التي تستخدم في انتاج العقار الجديد لفيروس 'سي' تصميم المفاعل وتنفيذه استغرق 13 عاما وجار تنفيذ باقي وحداته ليصبح الأول من نوعه في العالم.. دكتور يوسف جرس هو احد اعضاء الفريق العلمي الذي اكتشف العقار الجديد والحاصل علي نوط الامتياز من الدرجة الاولي وجائزة الدولة التشجيعية.. الاخبار تواصل تحقيقاتها حول العقار المصري الجديد الذي اثار جدلا واسعا في الاوساط الطبية والمراكز البحثية والعلمية في مصر والعالم.. واثار اهتمام ملايين المرضي من ضحايا المرض اللعين والذين يتلهفون الي بارقة امل تعيدهم الي الحياة.
التقت 'الأخبار' مع دكتور يوسف جرس الذي اكد ان مصر نجحت بالفعل في تصميم وتنفيذ مفاعل حيوي لانتاج الطحالب احادية الخلية blue green algea واستخلاص المادة الفعالة منها وهي عبارة عن ملايين الخلايا من الكلوروفيل والتي تستخدم في انتاج العقار الجديد لفيروس 'سي' وجاري الآن تطويره وتنفيذ باقي الوحدات ليصبح الأول من نوعه علي مستوي العالم.. ولا يوجد مفاعل حيوي الا في المانيا وهو يستخدم ايضا في انتاج الطحالب واستخلاص المادة الفعالة منها لاستخدامها في تصنيع ادوات التجميل فقط ولا يمكن استخدامه في انتاج الادوية لان نظامه 'مفتوح' وطاقته صغيرة وانتاجه ضعيف لا يتعدي 30 ألف لتر في الاسبوع وسعر هذا المفاعل 150 الف يورو.. اما المفاعل المصري تم تصميمه لانتاج كميات كبيرة من اللترات تفوق اضعاف المفاعل الالماني علاوة علي انه يعمل بالنظام المغلق.
نوط الامتياز
يستكمل دكتور يوسف جرس حديثه قائلا : حصلت علي جائزة الدولة التشجيعية عام 1991 ونوط الامتياز من الدرجة الاولي من الرئيس حسني مبارك عام 1995 وعضو دائم بلجنة النشر في مجلة (agricbltuke) الدولية ومسجلة في موسوعة (who is who) في العلوم والهندسة بالولايات المتحدة الامريكية وتم نشر 90 بحثا ودراسة قمت باعدادها في الدوريات العلمية العالمية وبسؤاله عن فكرة انشاء مفاعل حيوي لانتاج عقار جديد قال منذ اكثر من 15 سنة وبعد حضوري ومشاركتي في المؤتمرات الدولية التي تناقش ابحاث الطحالب راودتني فكرة ابتكار مفاعل حيوي لزراعة الطحالب أحادية الخلية وتوفير الوسط الملائم لها لتكاثرها تزاوجيا لكن كان من الصعب جدا تنفيذ الفكرة بمفردي فلابد من العمل بمشاركة فريق علمي متكامل كل في تخصصه وانتظرت طويلا الي ان وجدت ضالتي عندما التقيت بالدكتور جمال شوقي عبدالناصر رئيس فريق العمل وتعاونا معا لانتاج عقار يعمل علي تقوية الجهاز المناعي في جسم الانسان ومساعدته علي انتاج 'الانترفيرون' ذاتيا لمهاجمة فيروسات الكبد وطابقت فكرته بنتائج الأبحاث والدراسات التي تم مناقشتها بالمؤتمرات الدولية وتيقنت من المنطق العلمي الدقيق لفكرة الاكتشاف وبدأنا العمل والحمد لله نجحت في التوصل الي القياسات الدقيقة للمفاعل والمتعلقة بدرجة الحرارة والرطوبة والضوء وطول الموجة ونسبة الاكسجين.. واسمحوا لي بعدم التحدث عن التفاصيل حيث انني لم اتقدم بعد بطلب تسجيل براءة اختراع في اكاديمية البحث العلمي.
العقار الجديد في مؤتمر علمي
التقت الاخبار مع دكتور احمد عبداللطيف ابو مدين استاذ امراض الكبد والمستوطنة بطب قصر العيني والمشرف علي التجارب الاكلينيكية التي اجريت علي العقار والعضو السابق بلجنة السياسات الدوائية في مصر والعضو السابق باللجنة التي تمنح جوائز الدولة التشجيعية - الذي قال: تم مناقشة الابحاث والدراسات التي اجريت عن العقار الجديد لفيروس 'سي' في مؤتمر علمي نظمته الجمعية المصرية للامراض المتوطنة والذي عقد بالاسكندرية في 29 يونيو سنة 2000 وبحضور اكثر من 300 استاذ في امراض الجهاز الهضمي والكبد من الجامعات المصرية.
وفيه ألقيت محاضرة عن النتائج الاكلينيكية الناجحة للعقار وقامت الدكتورة وفاء المتناوي رئيس قسم الاورام بالقصر العيني بالقاء محاضرة عن تأثير العقار في تقوية الجهاز المناعي لجسم الانسان ولاقت المحاضرتان تشجيعا كبيرا من الحضور.
ويستكمل دكتور ابومدين قائلا: الدراسات والابحاث والتجارب التي اجريت علي العقار الجديد تابعها 22 استاذا في امراض الكبد بالجامعات المصرية منهم دكتور حيدر غالب رائد علوم الادوية وعميد كلية الطب الاسبق بجامعة طنطا ودكتور محمد فوزي منتصر استاذ الامراض المتوطنة وعميد كلية الطب جامعة عين شمس وانه تم تجريب العقار في وحدة الابحاث التجريبية بطب القصر العيني وتم ارساله الي الهيئة القومية للرقابة الدوائية التابعة لوزارة الصحة وثبت عدم سميته وليس له اي تأثير سلبي علي اعضاء الجسم ونحن الآن في المرحلة الرابعة والاخيرة (double blind study) وفيها يتم تجريب العقار علي مجموعة كبيرة من المرضي تحت اشراف وزارة الصحة وفي مراكز بحثية متعددة.. وفي نهاية حديثه اكد ان دراسة التأثير المباشر للعقار علي الفيروس 'سي' تمت في مدينة مبارك للأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية وقامت بها دكتورة مها الرملاوي عميدة معهد الهندسة الوراثية وثبت ان العقار منع تكاثر الفيروس في الخلايا وحيدة النواة المصابة بعد التعرض الاول للعقار واختفي الفيروس تماما في التعريض الثاني.
وزارة الصحة
التقت الأخبار مع دكتور عبدالرحمن شاهين المستشار الاعلامي لوزير الصحة الذي قال ان ما يزيد علي 150 ألف مريض بفيروس 'سي' يترددون سنويا علي المجالس الطبية المتخصصة للعلاج علي نفقة الدولة وان تكلفة علاج المريض الواحد تتراوح من خمسة عشرألفا الي خمسين ألف جنيه علاوة علي عمليات زرع الكبد التي تجري بالخارج وتتحملها الدولة وهناك سبع عمليات زرع كبد تمت العام الماضي. واذا تناولنا بعدا آخر نجد ان الاصابة بالفيروس 'سي' اثرت علي نسبة العمالة المصرية بالخارج وان ما يقرب من مليون عامل مصري اغلقت الابواب امامهم بسبب هذا المرض.. لذلك فان وزارة الصحة تولي اهتماما خاصا بالابحاث والدراسات التي تجري وتتناول علاج فيروس 'سي' فالقضية لها ابعاد كثيرة صحية واجتماعية واقتصادية.
يستكمل دكتور عبدالرحمن شاهين قائلا بالنسبة لملف العقار الجديد فان دكتور حاتم الجبلي يشرف بنفسه علي إجراءاته وامر بتوفير جميع الامكانيات والاجهزة الفنية لاختبار العقار.
الاخبار مع المرضي
التقت 'الأخبار' مع عادل عبدالفتاح - مدير ادارة بوزارة التخطيط - الذي قال علمت باصابتي بالفيروس اللعين منذ خمس سنوات وبنسبة عالية جدا تجاوزت المليون 'وفق تحليل pcr' واظلمت الدنيا في وجهي واعتكفت في حجرتي لعلمي انه لا يوجد علاج شاف لهذا المرض الذي بدأت تظهر مضاعفاته وكنت استيقظ بصعوبة واتحرك بثقل وانفقت الكثير جدا علي الأدوية والمقويات بدون جدوي.. عرفت من طبيبي بالعقار الجديد ومع اول جرعة والتي استمرت 3 اسابيع شعرت ان الحياة بدأت تدب بداخلي وانتظمت في عملي وتغير لون حياتي وشعرت بالحيوية والنشاط وتحسن في جميع وظائف الجسم وبعد انتهاء 'الكورس' ذهبت لاجراء التحليل واكد التحليل ان الفيروس في حالة ضعيفة جدا أي اقل من عشرة آلاف وسأستمر في الجرعات لكي ينعدم تماما ان شاء الله مثلما حدث مع زميلي كرم جابر الذي اكدت تحاليله خلوه تماما من الفيروس بعد تجرعه للعقار ولأول مرة منذ سنوات اشعر بطعم الحياة وبدأت اشارك اسرتي في المناسبات وسأذهب للمصيف هذا العام وامارس حياتي بشكل طبيعي جدا والحمد والشكر لله.. لكن اريد ان اقول كلمة قبل ان انهي حديثي بان فرحتي ستكتمل بطرح العقار في الاسواق بعد موافقة وزارة الصحة لان هذا سيفتح طاقات الامل امام الملايين من ضحايا المرض اللعين وشاهدت امامي نماذج عديدة تم شفاؤهم نهائيا ولم يعاودهم المرض وهذا ما شجعني علي تسجيل اسمي في البروتوكول العلمي تحت الاختبار.
الفيروس انتهي
التقت 'الأخبار' مع عميد شرطة مأمور احد أقسام الشرطة بالقاهرة الذي قال اكتشفت اصابتي بالفيروس منذ 8 سنوات الذي اثر علي وظائف الكبد وعلي نشاطي بصفة عامة واصبحت لا اقوي حتي علي الصلاة واستخدمت جميع الادوية المتاحة والباهظة التكاليف 'علي نفقة مستشفي الشرطة' لكن حالتي لم تستجب لها علاوة علي انها تسببت لي في مضاعفات كثيرة خاصة علي وظائف الكلي وعلمت من احد الاصدقاء ويعمل استاذا بطب قصر العيني بأن هناك فريقا من الاطباء توصلوا الي عقار من المواد الطبيعية وليس له اي اعراض جانبية قذهبت اليهم وانتظمت في تجرع العقار مع الالتزام بنظام غذائي محدد والحمد لله اختفي الفيروس نهائيا بعد ثمانية اشهر ومرت ستة اشهر اخري ولم يعاودني المرض ووصلت انزيمات الكبد الي معدلها الطبيعي .. وقبل ان اختم حديثي اود ان ابشر كل مريض بفيروس 'سي' بأن العلاج موجود وسيطرح به لأني اثق بشدة بأن اي اختبارات سيتم اجراؤها علي العقار الجديد ستثبت فاعليته وعدم وجود أي اثار جانبية له وبالنسبة لي فإن جميع اوراقي والبيانات الخاصة بالتحليل قبل وبعد العلاج موجودة لدي الفريق الطبي.
قامت 'الأخبار' بالاتصال باحد رجال الاعمال المشهورين بالاسكندرية - الذي انعم الله عليه بالشفاء - قال اخفيت علي الجميع حتي زوجتي اصابتي بالفيروس وكانت نسبته عالية جدا جدا '15 مليونا' وكان قلبي يعتصر من الحزن علي نفسي وبدأت في اتخاذ بعض الاجراءات لضمان مستقبل ابنائي بعد وفاتي وسافرت للعلاج بالخارج ونجح الخبراء الاجانب في خفض نسبة الفيروس الي 6 ملايين وظللت اتردد عليهم طوال عامين واستخدمت جميع انواع العلاجات ووصلت نسبة الفيروس الي 2 مليون لكن جسمي لم يعد يتحمل المزيد بسبب المضاعفات الشديدة.
يستكمل رجل الاعمال قائلا : تربطني صلة قرابة باحد اعضاء الفريق العلمي الذي توصل الي العقار الجديد وتساءلت بصراحة هل من الممكن ان يكتشف أطباء مصريون علاجا يعجز الأجانب عن التوصل إليه ووجدت الاجابة الشافية بأن الفيروس المصري يختلف في تركيبته الجينية عن الموجود في الخارج وهذا حدث من قبل مع البلهارسيا فقد عجز الاجانب عن التوصل الي علاج لها ونجح العالم المصري الجليل الدكتو احمد مسعود في اكتشاف العلاج الشافي الذي قضي عليها نهائيا .. ظللت اتابع مع الفريق العلمي طوال عام بعدها اقتنعت وتناولا العقار وكانت النتيجة مذهلة بعد ستة أشهر - نسبة الفيروس صفر - وكان ذلك منذ أربع سنوات ولم يعاودني حتي الآن.. احمد الله وتحية اجلال وتقدير الي علماء مصر الاجلاء.
التقت 'الأخبار' مع احمد عبدالسلام 'طبيب' الذي قال علمت من بعض الزملاء ان هناك فريقا من الاساتذة يجرون أبحاثا علي عقار جديد للفيروس ذهبت اليهم وتابعت جميع الخطوات واعربت عن رغبتي في التسجيل في البروتوكول وتجرعت العقار بعد ان تيقنت انه خال من السمية وآمن وليس له اعراض جانبيه وانه في جميع الاحوال مكمل غذائي واخذت 'الكورس كاملا' لكنه لم يؤثر علي حالتي وظلت نسبة الفيروس كما هي وعلمت ان هذا راجع الي طبيعة جهازي المناعي الذي يتصف بالتعادل اي ان كفاءته لا تزيد عن ذلك واعيش والحمد لله في سلم مع الفيروس لكني لاحظت تحسنا كبيرا في جميع وظائف الجسم الأخري.
منقول عن جريدة الاخبار 13-6-2006